أشد ما تحتاج إليه البشرية في المستقبل كي تنجو من مشكلات بلا حدود ثلاثة أشياء: السلام، والبيئة النقية، والمرأة المبتكرة، فالسلام ضروري لنجاة عالم الإنسان من الصراع، الحروب، والدمار، والبيئة النقية ضرورية لصحة الإنسان، وحياته، وسعادته، أما المرأة المبتكرة فهي التي ستقود وطنها والعالم نحو القوة، النهوض، والتقدم، وتفتح لذاتها ومجتمعها أبواب الانطلاق الواسعة. يعتقد الكثيرون أن المرأة قادرة معرفيا وتكنولوجيا على الابتكار، والإنجاز فقط ولكن المرأة لديها القدرات الشخصية العالية التي تمكنها من قيادة عالم الابتكار أيضا، وتوجيهه نحو التطوير الإبداعي التنموي، فهي تتمتع بمؤهلات ابتكارية تمكنها من إدارة عالم الأفكار الجديدة، وتحويلها لمشاريع على أرض الواقع، وخطط استثمارية، كما تمكنها من المنافسة القيادية الابتكارية في بيئة المعرفة، والسوق، والمستقبل. قد يتطلب تعزيز الدور القيادي الابتكاري للمرأة إكسابها القدرة على تحفيز عالم الابتكار من خلال إذكائها لروح التنافس القيادي الابتكاري في الأوساط الجامعية، والبحثية، والمؤسسية، ومشروعات رائدات الأعمال، إذ إن المرأة التي تقود عالم الابتكار يفترض أولا أنها صاحبة بصمات ابتكارية تم تنفيذها على أرض الواقع، كما أنها تتمتع بمؤهلات المرأة القائدة نفسيا واجتماعيا، ولديها القدرة على اختيار أفضل الأفكار الابتكارية واحتضانها لتحويلها لعمل، واستثمار، وتنمية. ويقينا فلن تستعصي القيادة الابتكارية على قدرات المرأة الواسعة، فكلما كانت المرأة قادرة دائما على تفجير المفاجآت المعرفية فهي مؤهلة على الدوام للابتكار، وقيادة عوالمه بتخصصاتها الابتكارية المختلفة، كما أن الثقة بالنفس، والذكاء، وفهم طريقة تفكير الآخرين، ومساعدتهم في حل مشكلاتهم، وحسن رعاية المبدعين، وتقييم إنتاجهم الإبداعي لتحديد الملائم منه لبيئة تطوير وتنمية، وتحديث نظم الإدارة الاستراتيجية باستمرار كلها مقومات للتمكين القيادي الابتكاري للمرأة، كما أن المعرفة الواسعة، والتثقيف المتواصل، والاندماج القوي في عالم الإبداع والتكنولوجيا من مقومات قيادة المرأة لعالم الابتكار أيضا. من المؤكد أن المرأة التي لا تبتكر تتأخر كثيرا، أما المرأة القادرة على إنتاج الأفكار الجديدة فستصبح قائدة لعالم الابتكار بجدارة، إذ إن المستقبل التنافسي ينتظرها أكثر من غيرها، وقد ماتت علامات تجارية كبيرة ومشروعات عملاقة بسبب الافتقار إلى عالم الابتكار، وإلى القيادة الابتكارية أيضا، وعدم تجنب الطرق التقليدية في إدارة الابتكار بأفكاره ومقترحاته. ويوم أن تدعم المرأة عالم الابتكار، وتقوده بحنكتها وروحها الطموحة ستتحسن عمليات التطوير بشكل كبير، وتتوفر الأفكار الربحية بقوة، وتأخذ طريقها الأسرع إلى السوق ضمن استراتيجيات واضحة، إذ الإدارة الواعية تحفز المبتكرين لكل ابتكار أفضل. لا يمكن التقليل من دور المرأة العربية في إدارة عالم الابتكار، ومواجهة التحديات التي تحيط به، ولتعاظم دورها في كافة الجوانب الاقتصادية وإسهامها المتنامي في التقنيات المبتكرة لتعزيز الفرص الاقتصادية، فإن دبي تستضيف القمة العالمية للمرأة 2023 خلال الفترة من 4-6 مايو وذلك للمرة الأولى في تاريخ القمة الممتد ل33 عاما، وسوف يتم التركيز على توفير حلول استراتيجية وإبداعية للنهوض بالتقدم الاقتصادي للمرأة على الصعيد العالمي، وفي هذا فرصة واسعة للمرأة العربية لفتح آفاق قيادية جديدة وتعزيز دورها الابتكاري بشكل أوسع في المرحلة المقبلة.