في كل ناد رياضي ثقافي اجتماعي تصدرت الرياضة الواجهة وسحبت البساط فغاب الوجه الآخر للنادي مثل الجانب الثقافي والاجتماعي وسط جهود فردية، وشخصية، ودعم مالي شحيح، وبرغم أهمية المسؤولية الاجتماعية في الأندية، وأثرها، وإثرائها للمجتمع لاحتضان الشباب، وحماية أفكارهم من الانحراف، وإشغال أوقات فراغهم إلا ان إيمان بعض الأندية بأهمية دورها الاجتماعي وأهمية التواصل مع شرائح المجتمع وخلق جسور من الشراكة مع المؤسسات والجهات الرسمية مازال على خجل. الحراك الاجتماعي مازال قاصرا، ويحتاج خططا واضحة المعالم، وإستراتيجية مقننة بإشراف مباشر من الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ودعم مالي يخضع للمراقبة فشبابنا ثروة وطاقة تحتاج بيئة جاذبة وحاضنة لاستثمار قدراتهم في تنمية المجتمع من خلال الأندية الرياضية التي تفتقر أحيانا للدعم المالي لتفعيل البرامج الاجتماعية. الميدان التقى المختصين والخبراء في الجانب الاجتماعي في بعض الأندية، ويسلط الضوء على (المسؤولية الاجتماعية في الأندية بين الواقع والحقيقة): الاتحاد سباق في البرامج الاجتماعية في البداية قال أمين عام نادي الاتحاد والمشرف على المسؤولية الاجتماعية أيضا الدكتور حاتم الغامدي:" منذ أن تأسست رعاية الشباب والأندية رياضية ثقافية واجتماعية والحراك غالبا رياضي ولابد من الاهتمام بالنشاط الاجتماعي وتوجيهه إيجابياً لاستثمار طاقات الشباب وللأمانة فالوضع يسير بجهود شخصية للإخراج بصورة مثلى للجمهور"، وأضاف الغامدي: "نحن في نادي الاتحاد لدينا العديد من البرامج كبرنامج فطن والدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم وقد ظهر ذلك عبر مدرجات الاتحاد في (تيفو) والعديد من رسائل التوعية بأضرار المخدرات وبعض البرامج في رمضان"، وعن أبرز المعوقات قال الغامدي: "لاشك ان الأنشطة تحتاج دعما وصرفا ماليا وميزانية، وغالبا الصرف يتمحور حول كرة القدم في الفريق الأول والأندية تسعى جاهدة لإظهار صورتها بشكل جميل"، وعن الخطط للبرامج الاجتماعية قال الغامدي: "نطالب الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالتخطيط كونها هي من يشرف على الأندية ونادي الاتحاد دائما سباق لمثل هذه الفعاليات الاجتماعية والمشاركة فيها إيجابيا وأسال الله التوفيق للاتحاد ولجميع الأندية". دعم برامج المسؤولية الاجتماعية في الأندية وعلى الصعيد ذاته قال عضو مجلس إدارة نادي الخليج والمشرف على المسؤولية الاجتماعية بنادي الخليج عيسى السادة حول أهمية المسؤولية الاجتماعية في الأندية: "هنالك أنشطة متنوعة تتضمن العديد من الفعاليات كيوم الشجرة، وبرامج الصحة، ومكافحة المخدرات، ونحن في نادي الخليج لدينا برنامج «ديرتنا أحلى» في سيهات له أربع سنوات مستمر في منطقة سيهات نقوم من خلاله ببرامج نظافة للمساجد، والمرافق العامة، وزراعة الأشجار بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة"، وعن أبرز المعوقات قال السادة: "في الحقيقة مثل هذه المشاريع تفتقد للدعم المادي فالأنشطة تحتاج صرفا، والميزانية التي توضع لها قليلة، وبالتالي نطالب رجال الأعمال بالتوجه القوي لمثل هذه البرامج الإيجابية والفاعلة في المجتمع"، وعن الاستراتيجيات المعدة لهذه البرامج المسؤولية الاجتماعية قال السادة: "الخطط تحتاج إلى تراخيص من الرئاسة، ونحن نرجع لها سنويا، وللأمانة عتب على وسائل الإعلام في قلة التفاعل مع برامج المسؤولية الاجتماعية، وأشكر عبدالله السيهاتي على دعمه لنا، ولكن نطالب بضرورة الاهتمام بدعم برامج المسؤولية الاجتماعية ماديا، وأن تحظى بميزانية حالها كحال الجانب الرياضي". معاناة المسؤولية الاجتماعية في الأندية ومن جهته أكد رئيس نادي القادسية السابق الدكتور جاسم الياقوت أن برامج المسؤولية الاجتماعية تعاني من العديد من المعوقات وقال: "هنالك مشكلة عدم تفرغ إضافة إلى التخصص، ولابد من متخصص في علم الاجتماع، والرئاسة أوقفت من فترة إعانة الأنشطة الاجتماعية مما أدى لتدهور الأنشطة الاجتماعية والثقافية وبالتالي قلصت الأندية بعض الألعاب والأنشطة بعدما كانت تعج الأندية بالعديد من الألعاب وما يظهر حاليا من أنشطة فهي على خجل وليست بالشكل المطلوب وللمناسبة الأنشطة تحتاج دعما كبيرا وميزانية مخصصة وبرامج على مدار السنة لدعم ونشر العمل الاجتماعي بين شباب الأندية"، وعن الخطط والبرامج قال الياقوت: "هؤلاء الشباب هم نواة المستقبل، ورجال الغد مما يعني الاعتماد عليهم مستقبلا، ويجب وضع خطة واضحة المعالم للحفاظ على شبابنا فالأنشطة لها مردود إيجابي وفعال للاستفادة من هذه القدرات الهائلة، وتوظيفها إيجابيا في خدمة المجتمع، وبعدما تم هجرة بعض الأنشطة اتجه شبابنا إلى الشارع وبالتالي تلقفهم من تلقفهم من رفقاء السوء، وأصحاب الأفكار الهدامة". وطالب الياقوت بعض الجهات بضرورة التحرك وقال: "لابد أن يكون هنالك تعاون بين العديد من الجهات بالتنسيق مع الأندية كالشؤون الاجتماعية وزارة التعليم وزارة الثقافة والإعلام وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمدارس والمختصين التربويين فالمصلحة مشتركة وعامة لنشر ثقافة العمل الاجتماعي وحماية الشباب من الانحراف الفكري". وختم الياقوت حديثه وقال: "الإعلام شريك أساسي في نجاح أي عمل وعلى رجال الأعمال دور كبير، ولابد من استثمار وسائل الإعلام في حماية الشباب ونشر ثقافة العمل الاجتماعي من خلال تقديم الدورات والبرامج والندوات وعقد ورش العمل". قيمة اجتماعية وجوهرية وأبان خالد الحليبي مشرف المسؤولية الاجتماعية في نادي الفتح أن المسؤولية الاجتماعية تمثل أهمية جوهرية بين النادي والمجتمع فهي بمثابة الرابط وقال: "للمسؤولية الاجتماعية في الأندية العديد من الأهداف التي تسعى الأندية لتحقيقها من خلال تبنيها البرامج الاجتماعية الفاعلة في المناسبات لتقديمها لمختلف شرائح وفئات المجتمع كافة إيمانا بالدور الاجتماعي المناط بالأندية"، وعن نتائج وثمار عمل المسؤولية الاجتماعية قال الحليبي: "دون شك ما تقدمه الأندية يعتبر عملا مرضيا مقابل ما يخصص للأنشطة الاجتماعية من ميزانيات"، وحول المعوقات أوضح الحليبي: "من المعوقات ضعف الدعم المالي للنشاطات الاجتماعية وضعف التغطية الإعلامية لإبراز جهود العمل الاجتماعي في الأندية وغياب ثقافة العمل التطوعي وتقديم العمل الخيري وأيضا قلة الخبرات لدى العاملين في هذا المجال وعدم تخصيص برامج تدريبية تطور عملهم"، وعن الشركات مع بعض الجهات قال الحليبي: "دون شك نحن لدينا شراكات متعددة مع جمعيات ومؤسسات خيرية"، وعن الدعم الإعلامي قال الحليبي: "للأمانة برامج المسؤولية الاجتماعية لا تحظى بالنصيب الوافر من الحضور الإعلامي عبر وسائل الإعلامي المختلفة وغالبا التركيز على النشاطات الرياضية في الأندية وإن حضرت التغطية الإعلامية فهي خجولة وقليلة وتعتمد على جهود القائمين عليها"، وحول الدعم المالي قال الحليبي: "الدعم المالي لا يوفي ولا يغطي الأنشطة الاجتماعية التي تسعى الأندية لتقديمها إلا أن يكون هناك رعاة يدعمون هذا الجانب". العمل المنظم جذب المؤسسات من جهته أبان المشرف على المسؤولية الاجتماعية بنادي التعاون خليل أبا الخيل أن للمسؤولية الاجتماعية في الأندية رسالة سامية تود إرسالها إلى مختلف شرائح المجتمع وقال: "المسؤولية الاجتماعية في الأندية تسعى لتحقيق رسالة وينبغي أن تضطلع لها الأندية سعيا لشمولية البناء على كافة الأصعدة ثقافيا وقيميا ورياضيا"، وتابع أبا الخيل حديثه وقال:" الأندية في غالبها مقصرة في هذا الجانب ولعلي أجد لها العذر لاعتبارات تتعلق بضعف الدعم الرسمي والشعبي لها، وإضافة إلى عدم إيمان الكثيرين بأهمية دور الأندية كحاضن إيجابي للشباب"، وعن نادي التعاون قال أبا الخيل: "بالنسبة لنا في نادي التعاون فنحن نحظى بدعم كبير ومنطلق من قناعة مترسخة بضرورة ثنائية البناء القيمي والجسدي معا، إضافة إلى الحرص من رجالات النادي على أداء رسالة الشراكة مع المجتمع"، وعن الشراكات مع الجهات الرسمية قال: "لدينا شراكات عدة مع الجهات الرسمية والمؤسسات في المجتمع لتفعيل برامج مشتركة بل إن الجهات ذاتها باتت تخطب ود التعاون لأجل العمل المشترك"، وأضاف أبا الخيل معلقا: "أحاول جاهدا أن أقدم نادي التعاون ليكون نموذجا يحتذى به في واجباته وأجد دعما وتشجيعا من كافة رجالات وشباب التعاون بل إن نجومه يتسابقون للمشاركة في البرامج إيمانا منهم بأثر ذلك على ذواتهم". وختم أبا الخيل حديثه في رسالة للجميع وقال: "بداية من المسؤولين في الدولة مرورا بالأثرياء ورجال الأعمال والفكر والثقافة والإعلام بأهمية التعاون من أجل تفعيل أدوار الأندية واستثمارها كرافد يحتضن شباب الوطن ويطور قدراتهم ويشغل أوقاتهم". الشعلان: لنشرها في المجتمع واستهداف كافة الشرائح من جانبه علق مدير المسؤولية الاجتماعية بنادي الشباب راشد الشعلان بأن هدف المسؤولية الاجتماعية هو خدمة المجتمع وقال: «تهدف المسؤولية الاجتماعية إلى إعداد الأنشطة والبرامج لخدمة كافة أطياف المجتمع بمختلف فئاته ولاسيما ذوي الاحتياجات الخاصة والأيتام ونشر الوعي بين لاعبي النادي وجميع منسوبيه ومحبيه من خلال مشاركتهم في البرامج التي نعدها». وتابع حديثه وقال: «نحن مثلا في نادي الشباب لدينا خطة سنوية نعرضها على مجلس الإدارة بداية كل موسم تتضمن قرابة عشرين برنامجا متنوعا ما بين ثقافية واجتماعية وللأمانة نجد الدعم من قبل إدارة النادي ونستهدف كافة شرائح المجتمع». وأضاف قائلا: «ولثقة القطاع الخاص ببرامج النادي وقعنا اتفاقية مع بنك الرياض لرعاية المركز الصيفي لذوي الاحتياجات الخاصة الذي نقيمه كل عام لمدة شهرين ومازالت هذه الاتفاقية مستمرة للسنة التاسعة على التوالي». وعن أبرز المعوقات قال: «ندرة الدعم المعنوي من الاتحاد السعودي ورابطة المحترفين وعدم تفعيل لجنة المسؤولية الاجتماعية في الاتحاد السعودي وأيضا عدم التغطية الإعلامية للبرامج». الفتح من أبرز الأندية في تفعيل المسؤولية الاجتماعية