استبشر سكان مدينة بريدة بمستشفى العملاق وفرح الأهالي بهذه الاضافة المبهجة باعتباره سيحل الاشكال ويريح القاصدين.. لا سيما مع إلغاء أقسام الولادة والأطفال في مستشفى بريدة المركزي ومستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة ودمجها في المستشفى الجديد. ثلاث سنوات أو أكثر مرت على ظهور مستشفى الولادة والأطفال ببريدة وهو لم يزل يستقبل مئات الحالات ويستقطب آلاف المراجعين محاولا مواكبة هذه الجموع المتزايدة وتلبية احتياجاتها الصحية في ظل تدفق شديد وازدحام عارم وبخاصة وأن المستشفى لم يقتصر على بريدة وما حولها فقط بل بات مقصداً لسكان المحافظات الأخرى في المنطقة التي كما يعلم الجميع ذات كثافة سكانية هائلة ومتزايدة. ومن هنا قد يظهر تذمّر بعض المراجعين لصعوبة المواعيد وتباعدها غير مدركين أن الاعداد غفيرة والحالات كثيرة وأن الطاقة الاستيعابية للمستشفى (250) سريراً والحالات اليومية التي يستقبلها المستشفى تتجاوز المئات.. إذن المستشفى بطاقمه الإداري وفريقه الطبي يواجه أعباءً مرهقة واعدادا مقلقة ومع ذلك أعتقد أن العمل الذي يقدمه المستشفى مشرف بالرغم من بعض السلبيات.. ولاشك أن التوسعة الجديدة لهذا المستشفى والتي قيل ان وزارة الصحة أقرتها واعتمدت تنفيذها ستحل كثيراً من الاشكالات وستسهم في امتصاص حدة الضغط واحتواء خيوط التزاحم وفتح بوابة المواعيد واختزال مسافاتها الزمنية المتباعدة وربما يستطيع المستشفى رفع طاقته الاستيعابية إلى الضعف.. ومع ذلك قد يكون هذا الحل آنياً وقتياً، إذ لابد من فتح متنفس آخر وربما تكون أبراج مستشفى بريدة المركزي المعتمدة حلاً آخر.. لا سيما مع ارتفاع النمو السكاني واتساع الحركة العمرانية.. وازدياد حالات المراجعين.. لأن كثرة الضغط تولد الاستهلاك لتلك الصروح الطبية.. وقفات ٭ ما أروع أن يتم دعم مستشفيات الولادة والأطفال بالكوادر الطبية لا سيما النسائية من استشاريات وأخصائيات.. أجزم أن واقع مستشفى الولادة والأطفال ببريدة في ذهن وزير الصحة د. حمد المانع الذي عودنا على قراءة هموم الميدان الصحي عن كثب ورصد احتياجاته وتلمس متطلباته. ٭ الاعداد الهائلة التي يستقبلها مستشفى الولادة والأطفال ببريدة تتطلب دعم هذا المستشفى والوقوف معه وايجاد مواقع اخرى للولادة والأطفال في بريدة. ٭ التجاوب الجميل والانصات الجاد لصوت المراجعين سمة مباركة تجلت في تعامل إدارة المستشفى وطاقمها الإداري من خلال آلية تنظيمية واضحة.. ٭ العيادات الخارجية في المستشفى تقدم جهوداً ملموسة وتحاول تغطية أعداد المراجعين وتوفير المواعيد فتحية للاسرة العاملة في هذه العيادات ولمديرها النشط الأستاذ أحمد العليقي. ٭ حالات كثيرة يستقبلها المستشفى من خارج بريدة مما زاد العبء على أقسام المستشفى، وبالرغم من ذلك تحس بجهود العاملين في المستشفى وحرصهم على تجاوز كثافة المراجعين.. لا سيما مع وجود حالات تحتاج إلى متابعة طبية دقيقة. ٭ التوسعة الجديدة لهذا المستشفى تشكل جزءاً من الحل لكنها مع ذلك خطوة موفقة ستزيح دوائر من المعاناة لدى العاملين والمراجعين على حد سواء شريطة دعم المستشفى بالكوادر الطبية ومنحه ما يستحق من قبل وزارة الصحة. ٭ أليس من الاجدر ان يكون الفريق الطبي في مستشفيات الولادة ذا عناصر نسائية لتحقيق الراحة النفسية لدى المراجعات ورفعاً للحرج وهل يصعب على وزارة الصحة صياغة هذا الجانب فوق أرض الواقع وأجزم أن هذا من أبسط حقوق المراجعة.. آن الأوان لتفعيل هذا المطلب وتحقيق هذا الهاجس..