كشف مرضى سمنة منومين في مدينة الملك فهد الطبية بالعاصمة الرياض، عن توقف علاجهم بالمدينة منذ نحو ثمانية أشهر؛ حيث توقفت الخدمة الطبية لهم بعد الانتهاء من الخطة العلاجية الأولى "إجراء العملية"؛ مما ساهم في عدم وصولهم للوزن المطلوب -بحسب قولهم- بينما دعت المدينة الطبية، إلى عودتهم إلى مستشفياتهم الطرفية؛ للاستفادة من خدمات المدينة كغيرهم من المرضى الذين هم على قائمة الانتظار، بعد أن قدمت لهم الرعاية. وقال مرضى السمنة "خالد محسن شاعري، وحسن محمد صميلي، وجابر كساب الشمري" في حديثم ل"سبق": "نحن مرضى السمنة المنومون في مدينة الملك فهد الطبية منذ حوالى عام وثمانية أشهر، أُجريت لنا المرحلة الأولى من الخطة العلاجية بإجراء العملية، على أساس أن ننتقل إلى الخطوات الأخرى في الخطة العلاجية، التي وضعها الدكتور عائض القحطاني، من: (علاج طبيعي، ووذمة لمفاوية) حتى نصل للوزن المطلوب الذي حدده الطبيب لنا، ومن ثم نبدأ بخطوات عمليات التجميل.. ولكننا من تاريخ إجراء الخطوة الأولى "عمليات قص المعدة" لم ينجَز أي شيء في الخطة العلاجية لنا، لعدم توفر كادر طبي مؤهل لوضعنا الصحي، ولعدم وجود أجهزه مخصصة لمثلنا كما هو مثبت بالتقارير".
وأردفوا: "خاطبنا إدارة المستشفى مراراً وتكراراً بوضعنا الحالي، وأيضاً تمت مخاطبتهم من الدكتور عائض القحطاني بالتقارير الطبية والخطة العلاجية لكل مريض منا؛ ولكن مع الأسف إلى الآن لم يستجد أي شيء، ونناشد النظر في وضعنا وإنهاء معاناتنا، والتوجيه بنقلنا لمستشفى متخصص يتوفر به الكادر القادر على تنفيذ الخطة العلاجية لنا، والوصول للمطلوب من هذه الخطة".
وأوضحت مدينة الملك فهد الطبية، أنها اهتمت -منذ تدشينها عام 1425ه في استراتيجياتها- بتقديم أفضل الخدمات العلاجية للمرضى الذين يترددون على مختلف مستشفياتها التخصصية والاستشارية المشتملة على أحدث التجهيزات الطبية لعلاج بعض الأمراض المزمنة والمستعصية، كأمراض السمنة التي يظن البعض أنها مجرد منظر جسدي غير مقبول فقط، وهي في الحقيقة زيادة في معدل إنهاك الجسد ما قد يتسبب -لا سمح الله- في وفاة الإنسان.
وأضافت: "لبّت المدينة الطبية -انطلاقاً من واجبها الإنساني وتنفيذاً لتوجيهات ولاة الأمر حفظهم الله- العديد من النداءات التي استغاثت بها -بعد الله- لإنقاذ المئات من المرضى السعوديين وبعض الحالات النادرة من الذين عانوا من السمنة المفرطة كالمريض حسن (40 عاماً)؛ حيث أصيب بالسمنة في سن الثالثة من عمره، بعد إصابته بنزلة معوية حادة، تطورت فيما بعد إلى زيادة في معدل تناول الأكل والشرب، حتى وصل وزنه قبل ثلاث سنوات من دخوله مدينة الملك فهد الطبية إلى 355 كيلوجراماً، وبحمد الله تعالى، تم إجراء عملية تكميم معدة للمريض حسن، ونقص وزنه إلى 200 كيلوجرام، ثم أجريت له عملية تحوير مسار إلحاقية للأمعاء حتى وصل وزنه حالياً إلى 189 كيلو جراماً، قدمت له خلالها عدد من الخدمات الطبية شملت جراحات القلب والأوعية الدموية، والجهاز التنفسي، والعلاج الطبيعي، والوظيفي، والطب النفسي، والجلدية، والعيون، والسمنة، والغدد والأمراض الاستقلالبية، والتغذية؛ فضلاً عن الخدمات الاجتماعية".
وزادت: "تَمَكّن المريض -بفضل الله تعالى- من ممارسة جميع وظائفه الحياتية اليومية دون أي مساعدة من أي طرف آخر، والتنقل بالسيارة والطائرة والمشي، بعد أن كان يعاني من عدم القدرة على الحركة المرنة، وتم تنظيم جميع مواعيد المراجعات الخارجية للمريض مع طب السمنة، والتغذية، والجراحة التجميلية، وجراحة الأوعية الدموية، وجراحة السمنة حسب ما هو متبع في مدينة الملك فهد الطبية، مع استمرار العلاج الغذائي والوظيفي والفيزيائي في المستشفى الرئيس في جازان حيث يقيم هناك مع أسرته".
وأردفت: "استقبلت المدينة الطبية في 19/ 8/ 2013م، مريضاً سعودياً يُدعى خالد، عمره 23 عاماً، ووزنه حينها تقريباً تجاوز ال 610 كيلوجرامات، وكان مُقعداً في سريره بسبب زيادة وزنه المفرط، ويعاني من عدد من الأمراض الباطنية، والجلدية، وأوضح التشخيص الطبي للمريض خالد قبل دخول المدينة الطبية، أنه يعاني من الصرع، وإزالة جزء من البنكرياس، وعدم القدرة على الحركة، وصعوبة في النطق والتخاطب، وإنتاج الأنسولين المفرط، وتوقف التنفس أثناء النوم، والتهابات فطرية لمصافط الجلد، وتورم لمفاوي للأطراف السفلية، وارتجاع المعدة والمرئ، واستطاعت المدينة الطبية -بفضل الله تعالى- معالجة هذه الحالات عن طريق خطة علاجية متكاملة شملت: جراحة السمنة، والتغذية، والعلاج الوظيفي، وجراحة العظام، والتجميل، والقلب، والغدد، والأعصاب، والعيون، وعلاج التخاطب والنطق، والخدمات العلاجية والنفسية.
وأضافت: في تاريخ 4/ 12/ 2013م أُجريت للمريض عملية تكميم معدة، مع تقديم كامل الخدمات الطبية وغير الطبية، حتى فَقَدَ وزناً كبيراً، إلى 125 كيلوجراماً الآن، وقد يتقرر إكمال خطته العلاجية في مستشفى الملك فهد بجازان لحاجته للعلاج الطبيعي والنفسي المتمثل في وجود أفراد أسرته بجانبه، مع إمكانية زيارة العيادة في المدينة الطبية في أي وقت يرى الأطباء الحاجة الطبية لذلك؛ حيث تتوفر في مستشفى جازان كل التجهيزات الطبية التي تتطلب التعامل مع حالته الصحية".
وزادت: "كما للمريض جابر، البالغ من العمر 30 عاماً قصة أخرى مع السمنة المفرطة؛ إذ أحيل لمدينة الملك فهد الطبية؛ بسبب إصابته بالسمنة المفرطة، وتم إجراء تكميم المعدة بعد أن كان وزنه 200 كيلو جرام ووصل حالياً إلى 125 كيلوجراماً، وقدمت لجابر خدمات علاجية متعددة في المدينة الطبية تَمَثّلت في: جراحة السمنة، وطب السمنة، والطب النفسي، وطب الأعصاب، وأمراض العمود الفقري، والتغذية، والخدمات الاجتماعية، والعلاج الطبيعي والوظيفي، وطب القلب، والتخدير، والعلاج التنفسي، وأوصى الأطباء بنقل المريض لأفضل مستشفى في منطقة الجوف؛ حيث تقيم أسرته، لإكمال علاجه اللازم هناك، بعد أن تجاوز -بحمد الله تعالى- مرحلة الخطر، والاستمرار في العلاج الطبيعي والوظيفي، وتنسيق مواعيده مع مدينة الملك فهد الطبية لمتابعة حالته في العيادات الخارجية".
ودعت المدينة الطبية، إلى ضرورة عودتهم إلى مستشفياتهم الطرفية للاستفادة من خدمات المدينة لغيرهم من المرضى الذين هم على قائمة الانتظار إن دعت الحاجة إلى ذلك.