جاءت تصريحات معالي وزير البترول والثروة المعدنية المهندس على بن إبراهيم النعيمي التي أدلى بها أمس خلال زيارته للصين ضمن الوفد المرافق لخادم الحرمين الشريفين ، وأكد من خلالها ان المعروض الحالي في الأسواق كاف لتلبية الطلب العالمي على النفط، و أن منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) ستبقي على إنتاج النفط دون تغيير في اجتماعها «بفيينا » نهاية الشهر الحالي، إحدى المحفزات القوية التي أدت إلى تراجع أسعار النفط وكبح صعودها بعد أن افتتحت على مستوى سعري بلغ 69 دولاراً للبرميل في التعاملات الالكترونية لخام ناميكس في الأسواق الآسيوية صباح أمس، ويعد ذلك أعلى ارتفاع منذ أول شهر سبتمبر 2005 والذي جاء إثر أكبر زيادة في الأسعار العام الماضي، إذ بلغ سعر البرميل 70,85 دولاراً يوم 30 أغسطس في أعقاب الإعصارين «كاترينا وريتا» اللذين ضربا خليج المكسيك في الولاياتالمتحدةالأمريكية وأفضى ذلك إلى تعطل الإمدادات النفطية من هذه المنطقة . غير أن الأسواق الأمريكية بدأت تعاملاتها الأسبوعية بعد تصريحات النعيمي ولذلك هبطت أسعار خام ناميكس بمقدار 33 سنتا إلى 68,15 دولاراً للبرميل وعزز من التوجه النزولي خفة حدة الخلاف بين الغرب وإيران وكذلك عدم ورود أي أنباء غير سارة من نيجيريا. وعلى الرغم من هذا التراجع في الأسعار إلا أن المراقبين يتوقعون أن تعاود الأسعار إلى الارتفاع في غضون الأسابيع الأيام القادمة لتتجاوز 70 دولاراً للبرميل ، لا سيما إذا ما تفاقمت الأزمة بين إيران والغرب وقاد ذلك إلى فرض عقوبات على إيران وهو ما يرجحه معظم المراقبين لكونها تصر على المضي قدما في برنامجها النووي متجاهلة النصائح التي تسدى لها بأن ذلك لن يكون في مصلحتها وأنه سيجر عليها كثيراً من المشاكل ، كما أن من المعطيات التي يستشهد بها المراقبون والمحللون في ترجيح ارتفاع الأسعار استمرار الأزمة العراقية وعدم بروز حلول تلوح بالأفق لهذه المعضلة،وكذلك تنامي الأزمة الأمنية في نيجيريا ، إضافة إلى زيادة الطلب العالمي على الطاقة. ولا شك أن الظروف الجيوسياسية المتفاقمة في الشرق الأوسط وأفريقيا وهي المناطق التي تتركز فيها منابع النفط وتعد مهمة جدا لتزويد العالم بمعظم احتياجاته من هذه المادة الحيوية في التنمية سوف تلعب دورا مهما في ارتفاع أسعار النفط إن هي استمرت على هذا الوضع غير المستقر في ظل المخزونات النفطية الضعيفة في الدول المستهلكة للوقود الاحفوري. ومع أن كثيراً من المضاربين ينحون باللائمة في ارتفاع الأسعار على مضاربات صناديق الاستثمار وكذلك نفسية السوق ، ويؤكدون أن السوق النفطية لا تعاني من أي شح في إمدادات النفط الخام ، إلا أن السوق تستجيب لهذه العوامل بسرعة حتى أن عقود أكتوبر القادم على سبيل المثال يتم تداولها بأكثر من 70 دولاراً للبرميل وهو دليل على أن الأسعار لن تهبط عن 60 دولاراً على الأقل خلال الأشهر القادمة. من جهة ثانية هبط سعر خام برنت أمس بمقدار 30 سنتا ليصل إلى 66,20 دولاراً للبرميل ، كما هبط سعر خام وست تكساس إلى 67,60 دولاراً وانخفض سعر وقود التدفئة إلى 1,84 دولار للجالون ، وواصل سعر الغاز الطبيعي مساره النزولي حيث بلغ 8,53 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. أسعار المعادن النفيسة واصلت ارتفاعها بصورة ضعيفة حيث صعد الذهب إلى 559 دولاراً للأوقية ، كما ارتفع البلاتين إلى 1053 دولاراً ونقص سعر الفضة إلى 8,96 دولارات للأوقية.