تحتاج الأندية للمسؤول ذي الكفاءة الإدارية والعلمية العالية وحين يكون محباً مخلصاً وداعماً يصبح عملة نادرة في زمن تعاني فيه الأندية الرياضية من ضعف الكفاءات، وأزمات مالية تظهر للسطح بين فترة وأخرى. استقالة نائب رئيس النصر المهندس عبدالله العمراني كانت مفاجأة كبيرة لمحبي النادي والمتابعين في الوسط الرياضي، فقد عاش النصراويون خلال الفترة الماضية استقراراً رائعاً على الصعيد الشرفي بقيادة الأمير مشعل بن سعود، بمساهمته في إعادة ترتيب البيت "الأصفر"، وإقناع الأمير فيصل بن تركي بالعدول عن استقالة كان تقدم بها في وقت سابق، وأدت لضبابية غير مألوفة في توقع المستقبل النصراوي فجاء الاجتماع الشهير ليعيد الرئيس الذهبي لمنصبه مدعوماً بنائب جديد توافق على اسمه كل النصراويين هو عبدالله العمراني، فعادت الأمور لنصابها وبات الطريق ممهداً لنسيان موسم غير جيد بكل تفاصيله؛ موسم فقد فيه لقب "دوري جميل" الذي أحرزه مرتين متتاليتين، ليبدأ العمل مجدداً لتهيئة الفريق الأول ومعه الفرق السنية المميزة للمنافسة على كل الألقاب المتاحة، والذاكرة النصراوية لا تزال قريبة تستذكر احتفالات "العالمي" بفوز الفريق "الأول والشباب والناشئين" بالبطولات الثلاث العام قبل الماضي واحتفالهم جميعاً في ليلة تاريخية لا تنسى. العمراني ليس شخصية جديدة تتقدم لخدمة الكيان، لكن حضوره القوي ودعمه للفئات السنية ظهر في الفترة الأخيرة، فضلاً عن المبالغ المالية التي كانت القنوات الرسمية للنادي تعلن عنها، وفي وقت اختفى فيه كثير من أعضاء الشرف عن الدعم ظل العمراني ومعه قليلون يحظون بثناء خاص من قبل رئيس مجلس الإدارة على الدعم اللامحدود، الذي يقدمه للمساعدة في تسيير الأمور، ومع تولي منصب نائب الرئيس قبل أشهر حضر بقوة داعماً فضلا عن جهوده البارزة في القيام بمهام منصبه. لماذا استقال العمراني؟!، هل أجبروه على الرحيل كما تقول إحدى الروايات؟!، ولماذا قبل أعضاء الشرف استقالته؟! وكيف لإدارة النصر أن تفرط في أحد أهم الرجال الذين وقفوا مع الكيان في المرحلة الأصعب وسط أزمات خانقة تعانيها كل الأندية ومن بينها النصر!!. صنع النائب المستقيل شعبية كبيرة لدى جماهير ناديه، الجماهير لا تكذب، فهي محبة تصفق لمن يعمل لرفعة شعار ناديها، ولا تضع أحداً في غير مكانه. توقيت سيئ لاستقالة نائب الرئيس، رحيله خسارة كبرى، وتبقى المفردات الهادئة التي صدرت من الرئيس ونائبه بعد إعلان الاستقالة وثناء كل منهما على الآخر مشجعة على عودة الأمور لنصابها قريباً في النصر.