لغتنا العربيَّة أوسع اللغات في مفرداتها وتعدُّد المعنى لكلِّ مفردةٍ حسب سياقها في الجملة، وفيها من التكامل تقعيداً وضبطاً وجمالاً ما ليس في غيرها، فاكتسبت ريادةً وتميُّزاً وسموَّاً بين اللغات، ويكفيها شرفاً أنَّ القرآن الكريم نزل بها، وهو أعظم وأشرف وأكرم كتابٍ على وجه الأرض، فاستحقَّت بذلك أن تكون سيِّدة اللغات، والاهتمام بها أمرٌ في غاية الأهميَّة، تعلُّماً وتعليماً ونشراً، قال أحمد شوقي: إنَّ الذي ملأَ اللغات محاسنا جعل الجمال وسِرَّه في الضاد وتأسيس مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربيَّة قرار تاريخي وتتويج لريادة بلادنا في خدمة اللغة العربيَّة، وممَّا يُميِّز هذا المجمع أنَّ مقرَّه في بلادنا التي هي أرض منبع اللغة العربيَّة، وفيها بقيَّة من ألفاظ اللهجات المتعدِّدة، ما يمثِّل امتداداً متجذِّراً لألفاظ العربيَّة الصافية، وما يتوفَّر من كفاءاتٍ علميَّةٍ مؤهَّلةٍ للوصول إلى ما يسعى إليه هذا المجمع؛ ليكون - إن شاء الله - مرجعيَّةً عالميَّةً في مجالات اللغة العربيَّة وتطبيقاتها من خلال: نشر الأبحاث والكتب المتخصِّصة باللغة العربيَّة، والمدونات والمعاجم، ومراكز تعلُّم اللغة العربيَّة، والذكاء الاصطناعي في اللغة العربيَّة، والاختبارات والمعايير فيها، والمعارض والمؤتمرات، وتعزيز قيمة لغتنا، ودعم إثراء المحتوى العربيِّ في مختلف المجالات عبر حملاتٍ إعلاميَّة. وبإنشاء هذا المجمع المهمِّ، تحقَّق الحلم الذي تمنَّاه كلَّ محبٍّ للعربيَّة، وفَّق الله القائمين على هذا المجمع، وجعله الله منارة علمٍ عالميَّة للغتنا العربيَّة.