تلجأ أعداد من المرضى القاطنين في المناطق الشمالية من الذين يعانون السمنة وأمراض أخرى إلى مستشفيات الأردن في ظل ارتفاع أسعار العلاج من السمنة في مستشفيات الداخل الخاصة، إلى جانب طول مواعيد المستشفيات الحكومية، رغم ظروف ومتاعب السفر. «الرياض» وقفت على أوضاع بعض المرضى في عدد من المستشفيات الخاصة في الأردن لمعرفة أسباب توجههم للعلاج هناك في ظل ما تشهده مستشفيات المملكة من تقدم كبير في شتى التخصصات. تكميم المعدة في البداية قال المواطن مشعل الحوران -معلم-: إنه يعاني من السمنة المفرطة وجاء للأردن بحثاً عن العلاج وذلك بعد غياب عمليات تكميم معدة في مستشفى طريف العام، كما أن المستشفيات الحكومية في المملكة لا تقوم بمثل هذه العمليات إلاّ أن يكون الوزن (150كلجم)، مضيفاً أن أهالي طريف بشكل خاص وأهالي الشمال بشكل عام يتجهون لمستشفيات الأردن بحثاً عن العلاج لغياب عدد من الكوادر الطبية المتميزة في مستشفيات الحدود الشمالية على حد ذكره، وكذلك عدم توفر بعض التحاليل الطبية، مشيراً إلى أن العملية كلفته قرابة (16) ألف ريال، مُشدداً على أنه قبل حضوره ذكر له أن الأدوية شاملة للعملية لكنه تفاجأ بعد إجراء العملية بأن الأدوية غير شاملة، لكنه شاهد تعاملاً حسناً وعناية متميزة. من جهته أوضح المواطن فيصل الحارثي أنه من أهالي الطائف ويزور الأردن من أجل إجراء عملية تكميم معدة بتكلفة مالية بلغت (18) ألف ريال مع تذاكر السفر والإقامة في المستشفى، مضيفاً أنه بناء على سمعة الطب في الأردن بمثل هذه العمليات، مؤكداً أنه لم يلجأ لمستشفيات أخرى خاصة في المملكة نظراً لارتفاع تكلفة مثل هذه العمليات. وأفاد المواطن غازي المطيري - من أهالي القصيم - أنه لجأ إلى مستشفيات الأردن بسبب طول المواعيد في مستشفيات القصيم، إضافةً إلى أن العملية تجرى بشكل فوري بعد إجراء الفحوصات الطبية وبأسعار في متناول اليد وليست باهظة الثمن كما في بعض المستشفيات الخاصة لدينا. طول المواعيد بدوره أشار المواطن مشعل الأحمري إلى أنه أجرى عملية تكميم للمعدة في الأردن وذلك بعد أن حصل على موعد من مستشفى حكومي بعد أربع سنوات، موضحاً أن مثل هذه العمليات لاتجرى إلاّ في المستشفى العسكري لمن يعمل في السلك العسكري، مبيناً أنه أجرى أربع عمليات تكميم معدة لعدد من أقاربه في الأردن، ويعود ذلك للمواعيد الطويلة في مستشفيات الرياض وتكاليفها العالية، بينما العملية في الأردن تكلف من (16- 18) ألف ريال. وبيّن المواطن سعيد الأحمري - من أهالي أبها - أن مستشفيات أبها تتميز بكفاءات طبية متميزة لكن المشكلة في المواعيد التي تقف عائقاً في سرعة إجراء العملية، لافتناً إلى وجود مستشفى خاص هناك تصل تكلفة العملية فيه إلى (40) ألف ريال على عكس الأردن حيث إن التكلفة أقل من النصف. وقال المواطن نايف الرويلي: إنه لجأ للأردن نتيجة نقص الخدمات الطبية في مستشفيات الحدود الشمالية لعلاج مرضى السرطان وغياب المراكز لمثل هذه التخصصات المهمة لعلاج مرضى الأورام، مؤكداً على أن الكثير من الأهالي يتجهون للأردن لسرعة التشخيص والعلاج والبحث عن التحاليل الطبية، وهرباً من طول المواعيد في مستشفيات الرياض. من جهته أوضح أحمد الأحمد - مدير مستشفى خاص في الأردن - أن المستشفى أجرى خلال عام 2016م أكثر من (5000) عملية تكميم معدة لسعوديين، وذلك بعد إجراء الفحوصات الطبية لهم، مضيفاً أن المستشفى يرأس مجلس إدارته رجل أعمال سعودي ويشهد أعداداً كبيرة من المرضى السعوديين الزائرين للأردن. السعوديون الأكثر وكشف د. فوزي الحموري - رئيس جمعية المستشفيات الخاصة في الأردن - أن المرضى السعوديين هم الجنسية الأولى التي تزور الأردن لغايات العلاج، خاصةً بعد تراجع جنسيات أخرى مثل ليبيا واليمن والسودان بسبب مشكلة التأشيرات المفروضة عليهم، مضيفاً أن نسبة كبيرة من أهالي شمال المملكة الزائرين للأردن، يعود ذلك لقرب المكان وسرعة التشخيص المتوفر في المستشفيات وعمليات اليوم الواحد، مؤكداً على أن عدد المراجعين السعوديين للمؤسسات الطبية في الأردن أكثر من (60) ألف مراجع خلال عام 2016م، استفادوا من خدمات المستشفيات الخاصة والعيادات والمراكز الطبية ومراكز التشخيص كالمختبرات والأشعة، مشيراً إلى أن متوسط تكلفة العلاج للمريض الواحد عند دخوله للمستشفى (1500) دولار، أمّا عند إجراء عملية جراحية فالمتوسط (4000) دولار، موضحاً أنه يُقدّر ما تم صرفه من المرضى السعوديين ومرافقيهم ما يزيد عن (150) مليون دولار خلال العام نفسه، لافتاً إلى أن أغلب المراجعات تغلب عليها تخصصات أمراض القلب، السكري، جراحة السمنة، جراحات المنظار، أمراض الكلى، الأنف والأذن، الحنجرة، المسالك البولية، العظام، المفاصل، العيون، الأورام، كما أن الكثير من المستشفيات توفر شققاً فندقية قرب المستشفى لتخدم المراجعين وذلك على أثر هذه الأعداد المتزايدة كل عام. عمليات تكميم المعدة تشهد إقبالاً كبيراً من المواطنين ماجد الخيبري د. فوزي الحموري مواطن اتجه إلى الخارج بحثاً عن العلاج