منذ أن أنشأت جمعية أصدقاء لاعبي كرة القدم الخيرية وهي تسعى جاهدة لتقديم العون للاعبين القدامى الذين تخلت عنهم أنديتهم ويعانون من ضائقة مالية، لذا سعت هذه الجمعية وخلال فترة وجيزة من الوقوف على بعض الحالات التي أنهت مشكلتها تماماً. ودأبت الجمعية على جلب أكثر من شراكة تصب في مسار الجمعية وتسرّع من وتيرة العمل الخيري الجليل، وبعد مرور أربعة أعوام على مولد الجمعية التقت «دنيا الرياضة» بأمين عام الجميعة والترمومتر الذي لا يكل ولا يمل «فهيد الدوسري» الذي كشف كل التفاصيل في ثنايا الحوار التالي: * حدثنا في البداية عن بدايات الجمعية؟ * في البداية كانت هذه الفكرة تراود الكابتن ماجد عبدالله بتأسيس كيان مستدام يخدم اللاعبين القدامى وأسر المتوفين منهم ممن يعانون من ظروف مالية، وبعد لقاءات مع إداريين سابقين ورجال أعمال وإعلاميين ومتخصصين في العمل الخيري جاءت فكرة إنشاء الجمعية، ورفع المؤسسين بذلك إلى وزارة الشؤون الاجتماعية قبل أن تدمج مع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، لتصدر موافقة وزير الشؤون الاجتماعية في ذلك الوقت معالي الدكتور ماجد القصبي، ووجدت الجمعية مباركة ودعم وتأييد من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب في ذلك الوقت، وانطلق الجمعية في مرحلة التأسيس بصياغة اللوائح والأنظمة، وركزت في عملها على البحث الاجتماعي للبحث عن الحالات من اللاعبين القدامى وأسرهم سواءً عن طريق ترشيحات من لاعبين أو أصدقاء أو من مواقع التواصل الاجتماعي أو بجهود ذاتية من الجمعية. * ما الصعوبات التي واجهتكم في البداية؟ * اللاعبون القدامى بطبيعتهم متعففون، لذا كان أبرز التحديات التي واجهتنا إقناعهم بالتسجيل في الجمعية لتتمكن الجمعية من تقديم الخدمات لهم، فالأغلبية كان يعتقد أن تسجيله في الجمعية يعني أن حالته ستكون منشورة في الإعلام وسيعرف الجميع عن ذلك، ويفضلون ألا يعرف الناس بحاجتهم وانكسارهم، حتى أن بعضهم عندما كان يسأله البحث عن احتياجاته كان يرفض ويردد بأنه ليس في حاجة، وكان التحدي الأول كيفية إقناع اللاعبين القدامى في التسجيل بالجمعية والاستفادة من خدماتها، والثاني في إقناع الوسط الرياضي والعمل الخيري في دعم وتأييد الجمعية، خاصة أن الصورة الذهنية لدى المجتمع أن اللاعبين يعيشون ثراءً ولا يحتاجون للمال في ظل الأموال الكبيرة التي تصرف في الرياضة في الوقت الحالي، فكان التحدي بإقناعهم بأن الزمن الماضي لم تكن هناك مبالغ مالية كبيرة كما هو حاصل الآن وأكثر اللاعبين القدامى ضحوا من أجل رياضة الوطن. أكثر من 4500 خدمة قُدمت للاعبين القدامى في الثلاث سنوات الماضية * هل هذا يعني أن الجمعية تخدم حتى أبناء اللاعبين وليس اللاعبين فقط؟ * نعم الجمعية تخدم ثلاث شرائح وهي: (اللاعبون، أرملة المتوفى منهم، وأيتامهم)، ولدينا عدد من المستفيدين أسر للاعبين توفاهم الله منذ زمن وظلت أسرته تعاني لسنوات دون أن تجد من يقف معها. * ماذا قدمت الجمعية خلال السنوات الماضية للاعبين القدامى؟ * أولاً نحمد الله على ما تحقق من إنجازات رغم قصر الفترة، وقلّة الدعم، وصعوبات البداية كجمعية ناشئة، ثم نشكر كل من دعم الجمعية في تلك الفترة من رجال أعمال وشركات وأفراد، وفريق عمل الجمعية بدايةً من مجلس الإدارة مروراً بالإدارة التنفيذية ومنسوبي الجمعية، الذين تحملوا أشياء كثيرة وعملوا ليلاً ونهاراً من أجل نجاح الجمعية. أما فيما يخص الإنجازات فالجمعية - ولله الحمد - قدمت حتى الآن أكثر من 4500 خدمة في جميع المسارات، سواء في مسار الإسكان وخدماته المتمثلة في (السكن، سداد الإيجار، ترميم المنازل، تأثيث المنازل) ومسار المساندة وخدماته المتمثلة في (الدعم الغذائي والمالي، والكسوة، والبرامج الدينية، وبرامج التقدير، والحقائب المدرسية، وسداد الفواتير) ومسار التمكين وخدماتها المتمثلة في (التدريب، التوظيف، البرامج التطويرية، البرامج التعليمية) ومسار العلاج المتمثل في (العلاج المباشر، المستلزمات الطبية) ومسار التوعية والتثقيف. * مؤخراً وقّعت الجمعية شراكة مع الاتحاد السعودي لكرة القدم، حدثنا أكثر عنها؟ * في البداية نشكر رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم ياسر المسحل على اهتمامه بالجمعية منذ انتخابه رئيساً لمجلس الاتحاد، وكانت زيارته للجمعية أول زيارة رسمية له بعد توليه المنصب، وكذلك أعضاء مجلس الاتحاد، ولجنة المسؤولية الاجتماعية بالاتحاد الذين أولوا الجمعية اهتماماً كبيراً، وهذا إن دل يدل على تقديرهم لهؤلاء النجوم وإيمانهم بعمل الجمعية، وفيما يخص الشراكة فهي شراكة استراتيجية تخدم اللاعبين القدامى وأسرهم في عدد من الجوانب التدريبية والفعاليات وتقديرهم في احتفالات الاتحاد وبطولاته، وكذلك التقدم اللوجستي للجمعية، والمساهمة في حملاتها الإعلامية. * منذ أن بدأت حديثك لم تتطرق للأندية، فحدثنا عن دور الأندية الرياضية معكم كجمعية؟ * للأمانة صدمنا بتجاهل الأندية الرياضية وخاصة أندية الرياض كالنصر والهلال والشباب للجمعية وعملها على الرغم من أن الجمعية تقوم على رعاية وتمكين نجوم خدموا هذه الأندية، ويفترض أن يكونوا شركاء للجمعية في دعم برامجها وأنشطتها وتسهيل عمل الجمعية، ولكن للأسف لم تجد الجمعية أي تفاعل من قبل هذه الأندية على عكس أندية أخرى خارج نطاق عمل الجمعية كانت متفاعلة مع الجمعية وأبدوا استعدادهم لدعم الجمعية لإيمانهم بعمل الجمعية. * هل كان هناك تواصل من قبلكم مع هذه الأندية؟ * نعم تواصلنا وأرسلنا خطابات وإيميلات لهذه الأندية، ولكن للأسف لم نجد تجاوباً نهائياً، وطلبنا اجتماعات مع إدارات الأندية لبحث سبل التعاون المشترك فيما يخدم الجمعية ومستفيديها، بالإضافة إلى تقديم خدمات من قبل الأندية من باب المسؤولية الاجتماعية تجاه نجومهم، ولكن لم نجد تجاوبا من قبل هذه الأندية، بالإضافة إلى برامج تقدم لفئتي الشباب والناشئين في هذه الأندية وفي الأخير هي تخدم النادي واللاعب، ولكن لم يتجاوبوا. * بالنسبة لأعضاء شرف هذه الأندية هل وجدتم دعما من قبلهم؟ * نعم هناك بعض الأسماء التي تفاعلت مع الجمعية ودعموا الجمعية مالياً وهم قلّة، وهذا نابع من إيمانهم بالمسؤولية الاجتماعية تجاه نجوم خدموا أنديتهم ورياضة وطنهم، ولكن هناك الكثير من أعضاء الشرف لم يتفاعلوا مع الجمعية، رغم أنهم في الماضي كانوا يتسابقون على دعوة هؤلاء النجوم لمجالسهم ليتفاخروا بمعرفتهم بهم، ولكن عندما ودع هؤلاء النجوم المستطيل الأخضر وابتعدوا عن الأضواء تركوهم وكأنهم لم يكونوا يبحثون عنهم. * أخيراً، كلمة توجهها في نهاية هذا اللقاء. * أشكركم على إتاحة الفرصة، وللأمانة صحيفة «الرياض» من الصحف المهتمة بالجمعية وبرامجها وأنشطتها وباللاعبين القدامى، وهذا إن دل فإنما يدل على عراقة هذه الصحيفة وإيمانها بالمسؤولية الاجتماعية، وللوسط الرياضي أقول: هذه الجمعية كنتم تنادون بها منذ زمن، والآن هي واقع ملموس، وقامت على أسس مؤسسية ومنهجية تضمن استدامتها ككيان يخدم اللاعبين القدامى وأسرهم، فكونوا مع الجمعية وادعموها بالرأي والفكر والمال، فلا تكونوا كمن لا يكرم الشخص إلا بعد وفاته. من «فهيد الدوسري»؟ * خبرة 17 سنة في العمل الخيري والمسؤولية الاجتماعية. * عضو مجلس إدارة سابق لعدد من الأندية. * كاتب صحفي. * حاصل على الدبلوم في الإدارة الرياضية من الاتحاد الدولي «فيفا».