استأنفت أسعار النفط أمس صعودها التدريجي لتتخطى 64 دولاراً للبرميل لخام ناميكس القياسي مندفعة بتوقف صادرات «الإكوادور» وأحداث إطلاق الصواريخ على سفينتين أميركيتين في ميناء العقبة وتعتبر الإكوادور منتج مهم للنفط في منطقة الامازون وهي عاشر منتج للنفط بالعالم وكانت عضواً سابقاً في منظمة الاوبك وتنتج حوالي 210 آلاف برميل يوميا يصدر منها 144 ألف برميل يوميا يذهب معظمه إلى الأسواق الأمريكية وقد انسحبت الإكوادور من الاوبك في ديسمبر عام 1992م. وأوقفت الاضرابات والاحتجاجات حوالي 200 بئر بترولية ولن يكون تأثير توقف إنتاج الإكوادور مهما على مسار الأسعار لولا أن الأسواق تعاني حاليا من شح في المواد البترولية المكررة كما أن المضاربين يرون أن ثمة شح قادم وقد لا يلبي الإنتاج الحالي احتياجات السوق النفطية لا سيما وأن هناك نقص في الإمدادات النفطية من دول خارج منظمة الاوبك والتي لم يعد هي الأخرى لديها طاقة إضافية من الممكن أن تضيفها إلى السوق في حالة توقف إنتاج بعض الدول النفطية مثل ما حدث في الإكوادور. ويأتي تأثير ميناء العقبة على الأسعار لكونه قريب إلى منفذ مهم لصادرات النفط من منطقة الشرق الأوسط عبر البحر الأحمر ثم البحر المتوسط إلى حيث الأسواق الأوروبية والأمريكية و إذا ما تعرض لأي إعاقة لاسمح الله فإن مسار الصادرات يأخذ طريقا آخر يكون اكثر كلفة على مستوردي النفط من منطقة الشرق الأوسط ويدفع الأسعار إلى أعلى. وتزامنت أحداث الإكوادور مع زيادة توقعات وكالة الطاقة الدولية للطلب على النفط إلى حوالي 85,9 مليون برميل يوميا وتراجع الإنتاج من نيجيريا بحوالي 14200 برميل يوميا وإنتاج أعضاء الاوبك بكامل طاقتهم الإنتاجية وعدم وجود فائض كاف لتعويض أي نقص مفاجئ بإمدادات النفط سوى من المملكة وهو ما زاد من مخاوف المضاربين وتصاعد الأسعار إلى مستويات يرى بعض المحللين بأنها قد تسجل أرقاما قياسية جديدة في غضون الأسابيع القادمة. وارتفع خام ناميكس في نهاية تداولات آخر الأسبوع أمس بمقدار 1,5 دولار إلى 64,35 دولاراً للبرميل كما صعد الخام الخفيف في سوق لندن للتعاملات اليومية إلى 63,50 دولاراً للبرميل و زاد سعر خام مزيج برنت بمقدار 1,3 دولار إلى 63,70 دولاراً للبرميل وراوح خام وست تكساس القياسي عند سعر 64,50 دولاراً للبرميل، فيما صعد سعر الجازولين إلى 1,92 دولار للجالون، وارتفع سعر الغاز الطبيعي بمقدار 14 سنتا إلى 9,14 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. وتراجعت أسعار المعادن النفيسة بفعل توجه المضاربين للمتاجرة بالنفط بعد تحرك الأسعار وبروز توقعات باستمرار هذا الصعود حيث هبط الذهب بمقدار 1,5 دولار إلى 443,5 دولار للأوقية كما هبطت الفضة الى 6,95 دولارات كما نقص سعر البلاتين إلى 887 دولاراً للأوقية.