استمرت أسعار النفط أمس في التراجع لليوم الثالث على التوالي حيث فقدت حوالي 4 دولارات للبرميل وهبطت إلى اقل من 64 دولاراً لخام ناميكس القياسي اثر الضغوط التي مارستها عدد من الدول الصناعية ومنها الولاياتالمتحدةالأمريكية والصين والهند والفليبين للحد من تنامي أسعار البترول بالصورة التي تؤثر على نموها الاقتصادي مما يفضي إلى إعاقة التقدم الصناعي والتنموي. بيد أن عدداً من المحللين الاقتصاديين يرون بأن الأسعار سوف تستمر فوق 60 دولاراً للبرميل على مدى السنتين القادمتين متكئين في ذلك على عدد من المعطيات ومنها أن المؤثر الرئيس في ارتفاع الأسعار هو النقص الشديد في إمدادات المواد البترولية المكررة نتيجة إلى تقادم عمر المصافي الحالية وعدم كفاية إنتاجها لسد حاجة العالم من هذه المواد المهمة في التنمية الاقتصادية والتنموية وأن إنشاء مصاف جديدة سوف يستغرق على الأقل ثلاث سنوات إذا ما أخذنا باعتبار العوائق أمام تشييد المنشآت النفطية، كما أن هناك تخوفاً من استمرار تدفق إمدادات النفط الخام في ظل وجود أجواء جيوسياسية معقدة في عدد من الدول المنتجة للنفط وربما يتطلب حلها وقتاً لا يقل عن سنتين ومنها المشاكل في نيجيريا والعراق وتوتر العلاقة بين الغرب وإيران وفنزويلا بالإضافة إلى عدم استقرار الأمن في منطقة الشرق الأوسط حيث منابع النفط وكذلك في منطقة بحر قزوين وهي عوامل تفضي إلى عرقلة المشاريع البترولية سواء في المنبع (الاستكشاف والإنتاج) أو المصب (التكرير والتوزيع والصناعات التحويلية)، ويذهب المراقبون النفطيون إلى أن الأسعار قد تتجاوز مستوى 75 دولاراً للبرميل في حالة استمرار عدم الاستقرار في مناطق بترولية في القارتين الآسيوية والأفريقية وإذا ما تعرضت المصافي الهرمة الى مشاكل جديدة بسبب اعتلال صحتها لا سيما وأنها حاليا تعمل بطاقة إنتاجية لا تقل عن 95٪ وهي مستوى لم تتعود عليه حيث إنها كانت في السابق لم تتجاوز 75٪. ويساور المستهلكين قلق من تدني مستوى الإنتاج من الدول خارج منظمة الأوبك وبصورة اكبر من خليج المكسيك وبحر الشمال والتي تزود العالم بأكثر من 53 مليون برميل يوميا خاصة بعد تقرير وكالة الطاقة الدولية والذي أشار إلى أن الإمدادات القادمة من هذه الدول انخفضت بمقدار 200 ألف برميل يوميا بسبب عوامل سياسية وقلة الحوافز الاستثمارية مما اضر بالاستكشاف وتطوير المصادر النفطية الجديدة في دول مثل المكسيك وروسيا وهو مؤشر قوي يعزز استمرار تنامي الأسعار. وقد شهدت أسعار جميع النفوط القياسية أمس تراجعا ملحوظا حيث هبط سعر خام ناميكس إلى 63,45 دولاراً للبرميل بينما انخفض سعر الخام الخفيف في سوق لندن للتعاملات اليومية إلى 62,67 دولاراً للبرميل وتبعه في الانخفاض مزيج خام برنت القياسي الذي هبط إلى 62,53 دولاراً للبرميل. ونقص سعر خام وست تكساس القياسي إلى 63,40 دولاراً مما أثر على سعر وقود الجازولين الذي هبط إلى 1,87 دولار للجالون وتراجع سعر الغاز الطبيعي 25 سنتا إلى 9,14 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. وارتفع الذهب بمقدار 1,5 دولار إلى 447 دولاراً للأوقية وحافظت الفضة على سعرها عند مستوى 7,01 دولارات فيما هبط البلاتين إلى 982 دولاراً للأوقية.