سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأمير سعود: نحارب الإرهاب والمفسدين ونعتبر التحريض جريمة.. ولا بد من التعامل مع جميع الظروف التي تولد الإرهاب ومعالجتها اللجنة السعودية - الأمريكية للحوار الاستراتيجي تؤكد على أهمية الحوار في تعزيز العلاقات التاريخية ووضعها في إطار مؤسسي
عقدت اللجنة السعودية/ الامريكية المشتركة للحوار الاستراتيجي أمس اجتماعا لها برئاسة صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل وزير الخارجية ومعالي وزيرة الخارجية الامريكية الدكتورة كونداليزا رايس وذلك في قصر المؤتمرات بجدة. وتم خلال الاجتماع بحث استمرار التعاون القائم بين البلدين وتأسيس آليات جديدة للعمل وبحث الهياكل المطلوبة للحوار الاستراتيجي ومهامها وواجباتها بما يتفق وأدوات العصر وطبيعة القضايا المطروحة. وشدد الاجتماع على أهمية أن تتمتع هذه الهياكل بالمرونة الكافية لاستيعاب جميع الموضوعات التي تندرج تحت اختصاصها وما قد يطرأ من قضايا من خلال انشاء مجموعات عمل رئيسة يشارك فيها كبار المسؤولين الحكوميين من البلدين لبحث الموضوعات الاستراتيجية المهمة فيما بينهما في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والامنية والثقافية والاجتماعية والعلمية وغيرها من المجالات. وقال صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ان عقد الاجتماع الأول للحوار الاستراتيجي السعودي - الأمريكي الذي تم الاتفاق عليه من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وفخامة الرئيس جورج بوش خلال القمة التي عقدت بينهما في الخامس والعشرين من شهر أبريل الماضي يأتي بهدف تعزيز وتعميق العلاقات التاريخية التي دامت بين البلدين لأكثر من ستين عاماً.. ووصفها القائدان بالعهد الجديد لتعزيز الشراكة المبنية على العلاقات التاريخية واستمرار الحوار بين شعبينا لمواجهة تحديات العصر واغتنام الفرص المتاحة بين بلدينا لمستقبل العلاقات. وأوضح سموه أن الحوار الاستراتيجي يهدف إلى وضع هذه العلاقات التاريخية في إطار مؤسسي من خلال إنشاء مجموعات عمل رئيسية يشارك فيها كبار المسؤولين الحكوميين من البلدين لبحث الموضوعات الاستراتيجية الهامة فيما بينهما في المجالات السياسة والاقتصادية والعسكرية والأمنية والثقافية والاجتماعية والعلمية، وغيرها من المجالات.. خاصة في ظل التحديات التي تواجهنا سوياً، والمتمثلة في خطر الإرهاب، والمفاهيم الخاطئة لتي بدأت تسود بين شعبينا حول ثقافة بعضنا البعض، والأزمات المتعاقبة التي تتعرض لها منطقة الشرق الأوسط، والتي تستوجب منا عملاً دؤوباً لمواجهتها من خلال تبادل وجهات النظر حيالها، وخلق مزيد من الفهم المتبادل والتنسيق المشترك للتعامل معها بين المؤسسات المعنية في كلا البلدين. وأشار سموه إلى أن الحوار الاستراتيجي يعد استمراراً لآليات التنسيق القائمة بين البلدين ويؤسس لآليات جديدة تحت مظلة الحوار الاستراتيجي وهذا ما تم بحثه في اجتماع اليوم حيث جرى بحث الهياكل المطلوبة للحوار الاستراتيجي ومهمامها وواجباتها بما يتفق وأدوات العصر وطبيعة القضايا المطروحة. مع أهمية أن تتمتع هذه الهياكل بالمرونة الكافية لاستيعاب كافة الموضوعات التي تندرج تحت اختصاصها وما قد يطرأ من قضايا. وأضاف سموه ونحن على ثقة بأن الإرادة المشتركة الصادقة والعمل الجاد والدؤوب سيحققان الأهداف المأمولة للحوار الاستراتيجي - بمشيئة الله تعالى - والمساهمة في وضع لبنة جديدة للمنجزات التي تحققت فيما بيننا لدفع مسيرة هذه العلاقات إلى الأمام تحقيقاً لتطلعاتنا المشتركة على المستويين الرسمي والشعبي. وبعد هذه المقدمة في المؤتمر الصحفي المشترك أعطى سموه الكلمة إلى الوزيرة رايس، وقالت السيدة كونداليزا رايس ان الاجتماع بحث عدداً من القضايا، وانطلق الحوار الاستراتيجي من أجل وضع العلاقات بين البلدين في شكل مؤسساتي. وعبرت السيدة رايس وزيرة الخارجية الأمريكية عن ترحيبها.. وترحيب الولاياتالمتحدة بانضمام المملكة إلى منظمة التجارة العالمية.. والذي جاء ليؤكد مكانة المملكة الاقتصادية في العالم. وبينت وزيرة الخارجية الأمريكية أن الاجتماع قد ناقش عدداً من المواضيع المتعلقة بالاصلاح والخطوات التي قطعتها المملكة في هذا الجانب. وأكدت السيدة رايس أن الولاياتالمتحدة تؤمن إيماناً عميقاً بأن الاصلاح ينبع من المملكة، ومن رؤية قيادتها وحكومتها وشعبها.. ولا يمكن أن يفرض عليها أي شكل من أشكال الاصلاح لا يتفق مع رؤية حكومتها وشعبها ومصالحها. بعد ذلك أجاب صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية والسيدة كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية عن أسئلة الصحفيين والتي تمحورت حول الوضع في العراق، وما يؤدي إليه الوضع فيه من إذكاء للإرهاب وخلق للمزيد من القلاقل والأعمال الإرهابية والتي ستنسحب على جميع دول المنطقة، وكذلك دور الولاياتالمتحدة الفاعل في إنهاء مشكلة الشرق الأوسط المتمثلة في الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وتمكين الشعب الفلسطيني من الحصول على حقوقه المشروعة. وفيما يتعلق بوضع موعد لخروج القوات الأجنبية من العراق قالت السيدة رايس ان قوات التحالف عندما قررت أن تطيح بنظام صدام حسين.. كانت تهدف لإعطاء الشعب العراقي الفرصة لبناء دولة ديموقراطية.. ومتى تم ذلك فلن يكون هناك مبرر لوجود هذه القوات. وعبر السيدة رايس عن شكرها للمملكة العربية السعودية على دعمها للعملية السياسية في العراق.. ونأمل بناء القوات الامنية في العراق ليتمكن الشعب العراقي من حماية نفسه بنفسه من هذه القوى الارهابية التي تقوم بقتل الابرياء دون ذنب. من جانبه قال سمو الأمير سعود الفيصل ان المملكة ملتزمة بمساعدة العراق وتقوم المملكة بجهودها في ذلك من خلال جامعة الدول العربية.. ونأمل ان تصل العملية السياسية الى ما نأمله من تحقيق التفاهم بين كل الطوائف في العراق.. بما يحفظ للعراق العزيز وحدة أراضيه وعروبته وامنه. واضاف سموه لابد ان يقتنع الشعب العراقي بأن قوته في وحدته، وان يحتضن بعضه البعض، وتزول جميع اشكال التوتر.. ويعالجوا مشاكلهم بالطرق السياسية والحوار بدلاً من القوة. وفي اجابة على سؤال حول ما يقوم به اللوبي الصهيوني في الولاياتالمتحدة من حرب اعلامية ضد المملكة قالت السيدة رايس: هناك الكثير من الاصوات التي تعبر عن وجهات نظرها.. وهذا ليس قاصراً على العلاقات بين المملكة العربية السعودية وامريكا.. وانما يشمل جميع الدول التي لها علاقة بالولاياتالمتحدة.. وفي هذا الاطار نحن ساعون للتأثير على هذا الوضع، والذي ينسجم مع العلاقات بين البلدين.. وهذه الاجتماعات التي تأتي في اطار الحوار الاستراتيجي بين البلدين ستساهم في تحسين وجهات نظر الرأي العام في البلدين. وفي اجابة لسمو الأمير سعود الفيصل حول دور الصراع الفلسطيني الاسرائيلي في ما يحدث في المنطقة من مشاكل واعمال ارهابية قال سموه: لاشك ان استمرار الصراع الفلسطيني الاسرائيلي يساهم في اعطاء الفرصة للارهابيين في تبرير اعمالهم.. وخداع الشباب بما يقومون به من اعمال ارهابية.. وتغذية عقولهم بهذه الافكار الدموية. واكد سموه ان الارهاب الذي يمارسه هؤلاء والذي يؤدي الى قتل الابرياء لا يمكن القبول به.. ولكن لابد من التعامل مع جميع الظروف التي تخلق الارهاب.. وعلاجها حتى لا نعطي فرصة لهؤلاء الارهابيين للقيام بأعمالهم الارهابية تحت مبررات لا حقيقة لها. واكدت السيدة رايس من جانبها ان مشكلة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي لابد من حلها.. ولابد من تحقيق السلام بين الطرفين والذي يعطي للشعب الفلسطيني الحق في العيش بكرامة وحرية في أرضه جنباً الى جنب مع الشعب الاسرائيلي.. وللمملكة دور كبير في العمل على اقرار السلام في المنطقة. واكدت السيدة رايس ان حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي من اهم الاولويات للحكومة الامريكية.. ونعمل لاحلال الحل العادل الذي يسمح للاسرائيليين والفلسطينيين ان يعيشوا بسلام كل في أرضه المستقلة. وعن الضغوط التي تمارسها الولاياتالمتحدة على سوريا بسبب تقرير ميليس قالت السيدة رايس: السوريون حتى الآن لم يظهروا الرغبة في التعاون.. وانما هم يريدون التفاوض مع ميليس وهذا ليس التعاون الذي تريده الولاياتالمتحدة.. لانها تريد ان تعرف من قتل الحريري والى اي مدى الاسماء التي وردت في تقرير ميليس مشاركة في هذه الجريمة. ونأمل ان نجد التعاون المطلوب من سوريا في هذه القضية.. لان ما رأيته حتى الآن لا يخرج عن الكثير من الانتقادات للتحقيق فقط!!.وفي سؤال من احد الصحفيين الامريكيين لسمو الأمير سعود الفيصل بأن المملكة غير جادة في محاربة الارهاب ومكافحته اجاب سموه: الاعلام هو الذي جعل لديك هذا الانطباع.. وهذا في الواقع مخالف للحقيقة.. فالارهاب قتل ابناء شعبنا.. وادى الى الاضرار بمصاحلنا ومواردنا.. ولهذا فإن المملكة لن تكتفي بمحاربة هؤلاء الارهابيين المفسدين وانما جعلت حتى التحريض على الارهاب جريمة، ووضعنا برامج خاصة في التعليم وبرامج توعوية للمجتمع ضد الارهاب. واوضح سموه: ان هذا الرأي الذي قلته اذا كنت قد بنيته على اساس انك سمعت من احد المشايخ غير المعروفين في بعض المساجد ما يعطيك مثل هذا الانطباع.. فهذا لا يعني ان المملكة توافق على ذلك.. وانما هو رأي شخص لا يمثل المملكة وحكومتها وشعبها اطلاقاً.. واطلب منك ان تزور المملكة بشكل اطول.. وتطلع على ما تقوم به المملكة من اجل مكافحة الارهاب بكل اشكاله.من جانبها اكدت السيدة رايس على ما قاله الأمير سعود الفيصل قائلة: الدول عندما تحارب الارهاب ليس من اجل ارضاء امريكا.. ولكن لان الارهاب ضد استقرارها وضد مصالحها.. ويقتل مواطنيها. واضافت: عدد كبير من قادة (القاعدة) تم القبض عليهم في المملكة.. وعدد كبير من رجال الامن في المملكة قتلوا في مواجهاتهم ضد الارهابيين. لان جميع الدول لا تريد ان تكون طموحات الشعوب في ربط الاحزمة المتفجرة لقتل الابرياء. وقالت السيدة رايس: انت تخطئ عندما نعتقد ان هناك شعباً لا يريد محاربة الارهاب.. لان الاعمال الارهابية ضد الحياة.. ضد الاستقرار.. ولكن هذه الحرب على الارهاب ومكافحته تأخذ وقتاً.