مجتمعنا - للأسف- كبقية المجتمعات العربية في قارة آسيا وإفريقيا يتحدثون باللهجات العامية في تفاصيل الحياة بكل طلاقة، وتستطيع أن تعرف المُتحدث من أي منطقة من مناطق المملكة. وفي الوقت نفسه تستطيع أنْ تعرف المتحدث العربي في أي دولة. اللغة العربية في خطر والخطر يأتي من الفضائيات والإذاعات العربية التي تقوم بنشر برامج ثقافية وعلمية وأدبية، وكذلك الإعلانات بلهجة عامية. الخطر يأتي من مقدمي نشرات الأخبار حين لا يعرفون أو يتجاهلون قواعد ومبادئ النحو والصرف. الخطر يأتي من يتباهى بمفردات اللغات الأخرى. اللغات الرسمية في الأممالمتحدة هي اللغات الستة التي تُستعمل في اجتماعات الأممالمتحدة وتُكتب بها جميع الوثائق الرسمية للأمم المتحدة. وهي: الإسبانية والإنكليزية والروسية والصينية والعربية والفرنسية. ولغتنا العربية يتحدث بها أكثر من 422 مليون نسمة، فلماذا لا نفتخر بها ونتقنها؟ وكما هو فلغتنا العربية لغة القرآن الكريم، فهي ليست مرتبطة بالعرب بل بالإسلام. يحز بنفسي أن أسمع في أحيان كثيرة نتحدث اللغة العربية مع غير الناطقين بها بصورة وطريقة مضحكة. من الظواهر السلبية التي نعاني منها في مجتمعنا انتشار الشعر باللهجة العامية، وحين يسمع المتلقي أو الحضور الشعر باللغة العربية، فالغالبية لا تدرك جمال اللغة ومفرداتها. ألا يكفي إن هناك مفردات من اللغة الإنجليزية تستخدم في حياتنا وكأنها جزء من واقعنا. من التحديات التي تواجهها لغتنا الجميلة انتشار اللغة الإنجليزية كلغة التخاطب والتحدث في غالبية شركات القطاع الخاص، لست ضد تعلم اللغة الإنجليزية لكنني ضد من يقول: لغتنا لا تسطيع أن تتماشي مع التقدم. هل هناك جماليات للفصحي والعامية. للأسف عامة الناس تتفاعل مع العامية أكثر من الفصحى وتريد مترجماً لبعض مفردات اللغة العربية. من المسئول؟ التنشئة في البيت؟ أم المدرسة؟ أم المجتمع؟ أم جميعها؟ هناك من يتحدث اللغة العربية بطلاقة، لكن المستمع والمتلقي تعلوه ابتسامة، لست أدري هل هي الرضا أو السخرية. هناك قواميس للهجات العامية في مجتمعنا وذلك بحسب المنطقة (السيد جوجل يعطي صورة واضحة) كذلك قواميس اللهجات العربية. أين اللغة العربية؟ لماذا لا نتحدث بها في بيوتنا؟ لماذا لا تُطبق في مدارسنا الابتدائية؟ لماذا لا نتغنى بها؟ لماذا لا يتقنها غالبية المذعين والمذيعات؟ لماذا ولماذا؟ لغتنا العربية في خطر وها هو المؤتمر الدولي الثالث للغة العربية والذي يهدف إلى حشد الطاقات وتقديم التأييد والدعم للغة العربية التي تعاني من التهميش والإقصاء في سوق العمل والتعليم والإدارة والتجارة والثقافة والإعلام وغيرها من الميادين الحيوية. وها هي جامعة الجوف تعقد مؤتمراً حول اللغة العربية لتبقى هذه اللغة في الصدارة, كتابة, وقراءة, وحواراً, في عصر تعصف فيه رياح الثقافات وثورة المعلومات، مما يشكل خطراً على ثقافتنا وهويتنا. أخيراً لغتنا الجميلة في خطر، لكن بالممارسة والتحدث بها والتخاطب بها سوف تضيء لها الطريق من جديد. في المدرسة وفي الجامعة وفي الوزرات والقطاع الخاص وفي البيت لا بد من تكثيف التحدث باللغة العربية الفصحي. وعلى مجمع اللغة العربية القيام بمسؤولياته وتحقيق أهدافه والتي منها دراسة المصطلحات العلمية والأدبية والفنية والحضارية وكذلك دراسة الأعلام الأجنبية، والعمل على توحيدها بين المتكلمين بالعربية. أما الفضائيات فدورها كبير في نشر اللغة الفصحي دون تلحين وأخطاء في النحو والنطق. أقتبس قول أحمد شوقي: (إن الذي ملأ اللغات محاسنا جعل الجمال وسره في الضاد).