يبدأ الرئيس الأميركي جو بايدن الجزء الثاني من ولايته بكونغرس منقسم، بحيث أن انتخابات منتصف الولاية أفضت إلى سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب وبقاء الغالبية في مجلس الشيوخ بأيدي الديموقراطيين. لكن محللي خطوات واشنطن يخشون انتهاء عصر التعاون بين الحزبين، مع توقّع دخول العملية التشريعية طريق مسدود فيما يتوعّد الجمهوريون بأجندة تحقيقات صارمة في معظم جوانب إدارة الرئيس جو بايدن. في ما يلي أبرز ما قد تشهده الدورة الجديدة للكونغرس: تحقيقات راقب حزب الرئيس السابق دونالد ترمب عمل الكونغرس طيلة عامين ويخطط الجمهوريين للانتقام مع جدول أعمال مثقل بتحقيقات يجرونها هم. يُتوّقع أن يكون أحد أبرز أهدافهم هو بايدن نفسه، بحيث أكّد بعض الجمهوريين أن زملاء لهم يبحثون في احتمال عزله. مع ذلك، ستكون الأولوية القصوى المعلنة للجنة الرقابة في مجلس النواب تكثيف التدقيق في نجل الرئيس الديموقراطي هانتر بايدن الذي يخضع بالأساس لتحقيق من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي بشأن ممارساته التجارية. وتحدى العديد من الجمهوريين في مجلس النواب، إلى جانب شخصيات من إدارة ترمب بينهم رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي وترمب بنفسه، مذكرات الاستدعاء للمثول أمام تحقيقات يقودها الديمقراطيون بما في ذلك التحقيق في هجوم 2021 على الكونغرس. لكن الجمهوريين تعهدوا مع ذلك بالإدلاء بشهاداتهم حول جوانب متعددة من صنع القرار من قبل الديموقراطيين، من إدارة البيت الأبيض لأزمة الهجرة ولأزمة كوفيد-19 إلى تعاملها مع الانسحاب من أفغانستان. واتهم مكارثي الذي يواجه تمردًا ضد طموحاته بأن يصبح رئيس مجلس النواب الجديد، الديموقراطيين ب"تسييس وزارة العدل كسلاح" بشأن مختلف التحقيقات حول ترمب. وسيحاول الجمهوريون أيضًا العثور على مخالفات في التحقيق بحق المحقق الخاص السابق روبرت مولر في صلة روسيا بالانتخابات الأميركية لعام 2016 والذي كشف عن اتصالات مكثفة بين فريق ترمب والحكومة الروسية وعناصر الاستخبارات. تشريعات نظرًا لقيود انقسام الحكومة، لا يتوقّع أي من الاستراتيجيين وصول أي تشريعات رئيسية إلى مكتب بايدن. أصدر الجمهوريون أجندة تشريعية بعنوان "الالتزام تجاه أميركا" في سبتمبر لكن كانت تفتقر إلى التفاصيل إذ طرحت أهدافًا سياسية واسعة بدلاً من سياسة محددة. بشأن الاقتصاد، تعهد الجمهوريون "محاربة التضخم وخفض تكلفة المعيشة" و"جعل أميركا مستقلة في مجال الطاقة وخفض أسعار الغاز" و"تعزيز سلسلة التوريد" و"إنهاء الاعتماد على الصين". ويُتوقّع أن يقضي مجلس الشيوخ معظم وقته في منع مشاريع القوانين الصادرة عن مجلس النواب إذ إن عدد الديموقراطيين أقلّ من الأغلبية العظمى (البالغة 60 صوتًا في مجلس الشيوخ) واللازمة لتمرير معظم التشريعات، بتسعة أعضاء. وسيواصل التركيز على الموافقة على المرشحين القضائيين لبايدن. أوكرانيا مذ غزت روسياأوكرانيا في 24 فبراير 2022، وافق الكونغرس على منح 100 مليار دولار من المساعدات العسكرية والإنسانية لحليفة واشنطن، وحصل هذا القرار بتأييد من أعضاء في الحزبَين. غير أن سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب تعزّز من قوة الانعزاليين في السياسة الخارجية وغيرهم ممن يريدون وقف تدفق أموال دافعي الضرائب الأميركيين شرقًا. وتعزز الجناح الأيمن للحزب بإعلان مكارثي قبل انتخابات منتصف الولاية أن حزبه لن يوقع "شيكًا على بياض" لكييف فيما يعاني الأميركيون "من ركود".