الشعر الشعبي يعتبر فنّ الكلمة وابتداع الصورة وإبراز التجربة الشعريّة الصادقة التي تتخطى السطوح إلى الأعماق ومن الشعراء الذين يمتلكون التجربة الشاعر عبدالله بن صالح الصويلح - رحمه الله - أحد شعراء الرعيل الأول. وقد ساجل الصويلح كبار شعرائه ومن الذين يتميزون من خلال قصائده بسرعة الخاطر وحضور البديهة مما جعله - رحمه الله - شاعراً معروفاً بريقه وبروزه في ارتجال الكلام ونظمه منذ أن نبغ في الشعر في سن مبكرة إضافة إلى انتقائه العبارات الدارجة والكلمات الشعبية الإقليمية في معظم قصائده ويعتبر ممن تغنّوا بنجد وشاعراً أشاع في الساحة البهجة في نفوس سامعي ومتابعي وعشّاق شعره.. ومن قصائده - رحمه الله - تلك القصيدة التي قالها عندما مرّ وتجوّل في أحد الأيام بمسقط رأسه ومراتع صباه (الفرعة) التي لم يبق منها سوى أطلال مرتسمة على تقاسيم الوجه والتضاريس الطبيعية ووجدها خاوية ومتهالكة بعد عزّها. كان - رحمه الله - وجميع أهلها الأخيار متأملاً معانيها الجميلة وماضيها العريق متذكراً طرقاتها ودهاليزها وأطلال أبنيتها التي تساقطت وتهدّمت مسترجعاً من خلال ذاكرته مربى طفولته ومراتع صباه ورؤى الحنين إلى الوطن ومعنى الوفاء وأجمل ما في الحياة هي الذكرى.. فعندما يرجع العقل إلى الماضي يأنس متشوقاً ومتأملاً شريط طفولته التي قضاها في معالم ذكرياته وأخذ يتأمل تلك الذكريات الجميلة في قصيدة شعرية قال فيها: يالله ياوالي على كل والي ياسامك الأركان ياعالم الغيب محيي الهشيم اللي من الوقت بالي تحيي مداهيل العرب والأجانيب عساه يسقيها حقوق الخيالي من مدلهمّ جا لسيله غواريب أهيّض العبرات والجو خالي وأقنب كما يقنب كسِير الأصاويب إلى ذكرنا متعبين الدلالي اللّي لهم عند النشاما مطاليب أهل السخا ما حسّبوا للحلالي هُم مكرمين الضيف سفره وترحيب كما قال في قصيدة أخرى لحبه لمسقط رأسه وحنينه له قال فيها: لي ديرة عنها وشيقر شمالي شرق البطين ومن وراه المراقيب جنوبها مرباع خور المتالي وشرقيها ميراد حرش العراقيب ياما سكنها من فحول الرجالي اللي لهم عند النشاما مواجيب أهل السخا والمرجلة والكمالي يوم الضيوف يدورون المعازيب واليوم داخلها من السكن خالي. عقب الرجال اللي تحل الاصاعيب وفي ما مضى نفخر بها في المجالي واليوم قفت مع هل الجود والطيب ما بقي من الأطلال المرتسمة في الفرعة ماضٍ عريق ومعانٍ جميلة إبراهيم الجبر