انتشرت في السنوات الأخيرة الكثير من العمارات والأبراج المغطاة بالزجاج بالكامل، ورغم جمالية هذه المباني من الخارج يعدها بعض المعماريين المهتمين بالعمارة المحلية تقليدا لعمارة لا تمت لبيئتنا بصلة ولا تتفق مع متطلبات البيئة وتشكل خطورة كبيرة على السكان في حالة حدوث حرائق أو غيرها من الحوادث. وقد تباينت آراء المختصين بين مؤيد ورافض لهذه العمارات الزجاجية إلا أنهم متفقون على أنه لابد من إعادة النظر في تصميمها بنظرة معمارية أكثر ملامسة للبيئة المحلية. وأفاد استاذ العمارة والمهتم بالتراث المعماري الإسلامي د. سامي عنقاوي أن عمارات وأبراج الزجاج تتعارض مع البيئة شكلاً ومضموناً وهي تجمع الحرارة من الخارج لداخل المبنى وهذا يتطلب تبريدا أكثر للمبنى وبالتالي اسرافا في الطاقة الكهربائية، مؤكداً أنه يجب علينا الاهتمام بأن تكون مبانينا صديقة للبيئة وأن يطبق في تصاميمها عمارة الميزان. وعلى العكس من ذلك، يؤيد م. يوسف صعيدي هذه الأبراج الزجاجية إذا كانت مكاتب أو فنادق ولكنه يرفضها كمساكن، وقال: "أنا مع أي شيء حديث في العمارة لأن العمارة هي الموسيقى الصامتة والزجاج مادة موجودة في السوق وهو أفضل من الحجر والرخام، ويجب أن يستخدم بشكل معماري جيد وبجودة عالية، وألا تكون العمارة مجرد شاشة تلفزيونية وإنما يصمم بشكل يتناسب مع طبيعة البيئة والعمارة المحلية". وحول السلامة في هذه الأبراج الزجاجية التي تظهر بشكل كبير حتى أصبحت تشكل أكثر من 40% من حجم المباني الحديثة في مدن المملكة الكبرى، أكد العقيد سعيد الغامدي المتحدث الرسمي للدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة أن الدفاع المدني لا يسمح بقيام أي برج إلا بعد توفير كل وسائل السلامة فيه. وأردف أن المشكلة التي تواجههم هي في الأحياء التي كان فيها البناء دورين أو ثلاثة ومن ثم سمح فيها بتعدد الأدوار لأكثر من خمسة، ومعظم هذه العمارات السكنية لا تتوفر فيها وسائل السلامة كما يجب، لأن أصحابها يزيدون الأدوار الجديدة على المبنى القديم دون تعديل في تصميم هذه المباني، وجميعها تقع داخل الأحياء والشوارع الفرعية ويفترض ألا يسمح بتعدد الأدوار في هذه العمارات من قبل الأمانة إلا بعد توفير وسائل السلامة.