أُطلق برنامج "أرامكو السعودية للسلامة المرورية" تحت مظلة لجنة السلامة المرورية بالمنطقة الشرقية مشروع حقيبة مدرسية للسلامة المرورية، تهدف من خلالها إلى توعية النشء بقواعد السلامة المرورية في المركبة، وعلى الطريق، من خلال مجموعة من الوسائل التعليمية الشيقة والجذابة. وقال "زياد القاضي" -رئيس محور التعليم في برنامج أرامكو للسلامة المرورية- في حديثه ل"الرياض" إنّ الحقيبة المرورية تتضمن عدة مهارات، مثل: الركوب الآمن للحافلات، التصرف الأمن داخل المركبة، التعامل مع السائق، العبور الآمن للطريق، ربط حزام الأمان، استخدام كرسي الأطفال، معرفة أنواع إشارات المرور، وآداب الطريق واحترام نظام المرور، مبيّناً أنّها تغطي أكثر من (700.000) طالب وطالبة بالمنطقة الشرقية، وتطبق أيضاً في الرياض كمرحلة أولى، مشيراً إلى أنّه يتم التدريب على تنفيذ البرنامج والحقيبة للطلاب والتدريب على الآلية المتبعة لها لتحظى بتفاعل الطلاب معها، وفيما يلي نص الحوار: تثقيف النشء * أطلق برنامج السلامة المرورية بأرامكو السعودية برنامج حقيبة السلامة المرورية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، ماهي المناطق المستهدفة؟ - حقيبة السلامة المرورية موجهة لطلاب المدارس من التمهيدي إلى الثانوي -ولله الحمد- تم التطبيق لمرحلة التمهيدي، والأول الابتدائي، للسنة الثانية على التوالي، حيث شملت حوالي (240.000) طالب وطالبة بالمنطقة الشرقية، وأيضاً تم التطبيق بالرياض السنة الماضية، بطلب من أمير الرياض -في ذلك الوقت- صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر، لتشمل حوالي (70.000) طالب وطالبة في المناطق ما حول الرياض، كالخرج، والأفلاج، والدوادمي، والزلفي، وعفيف، والمجمعة، وهذه السنة سيتم تطبيق المرحلة الثانية من برنامج حقيبة السلامة المرورية بالفصل الدراسي الثاني بمدينة الرياض، والمنطقة الشرقية، وسوف تغطي أكثر (300.000) طالب وطالبة في مدينة الرياض فقط. وبإذن الله المرحلة الثانية ستشمل الطلاب من ثاني ابتدائي وحتى السادس ابتدائي، وسوف نطبقها بالمنطقة الشرقية، وكذلك بالرياض ولتشمل أكثر من (800.000) طالب وطالبة، وطبعاً كل هذه البرامج تعطي أمل برفع الوعي المروري لدى الناشئة، وهدفها الأساس زرع الثقافة المرورية لطلابنا؛ كي يكون لدينا بالمستقبل جيل يعي حق الطريق، ويؤثر في من حوله وفي المنزل. أسباب الحوادث تعود إلى السرعة، الانشغال بالجوال، عدم الالتزام بالإشارات المرورية، عدم ربط حزام الأمان مهارات مرورية * ماهي المهارات التي تتضمنها الحقيبة؟ وما نصيب المنطقة الشرقية منها؟ - هذه الحقيبة المرورية تتضمن عدة مهارات مثل الركوب الآمن للحافلات، والتصرف الآمن داخل المركبة، والتعامل مع السائق، والعبور الآمن للطريق، وربط حزام الأمان، واستخدام كرسي الأطفال، ومعرفة أنواع إشارات المرور، وآداب الطريق، واحترام نظام المرور ورجل المرور. وتحتوي الحقيبة المرورية على فيلم كرتوني، وقصة قصيرة، وتركيب القصاصات، وكتيب تلوين الرسومات، كما تحتوي على سجادة مرورية على شكل مدينة، وتعد لعبة جماعية يتعلم منها الطلاب مبادئ السلامة المرورية وعلامات وإشارات المرور، وأفاد من الحقيبة بمنطقة الدمام حوالي (85.000) طالب وطالبة مستوى أول ابتدائي، و(35.000) طالب وطالبة مستوى رياض أطفال، وسيتم تطبيقها في هذا العام أكثر من (120.000) حقيبة شاملة كلاً من: الدمام، والأحساء، وحفر الباطن. زيارات المدارس * هل لديكم زيارات ميدانية للمدارس التي تطبقون بها برامج السلامة المرورية؟ - نعم، نجري بزيارات ميدانية لمتابعة تطبيق البرنامج في المدارس، وتسجيل كافة الملاحظات من خلال الزيارات التي ينظمها فريقنا للمدارس، وعمل الاستبيانات قبل وبعد البرنامج لقياس أثر البرنامج على الطلاب والطالبات، وقياس إدراكهم للسلامة المرورية، وتغيير السلوك للأفضل؛ لينعكس على تصرفاتهم على الطريق وداخل المركبة، وكذلك احترامهم النظام. تطوَير القيادة هل لديكم برامج أخرى للسلامة المرورية؟ - لدينا برنامج تثقيف السائقين "قيادتي" على الموقع (www.qyadati.com)، وهذا البرنامج أعدّ باللغة العربية، ونحن بصدد تجهيزه بعدة لغات مختلفة منها: الأوردو، والإندونيسية، والفلبينية، والإنجليزية، ليستفيد من البرنامج جميع السائقين من مواطنين ومقيمين بالمملكة والوطن العربي، ويتكون البرنامج من عشرة دروس: إبتداءً من استعداد السائق حتى ينتهي بعادات القيادة المهلكة على الطريق، ويؤدي المتدرب اختبار القيادة، ومدة البرنامج ساعة ونصف الساعة تقريباً مع الاختبار، وهو مبرمج بقاعدة بيانات عبر شبكة الإنترنت توضح لنا درجة المتدرب في المهارات أو الاختبار، وبإمكاننا أن نعمل إحصائية توضح درجة جميع المتدربين ونسبة نجاحهم. برنامج مجاني * هل هناك رسوم للبرنامج؟ - لا، "قيادتي" يعتبر برنامجاً تثقيفياً بالدرجة الأولى، وهو في متناول الجميع دون رسوم مادية، ولنجاح المتدرب يتطلب تجاوز (80) درجة، تتكون من دروس متنوعة، ما بين مهارات إشارات المرور التحذيرية، أو التنظيمية، أو الإرشادية وعلامات أعمال الطرق، وهنالك عدة مقاطع فيديو توعوية نحدثها بشكل مستمر، ويعدّ البرنامج حالياً في مرحلة تجريبية، ولابد من تعميمه في المستقبل بالدرجة الأولى على أعضاء لجنة السلامة المرورية في المنطقة، وكذلك الشركات والمؤسسات والجامعات في المملكة لتوعية السائقين وخاصة الشباب منهم، والبرنامج مبرمج على شكل أهداف دراسية، وعندما يكون هناك متدربون لم يجتازوا درساً معيناً، أو هناك صعوبة في درس معين، نعمل قاعدة بيانات بهذا الأمر وتحليلها، وإعادة تطوير البرنامج بحيث يناسب الفئات المستخدمة. فئة مستهدفة * أي الفئات العمرية يستهدف برنامج "قيادتي"؟ - نستهدف جميع السائقين، وأكثر ما نستهدف الشباب من سن (18-35) سنة؛ لأنّ هذه الفئة تشكل تقريباً (60-70%) من المتسببين في الحوادث المرورية، وأسباب الحوادث في المملكة تتمحور في السرعة، والإنشغال بالجوال، وعدم الالتزام بالإشارات المرورية، وعدم الالتزام برط حزام الأمان للسائق والركاب. أهمية الانضباط * إلى ماذا تعزون نجاح الثقافة المرورية داخل أرامكو؟ - تعد المنطقة الشرقية ثاني أكبر منطقة في تسجيل الحوادث المرورية بعد منطقة مكةالمكرمة عن بقية مناطق المملكة، وذلك لاتساع المنطقة جغرافياً، إلى جانب تمركز عدد كبير من المناطق الصناعية والمصانع المهمة، وانتشار المعدات والشاحنات الكبيرة على الطرقات، ونجاح الثقافة المرورية داخل أرامكو يعزو إلى التدريب والتوعية المستمرة منذ التحاق الموظف بالشركة، وفي سابقة للشركة فقد وضعت أجهزة مراقبة في مركبات الطلاب التابعين لشركة أرامكو لمراقبة تصرف السائق خلال القيادة، والالتزام بالسرعة القانونية، هذا ما خفف بنسبة كبيرة من عدد الضحايا والمخالفات، فعملية ربط المراقبة المرورية للموظفين لها دورها الفعال في هذا الجانب، وأي موظف يخالف أنظمة المرور خارج الشركة خلال قيادة مركبة الشركة من الطبيعي أن يلحقه إشعار في إدارة عمله. ونتمنى من معظم الشركات والدوائر الحكومية أن تطبق استراتيجية ربط المخالفات المرورية بتقييم الموظف، أو عن طريق تحفيز الموظفين لعدم ارتكاب المخالفات المرورية، فبهذه الطريقة سنعمل على الحد من وقوع الحوادث ونشر السلامة المرورية بشكل أفضل، ونحن دائماً نشدد بأنّ عملية الضبط المروري تقلل (70%) من المشكلة المرورية التي نعاني منها في المملكة، والضبط ورصد المخالفات هو الحل السريع لإعطاء نتائج أسرع. دعم وتكاتف * هل لديكم توجه مستقبلي للتوسع في نطاق تطبيق برنامج الحقيبة في مناطق أخرى ونقل تجربة أرامكو بنجاح السلامة المرورية من داخلها إلى خارجها؟ - بعد المنطقة الشرقية والمناطق المحيطة بمدينة الرياض سيتم تطبيق الحقيبة المدرسية بمدينة الرياض بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، ونأمل بالمستقبل دعم مثل هذه البرامج، وأن يشترك معنا في تطبيقها الشركات الكبيرة، فمثلاً نأمل من مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام الإشتراك معنا في انتاج وتطبيق برامج السلامة المرورية، وإدراجها من ضمن المناهج الدراسية، وقد اشترك معنا عبداللطيف جميل بمشاركتنا تطبيق الحقيبة على أكثر من (20.000) طالب وطالبة بمدينة جدة، ولكن هذا لا يكفي، وإذ نتحدث فقط عن المنطقة الشرقية فلدينا (700.000) ألف طالب وطالبة، لذلك يحتاج المشروع لدعم وتكاتف؛ لأنّ المشكلة أكبر مما نتصور، فنحن نفقد أكثر من (20) مواطناً ومقيماً كل يوم، وهذا يعادل قتيلا لكل ساعة تقريباً، وسنويا أكثر من (7500) قتيل تقريباً، بالإضافة للهدر الاقتصادي والمشاكل الاجتماعية التي تنتج من الحوادث. مقرر دراسي * هل لديك دعوة توجهها لإدارات المرور للتعاون مع برنامج السلامة المرورية؟ - في الحقيقة أنّ إدارة المرور هي عضو مهم في لجنة السلامة المرورية بالمنطقة الشرقية، ونحن والمرور مطالبون بزيادة الضبط المروري، ومتى ما تم تطبيق الضبط المروري بالطرقات فسنحل (70%) من المشكلة، وإذا نظرنا لنظام ساهر نجد إيجابياته في الأماكن التي يطبق فيها، ونأمل أن يكون بكل إشارة مرور تحكم ورصد للمخالفات، حيث نرى الفرق بين إشارتين واحدة بها تحكم ساهر والأخرى لا، وتكاد أن تكون الطرقات التي يتواجد بها ساهر معدومة الحوادث. وندرس في برنامج "أرامكو السعودية للسلامة" تحت مظلة لجنة السلامة المرورية بالمنطقة الشرقية تقديم مقترح إلى وزارة التعليم العالي والكليات العسكرية؛ لتطبيق برنامج تطوير القيادة في الكليات العسكرية والصناعية، كمقرر أساسي إلزامي ليجتازه الطالب أثناء دراسته السنة التحضيرية، ونحن على أتم الاستعداد للتعاون لتقديم البيانات المساندة لتطبيق مثل هذه البرامج. يعطيك خيرها * هل لشركة أرامكو مشاركة في برنامج الله يعطيك خيرها؟ - نعم، هنالك مشاركة ملموسة، ومشاركتنا نحن من خلال برنامج "أرامكو السعودية للسلامة المرورية" بتقديم الحقيبة المدرسية للطلاب، وأرى ضرورة تطبيق مادة السلامة المرورية في المدارس؛ لأنّها تمس سلامة أبنائنا وبناتنا، كما أنّه من المهم إشراك المعلم والمعلمة بتطبيق البرامج التي تهتم بالسلامة المرورية، وللعلم فقد سجلت آخر إحصائية في المملكة أكثر من (7.000) قتيل سنوياً، ناهيك عن الأضرار البشرية، وتلفيات المركبات، وسوء الحالات الاجتماعية الناتجة عن الحوادث المرورية، وبلا شك أنّ نسبة ليست بالقليلة من هذه الحوادث ذهب ضحيتها طلاب وطالبات ومعلمون ومعلمات، ومن هذا المنطلق فإننا يجب أن نهتم بالتوعية والتثقيف من خلال المدرسة أولاً، ونهتم بالنشء الذين يجب أن يصبحوا أكثر وعيا وثقافة بالسلامة المرورية، ولا نتجاهل دور مدارس القيادة التي هي بحاجة للتطوير بما يتناسب مع المعايير الدولية لتأهيل سائقين أكفاء وملمين بتعاليم المرور ومهارات القيادة واحترام السلامة المرورية؛ للحفاظ على مقدرات وطننا الغالي ومن يعيش على ترابه. أفلام كرتونية لتعليم وتوعية النشء ممارسة السلوك طرق تعليمية متقدمة طالب يشرح ما تعلمه من آداب مرورية شعار السلامة المرورية بأرامكو