هل سمعت أحدهم يقول لك فجأة، لقد أصبحت مملاّ ًً.. وفي كل الحالات الرد يخضع لحالتك المزاجية.. بل بالتأكيد يرتبط بها ارتباطاً وثيقاً..لأنك قد تجيب ببرود وترفض أن يصبغ عليك أحدهم صفة مهنة تصدير الملل لمن حولك.. وأنّ كل ما في الآمر أنك تعاني من الإرهاق فقط.. ومزاجك غير رائق وبالتالي تمارس الصمت المتقطع.. أو اللامبالاة أو عدم الاهتمام لما يجري حولك.. والتي تنعكس على الآخرين بلحظات كئيبة هم في غنى عنها.. وأحياناً تشعر فعلياً أنك ممل لأسباب تخصك وربما وقتية.. وبالتالي عليك الانسحاب، وعدم تصدير مللك لمن حولك لأنّ كل شخص لديه مايكفيه من الهموم والمشكلات.. وعندما يلتقي الأصدقاء.. يجري الحديث متناثراً هنا وهناك وكأنه شذرات تفصل بين واقع مؤلم يعيشه كل شخص.. وبين لحظات مسروقة من عمر الزمن نهرب إليها لتحتوينا من همومنا في ظل الأصدقاء.. وبالتالي ومن خلال معرفتنا لبعض سيعثر كلّ منّا على ما يرضيه وما يسخطه ومالا يعجبه في الآخر.. ولذلك يكون هو الأقرب لاكتشاف انغماسك في مأزق الملل.. الذي تستكين فيه أحياناً..! صديقة قريبة إلى نفسي عندما تدعوني لزيارتها تخبرني أنّ لديها مدعوات فلانة وفلانة.. وترفق الطلب بعبارتها الشهيرة"لاتكوني مملّة لو تكرمت بالحضور" وفي كل مرة نتبادل الضحك.. ولكن مع مرور الايام وسنوات الصداقة اكتشفت أنها محقة وأنا أيضاً على حق فهي عندما تفاجئك بعشرة أشخاص والعزيمة شخص أو شخصان وأنت متعود على الهدوء والجلسات المغلقة سوف تصمت ولاتتكلم كثيراً؛ لأنك لاتعرف الآخرين.. وقد تتحول في نظرهم إلى شخص ممل صامت .. يغسل المكان بهدوئه المرير وأحياناً كما يُتهم غموضه.. وما بين تحولك إلى ممل، وإحساسك بأنك غير مرتاح أو متقبل الجلسة يزداد صمتك.. وتنكفئ على داخلك وبالتالي تعكس لهم وجه الملل والكآبة.. وأنت لست كذلك.. وهي صورة صُدّرت وانتهت ولذلك تتعلم مع الايام كيف تنجو من ملء المكان بالملل وتتهرب من الحضور إلا إذا كنت مهيأ.. مثل هذا الملل الذي يصل الآخر ليس في صميم الشخصية وليس جزءاً منها ولكنه ملل مؤقت.. وغير معقد ولايشكّل ديمومته.. أو يحتاج أن يؤول..! لكن ماذا عن الشخص الممل أو المنطوي والذي يتهرب منه الآخرون.. خاصة من يحبون المرح ولا ينسجمون مع من يحول لحظاتهم إلى خلاصة من الكآبة.. هل يستطيع أن يتخلص من كم الملل الذي يصدره للآخرين واصبحوا لايستقبلونه.. ؟ وهل بإمكانه أن يلتزم بأمور تقضي على حالة الملل التي يفرزها للآخرين.. وتنعكس على أمزجتهم ؟ الواقع أنّ هناك قواعد عامة ينبغي الالتزام بها ومن خلالهالا يتحول الشخص إلى إنسان ممل وهي : - لاتكثرمن الشكوى ولا تكن سلبياً؛ لأنّ تكرارك الشكوى باستمرارقد يصنع مناخاً سلبياً ويدفع من حولك للشعور باليأس والإحباط.. والناس بطبعهم يتجنبون المناخ السلبي لأنه يذكرهم بمشكلاتهم وهمومهم..! - لاتنتقد الآخرين على الدوام وهي من أكثر الأشياء التي قد تضعك في عزلة عن الآخرين خصوصاً إذاما كانت انتقاداتك لأشخاص وأصدقاء مشتركين؛ لأنّ من تتحدث أمامهم قد يشعرون بالخوف منك وقد تتسبب في إحراجهم أو إثارة غضبهم إذا ماكنت تتحدث عن أصدقاء مقربين منهم..! - حاول التجديد في أحاديثك .. وتجنب التحدث عن نفس المواضيع كلما التقيت بأصدقائك أو زملائك؛ لأن ذلك قد يشعرهم بالملل الشديد.. حاول أن تنوع المواضيع التي تتحدث عنها، ولتكن مواضيع تحمل أفكارا جديدة لأنّ ما تتحدث عنه يعكس مدى ثقافتك أمام الآخرين..! - ابتعد عن التفاخر والمباهاة .. فالتواضع سمة العظماء .. توقف عن التفاخر بمنجزاتك أمام الآخرين، ولامانع أن تقدم النصائح وتتحدث عن نجاحاتك، ولكن حاول أن تكون متواضعاً حتى لايشعر من حولك بأنك شخص مغرور يبحث عن الشهرة والمباهاة أمام الآخرين..! - عليك بحسن الاستماع فمن المهم أن تستمع للآخرين وان تعطي الفرصة لغيرك كي يعبر عن رأيه وتركز جيداً عندما يتحدث الآخرون وأن تبين لهم بأنك مهتم بما يقولونه .. ثق تماماً بأنك ستصبح ذا شعبية كبيرة لأنّ الناس يثقون بمن ينصت لهم! - احرص على الابتسامة لأنّ لها مفعول السحر ومن المستحيل أن تبتسم أمام أحد الأشخاص ويقابلك بالعبوس.. الإيجابية في التفكير لها آثار ممتازة على من حولك؛ لأنك في نظرهم تنظر إلى العالم بطريقة مختلفة وهو ما يعطيهم دفع أمل بأن الغد سيكون أفضل..! أخيراً هل تشعر أنك ممل وأن ما يحيط بك يدفعك لأن تتحول إلى ملول وممل.. ؟ إن كنت تشعر بذلك فالزوايا الصغيرة داخل نفسك هي الأقرب لاحتوائك، والعبور بك إلى المناطق الهادئة..!