من موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك الذي يمنحنا كل صباح لقطات ومشاهد فنية سردية وشعرية موحية تحاكي حياتنا وهواجسنا واسئلتنا اليومية, نختار هذا الأسبوع باباً مفتوحاً يتركه الشاعر زكي الصدير ربما يكسرون العزلة ويأتون, في حين يحاكي الشاعر فيصل أكرم الخروج والرحيل والبحر. وعندما يشرق المكان المضاء بالذكرى تكتب الشاعرة السورية وداد نبي ذاكرة تستعيد التفاصيل الصغيرة المنسية والعادية والعابرة والمهملة، بمقدرة شعرية ممتعة في هدوئها وبساطتها وعمقها, ذاكرة شعرية جوهرها لغة رشيقة وقيمة إنسانية عالية وروح تائقة للهدوء والسكينة والجمال، لكن أرواحهم ستبقى مثل ذئاب تدور وتعوي كل ليلة على أدراجِ بيوتهم القديمة. ونقرأ أيضاً مقطعاً شعري موحياً من ديوان الشاعرة الليبية المعروفة عائشة إدريس المغربي "الحياة الافتراضية للسعادة" وهو الديوان الخامس لها وصدر عن دار روافد, بينما تقدم لنا الشاعرة المصرية المتآلقة على صفحات الفيس بوك غادة خليفة مقاطع نثرية فيها شعر وجمال بكتاباتها الرفيعة, تقدمها لنا في نص مفتوح بعنوان لماذا أنا حزينة ياجوجل.. أريد حمالًا من ألف ليلة وليلة يمشي معي ويخبرني أن أتمهل الآن وأتمتع بالطريق.. أريد تودد الجارية لتعلمني فنون الحب، ربما ببعض المهارات أستطيع إرضاء نفسي. الشاعر السوري مذر مصري يكتب لعدة أسباب.. أكتب لأني أصدق أن كتابتي يمكن لها أن تساعد أهلي وشعبي في عبورهم هذا النفق المظلم. وفي نص شعري متآلق يكتب الشاعر المصري القدير عاطف عبدالعزيز في مديح الغفلة: فَاتَنِي الرِّثاءُ لحالِي حتَّى مرَّتْ بِي الأيامُ، وصِرتُ محرُومًا مِن تشمم قُمصانِ كُلِّ الذين رثوا يومًا لحالِي. باب سأرسم على جدار السماء باباً، سأتركه مفتوحاً، ربّما تكسرك العزلة -أخيراً- وتأتي. زكي الصدير خرجتُ كثيراً وعدتُ قليلاً ولكنْ.. أخيراً لم يزدني الخروجُ إلاّ رحيلاً والعَوْدُ قد صارَ لِي مستحيلاً. هل شموسٌ ستحتضنُ البحرَ يوماً، إذا ظلَّ موجُ البحارِ قصيراً..؟! فيصل أكرم المكان المضاء بالذكرى الأسى أنْ تزورَ أنقاضَ بيتكَ في الحُلم وتعودَ منهُ دونَ أن يَعلقَ غبارهُ على يديكَ الحياة لنْ تكون بهذا السوء ستمنحكَ بيتًا جديدًا لكن روحكَ ستبقى ذئبًا يعوي كل ليلة على أدراجِ بيتكَ القديم وداد نبي الحياة الافتراضية للسعادة صدر عن دار روافد للنشر، في القاهرة، ديوان جديد بعنوان "الحياة الافتراضية للسعادة" للشاعرة الليبية عائشة إدريس المغربي، وهو الديوان الخامس في مسيرتها الإبداعية. ويضم ديوان "الحياة الافتراضية للسعادة" 101 قصيدة، ويقع في 150 صفحة، وهو الديوان الخامس في تجربة الشاعرة عائشة إدريس المغربي، والتي تضمنت أربعة دواوين سابقة؛ هى "الأشياء الطيبة، البوح بسر أنثاي، أميرة الورق وصمت البنفسج"، كما صدرت لها مسرحية بعنوان "بائعة الزهور"، ورواية بعنوان "يحدث". نقرأ من أجواء الديوان الجديد: "لا تذبلُ ضحكة وتموت إلا وتنبت أخرى في حدائق اللعب هكذا أخبرتنا السعادة ونحن نعبر خط الزوال". عائشة إدريس المغربي لماذا أنا حزينة يا جوجول؟ فقرات ظهري تئن وهذا ليس شعرًا بالطبع، أحتاج إلى السحر كي أنجو من عظامي. اليوم يبدأ بسائق التاكسي الذي يحسد زوجي، كم عدد المرات التي استمعت فيها إلى هذه الكلمة، يا زوجي العزيز كل هذه الطاقات القديمة ستتراكم عليك وتقتلع قلبك، كل هؤلاء سيأكلونك بأسنانهم فور أن تظهر في حياتي، كن مع أمك في جنة الطفولة، ليس بإمكانك أن تستبدلني بها. يا زوجي الجميل سأكتب لك عن كل شيء إلاي، لي ابنة اسمها ورد تملك قلبي مثلما تملك ثمرة شجرتها، بابك الأول هو: هل تحبك ورد؟ بابك الثاني غير موجود، أنت عبيط وليس باستطاعتك استخدام قلبك لتفهم. أريد حمالًا من ألف ليلة وليلة يمشي معي ويخبرني أن أتمهل الآن وأتمتع بالطريق. أريد تودد الجارية لتعلمني فنون الحب، ربما ببعض المهارات أستطيع إرضاء نفسي. يا جوجول صباح الفل، ما هو اسم أمك كي أدعو لك بالفرح، أريد أن تكتب لي روشتة مفصلة، ثم تتصل بالساحر أوز وتخبره أن يصرف لي الدواء دون نصائح أو كلمات قد تسد الطريق. غادة خليفة لأنّي في المُقابِل قُمتُ بكُلِّ ما يُعيقُني تباطَأتُ تباطَأت خَلَعتُ وارتَديتُ مَلابِسي أمامَ المِرآةِ ألفَ مَرَّة وألفَ مَرَّةٍ رَتَّبتُ الطاولَة فالحَنينُ يُطالِبُني بكُلِّ ما هوَ ضِدُّ الفَوضى. "نعم أكتب لأني أصدق أن كتابتي يمكن لها أن تساعد أهلي وشعبي في عبورهم هذا النفق المظلم إلى آخره، حيث، لاريب، سيشع في عيونهم ذلك الضوء، وكأنه الفجر الأول." منذر مصري مديح الغفلة فَاتَنِي الرِّثاءُ لحَالِي. ربَّما ذلك، لأنِّي ورِثتُ السَّهوَ عَن جدَّتِي التِي وقعَتْ علَى عَتَبةِ البَيتِ، ولبسَتْها العفَارِيت. لا أحدَ يعرِفُ، متى صارَ السَّهوُ خِلَّها الوَفِيَّ الذِي يأخذُها فِي المغَارِبِ إلى نَخِيلِ العَائِلة، ثم يعُودُ بِها، إذا انعكسَ القَمَرُ عَلى صَفحَةِ المَاء. كيف صارَ نَدِيمَها الصَامِتَ الذي يُنصتُ للحكايا ثم يُكمِلَها. لا أحدَ يعرفُ، كيف استحالَ المسكينُ مَلاكًا حارِسًا يُطفِئُ النارَ كُلما شَبَّتْ فِي جِلبابِها الدَّاكِن. فَاتَنِي الرِّثاءُ لحالِي حتَّى مرَّتْ بِي الأيامُ، وصِرتُ محرُومًا مِن تشمم قُمصانِ كُلِّ الذين رثوا يومًا لحالِي. لم يترك لي الموتُ مقهىً يخلُو من تذكارةٍ تضعُ القلبَ علَى حافةِ ليل. لَم يترُكْ لِيَ الروماتيزمُ صاحِبًا واحِدًا بِكَتِفٍ سَلِيمةٍ، حتَّى رُحتُ أُحَاذِرُ فِي السَّلامِ، وأُحاذِرُ فِي الكَلامِ. عاطف عبدالعزيز فهد العتيق