تتواصل الاحتجاجات المناهضة للحكومة في العراق، اليوم الثلاثاء، مع اتخاذ محتجي الجنوب من بغداد قبلة للتظاهر، وبعد سلسلة تفجيرات في مدينة العمارة بجنوب البلاد استهدفت مقار فصائل مسلحة مقربة من إيران. ويطالب العراقيون منذ أكثر من شهرين ب "إسقاط النظام" وتغيير الطبقة السياسية التي تسيطر على مقدرات بلادهم منذ 16 عاماً، ويتهمونها بالفساد والتبعية لإيران. وقال مصدر في شرطة العمارة، كبرى مدن محافظة ميسان، لوكالة فرانس برس الثلاثاء "وقعت أربعة انفجارات متزامنة، ثلاثة بعبوات صوتية وأخرى ناسفة رافقها إطلاق نار بعيد منتصف ليل يومي الاثنين والثلاثاء". وأضاف أن "العبوات الصوتية استهدفت مقرين وقيادي في حركة عصائب أهل الحق، فيما استهدفت العبوة الناسفة قيادياً في حركة أنصار الله، من دون وقوع ضحايا"، فيما أشار مصدر طبي في مستشفى المدينة عن إصابة ثلاثة أشخاص بجروح. وينتمي الفصيلان المستهدفان إلى قوات الحشد الشعبي التي تضم فصائل مسلحة شيعية بعضها موال لإيران. وقال محلل أمني إن "ما حدث ليل أمس في العمارة، رد فعل الشارع العراقي على مذابح السنك والخلاني (وسط بغداد)، وقبلها الناصرية وكربلاء والنجف". وتعرض مرآب يسيطر عليها محتجون منذ أسابيع عند جسر السنك القريب من ساحة التحرير، مساء الجمعة إلى هجوم مسلح أسفر عن مقتل عشرين متظاهراً على الأقل وأربعة من عناصر الشرطة، وفقاً لمصادر أمنية وطبية. كما أدى الهجوم الذي أثار سخطاً واسعاً في البلاد، إلى إصابة نحو مئة شخص بجروح، وفقا للمصادر. وقُتل أكثر من 450 شخصاً وأصيب أكثر من عشرين ألفاً بجروح خلال الاحتجاجات التي انطلقت قبل شهرين. ورجح المحلل أن يكون "هذا التصعيد للرد على الأحزاب التي تمثل إيران" ويتهمها الشارع بدعم الحكومة وعمليات القمع. وجدد العراقيون الثلاثاء تظاهراتهم بمشاركة واسعة من أبناء مدن الجنوب الذين وصلوا إلى ساحة التحرير في بغداد، المعقل الرئيسي للاحتجاجات في العاصمة. وحمل المحتجون الآتون من الحلة والناصرية والنجف والكوت وكربلاء أعلام العراق لمساندة المحتجين، وفقا لمصور من وكالة فرانس برس. وفي مدينة كربلاء جنوب العاصمة، حاصر متظاهرون بمحاصرة مقر مديرية الشرطة، وطالبوا قوات الأمن ومن لديه أدلة حيال اغتيال الناشط المدني فاهم الطائي ومحاولة اغتيال ناشط ثان وتفجير سيارة ثالث، بالكشف عنها خلال 24 ساعة، وفقاً لمراسل فرانس برس. وحاصر آخرون مبنى محكمة كربلاء، وطالبوا بالكشف عن ملفات فساد بحق مسؤولين محليين. وفي الديوانية، أغلق متظاهرون طريقاً تؤدي إلى مصفى نفط الشنافية، مطالبين بفرص عمل، وفقاً لمصدر في الشرطة. في غضون ذلك، تواصل الكتل السياسية مشاوراتها للتوصل إلى اتفاق على شخصية تتولى منصب رئاسة الوزراء خلفاً للمستقيل عادل عبد المهدي.