بيوت الطين لها عشق أزلي في قلوب الناس ومحبة عظيمة .. كذلك ذكريات جميلة وأحداث متنوعة وحنين للأيام الجميلة التي عاشوا فيها ومشاهد لا تنسى في حياتهم ، خاصة الشعراء دائماً يرددون في اشعارهم أماكنهم التي عاشوا فيها خاصة مرحلة الطفولة فهي باقية في ذاكرتهم لاتغيب مع مرور السنين ، ومن القصائد الشعرية التي تتحدث عن بيوت الطين في الماضي وجمالها والحنين لها تلك القصيدة التي هاضت بها قريحة الشاعر الغنائي سعد الخريجي فقد تحدث فيها عن عشق الأطلال والحنين لأماكن الصبا وذلك من خلال قوله : يا ناس ذاك البيت لا تهدمونه خلوه يبقى للمحبين تذكار خلوه حب سنين خلفه ودونه في داخله قصة مواليف وأسرار من يعشق الأطلال دمعه يخونه لا صارت أقدامه على سكة الدار عش الحمام اللي بعالي ركونه رمز الوفاء .. رمز المحبة .. والإصرار وفي وصف جميل وتعبير عن مشاعر شاعر عاشق للأطلال والماضي الجميل يبوح الشاعر الكبير علي بن محمد القحطاني من خلال هذه المقطوعة الشعرية الرائعة بمشاعر شاعر تفنن في العبارة وأنشد بوصف مشوّق : شاهدتها صدفة على باب دكان في سكةٍ بين البيوت القديمة في حارةٍ ما كن حيٍ بها كان ما باقي إلا آثارها مستقيمة محا الزمن عنها الزخارف .. والألوان تحطمت من عقب ما هي سليمة وكانت العادة في الماضي أن يتم بناء بعض بيوت الطين داخل المزارع للقرب من المزرعة من أجل الاهتمام بها أكثر وأكثر نظراً لكونه في ذلك الزمن الجميل هي مصدر الرزق .. فقد كان هناك من كان بيته وسط مزرعته الخاصة ، ودائماً يكون للمكان الذي عاش فيه الإنسان عشق ومحبة وحنين داخل أعماق الشعراء فهذا الشاعر المشهور سليمان بن حاذور ( يرحمه الله ) عندما مر في أحد الأيام على أحد المنازل وسأل عن أهل الدار فوجدهم قد رحلوا فتذكر الماضي ثم أنشد : مريت بيتٍ للمحبين مقفول جابتني القدرة على حد بابه ونشدت جيرانه عسى البيت منزول قالوا حبيبك راح لا واسفا به له مدةٍ بالسوق ما شيف له زول وبابه عليه من السوافي ترابه وهلت دموع العين والقلب مشغول وعند الفراق اللي حصل في غيابه واقفيت واللي بين الاضلاع مجهول حبٍ درسته غيب ماهو كتابه