يعرف المفكرون علم الاجتماع بالدراسة العلمية للحياة الاجتماعية بما تشتمل عليه من علاقات ونظم وتنظيمات اجتماعية، وبما تحتويه من عمليات اجتماعية تسهم في إحداث التغير والتطور الاجتماعي. وتأتي أهمية هذا الاستطلاع لحاجة المراهق الذي يتراوح عمره ما بين 13-22 سنة لفهم حركة المجتمعات البشرية وطبيعة سيرها خاصة المجتمع الذي يعيش فيه، وذلك من أجل أن يتكيف مع مجتمعه بصورة ايجابية ومن ثم يكون عضواً فاعلاً به. والعلاقات العامة هي التي تقوي التماسك الاجتماعي وتظهر الأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة. يقوم بعض المراهقين بتكوين علاقات مع من يفوقونهم بالسن اعتقاداً منهم أنهم القدوة وهم القادرون على الإفادة والنصح، أو من يصغرونهم بالسن اعتقاداً منهم أنهم الأنسب والعلاقة معهم لاتثير المشاكل والمتاعب وأنهم لايعارضون آراهم. وهذه العلاقات قد تكون ايجابية في تبادل الخبرات والمعارف والإفادة والاستفادة والثقة بالنفس والتوجيه الصحيح، ويمكن أن تكون سلبية وتتسبب في تدني مستوى المراهق الدراسي والأخلاقي وتعرضه للإدمان وكثرة السهر وتكوين علاقات مشبوهة وسلوكيات منحرفة والسؤال الذي طرحته الندوة هو : متى تكون العلاقة إيجابية؟. يرى البعض حصر العلاقات في أعمار متقاربة ايجابي ويرى البعض أن يفوقه في السن هو الأفضل، ويرى آخرون أن تكوين علاقات مع الصغار ومنهم من يرى عدم تقييد العلاقات في سن معينة وكل واحد منهم لديه دوافعه وأسبابه ومبرراته في الاختيار. مع كافة الشرائح في البداية يقول الشاب نايف الزهراني أكون علاقاتي مع كافة شرائح المجتمع ولا أهتم بكلام الناس وما يقولونه عني إذا كانت علاقاتي مع من يفوقونني سناً أو من أفوقهم في السن المهم من أكون علاقة معه يكون (صالح وليس بطالح) ويكون قدوة حسنة ومرشداً لما فيه الخير والصلاح ويساعدني ان احتجت المساعدة فالكبار في السن استفيد من تجاربهم والمواقف الصعبة التي مرت بهم وطريقة عيشهم وظروف حياتهم، وأصحح أخطاءهم في حياتي وأحاول جاهداً ألا أقع فيها، واعتبرهم العون لي بعد الله في هذه الدنيا، أما الصغار في السن أكون علاقة معهم حتى اشعر باحترامهم لي ويشعرون بعطفي لهم ولأن قلوبهم صافية ونقية من الحسد والكره والضغائن ومكتظة بالسرور والسعادة فأجعل لنفسي نصيباً مما يجدوه من فرحة وسرور. علاقة مناسبة وذكر الطالب شادي اليماني (أكون علاقة مع شخص في نفس سني أو أصغر من سني لأننا متقاربون في العمر نتفاهم ونتفق في أغلب الأوقات وحياتنا سوف تكون أكثر تناغماً ومتعة ونحن في مرحلة يعرف كل واحد منا أسلوب الآخر وكيفية التعامل معه وأنا أثق بهم وهم يثقون بي أما من يفوقني في السن فأجد علاقتي معه غير ملائمة لفارق السن واختلاف وجهات النظر وعدم الاتفاق في معظم الأمور). تنوع العلاقات أما الطالب مازن كنجي يقول: علاقاتي مترابطة مع الكل فالذي يفوقني في السن استفيد من تجاربه في الحياة والحكم والمواعظ وكيفية حلي للمشكلات التي تمر بي، ومعرفة طريقة تخطي عقبات الحياة ويكون لي كالنور المشرق الذي يضيء الظلام الحالك ويوضح لي الرؤية حتى لا اتعثر في المسير، واستفيد من اخطاءهم فأتجنبها، والذي في نفس سني يكون قريباً مني في الأسلوب والتعامل والتفاهم ويلائم احتياجاتي في المتعة والمرح و(الفلة) ويكون لي الصديق وقت الضيق والرفيق في الطريق ويكون أساس العلاقة مبنياً على المحبة والوداد وبعيداً عن القسوة والعناد وأحرص دائماً فيمن أكون علاقة معه أن يكون مستوى التفكير وبعد النظر بيننا متقارب أو يفوقني في ذلك المستوى ومسألة المراحل العمرية لاتهمني وإن كان لدي ابن فأتمنى أن يختار من يجدهم مناسبين له وله حرية الاختيار!!. تعزيز الثقة بالنفس الأستاذ حامد مجدلي يقول بداية وباختصار لاشك في أن أرى كل ولي أمر يحاول جاهداً في توفير البيئة الصالحة لابنه مهما كان قد بلغ من العمر!!. وقد يكون لهذا الابن اصدقاء في مثل سنه وهم سوف يشكلون الغالبية العظمى وآخرين أكبر منه سناً وأقل منه، ولاشك أنني سوف أراعي في الاختيار إذا كانوا أكبر منه سناً أن يكونوا قدوة حسنة له ما داموا أكبر منه سناً ويستطيع الاستعانة بخبراتهم وتجاربهم ومن هذا المنطلق سوف يتعلم كيف ينقل خبراته وتجاربه لمن هم مثله أو أصغر منه سناً، هذا التنوع في العلاقات وهذه الحرية تنتج عقلية سليمة وفكر واعٍ وتعزز من الثقة بالنفس وتحقق التوازن الاجتماعي. يقول الشاب توفيق آدم علاقاتي منفتحة مع الجميع الذي في عمري يكون مستواه الفكري واحداً ويمر بنفس المرحلة التي أمر بها ويكون لي العون في المحن والاحساس الصادق في الفرح والحزن، والذي يكون أكبر مني استفيد من واقع تجاربه في الحياة، والحياة بلا ريب مدرسة تخرج منها من هم أكبر منا في العمر وتعلموا منها كيفية التعامل معها ولديهم الذخيرة الوافرة من الفوائد والحكم فتكوين علاقات معهم شئ رائع والذي يكون أصغر مني استفيد من خياله الرحب وتعامله وأسلوبه البريء وأفيده مما تعلمته وعلاقتي مع الذين هم أصغر مني علاقة نادرة لأني قد أكون في موضع شك وشبهة من قبل المجتمع الذي أخذ انطباعاً سيئاً من واقع الأحداث التي تحصل والجرائم و(الشر يعم). المشكلة ليست في الصداقة وأضاف الشاب عثمان برناوي قائلاً (بالنسبة لي ليس لدي مشكلة مع أي شخص حتى لو كان عمره 60 عاماً، المشكلة ليست في الصحبة أو الصداقة أو العلاقة كما ذكرت المشكلة في نظرة المجتمع المتشائمة عندما يكون أصغر مني يسيئون الظن بي؟! وعندما أكون أصغر منه يسيئون الظن به؟!.مع أني لا أجد عمراً معيناً يحصر علاقاتي مع أفراد المجتمع.. لكن نظرة المجتمع بحد ذاتها معضلة، وأنا لا ألوم المجتمع وله الحق فيما يقول بنسبة 50% لأنه رأى حالات واقعية حصلت وأثرت في المراهق وأدت إلى تدني مستوى المراهق الدراسي وانحراف اخلاقه وكثرة السهر وتكوين علاقات مشبوهة.. وأنا أرى أنه مع وجود الصفات الحميدة والأخلاق الفاضلة المتبادلة ليس لدي مشكلة في تكوين علاقة أو صحبة مع أي شخص). من مرحلة دراسية واحدة وبين الطالب محمد المصباحي قائلاً أفضل أن يكون في نفس السن والمرحلة الدراسية والسبب في ذلك يعود إلى القدرة في التكيف والتفاهم، فالذي في نفس سنك يكون لك السند عند الشدائد وتستطيع أن تبوح له بأشجانك وأسرارك من دون أي تحفظ أو قيود وهو القادر دون غيره في فهم شعورك وما يتعلق بك وتجده الناصح الوفي الأمين المخلص أما إن كان كبيراً في السن فان احتياجاتك تختلف عن احتياجاته ورغباتك تفوق رغباته، وقد يجد صعوبة في فهم شعورك وعندما تتحدث عن شيء يخصك تجدك مقيداً وكلامك مليئاً بالتحفظات وتجده لايميل إلى المتعة وقد (فاته عنفوان الشباب) المليء بالحركة والنشاط أما الأصغر منك تجد حياته مليئة باللعب والمرح ولايعرف ما هو تحمل المسؤولية ويختلف مستوى العقل والفكر، وستجد الكثير من عبارات السخرية والاستصغار ممن هم في نفس عمرك، وقد يجد صعوبة في توجيهك لما به من الطيش والتهور وعدم إدراك للواقع. ويردف الطالب حمزة البلوشي أفضل أن تكون علاقاتي منحصرة في نفس سني ومرحلتي الدراسية مادمت في سن (المراهقة) حتى لاتدور حولي دائرة الشبهات لأنه إن فاق سني سنه قيل: سوف يفسده!؟ وإن فاق سنه سني قبل: سوف يفسده؟! وإن كنا في نفس السن قيل: لابأس مع وجود بعض الشك؟! إن رضا الناس غاية لاتدرك ومع ذلك اصبح تفكير بعض الناس في هذا الزمان سلبياً للغاية والسبب في ذلك ما يحدث من فساد وجرائم وعلاقات غير شرعية، لذلك أفضل أن يكون في نفس سني حتى يكون قادراً على فهمي وتكون علاقتي معه مزروعة على التفاهم و التعاون والمحبة والأخوة. علاقة مع الأصغر سناً ويوضح الطفل عبدالعزيز أحمد قائلاً الأفضل أن يكونوا أصغر مني سناً حتى أضمن عدم الاستهزاء والاحتقار والسخرية ممن هم في سني أو أكبر من سني وحتى لا أعرض نفسي للمشاكل والمضاربات ويكون لي السلطة عليهم ويستشيروني في كل شئ وأشعر أن لي دوراً مهماً بين من أكون علاقات معهم. تأثيرات القرناء ويرى الأستاذ عدنان محمد أنه لايخفى على ذي لب وبصيرة تأثير الصاحب والقرين ، فالصاحب ساحب والطبع لص، كما تقول العرب عن المرء لاتسل وسل عن قرينه وقل لي من تصاحب أقول لك من أنت. ورجالات التربية والتعليم يدركون تأثير الفروق الفردية وفوارق الأعمار على السلوك لذلك يولون هذا الأمر مزيداً من الاهتمام قدر المستطاع ويتمثل ذلك في فصل المراحل الدراسية في مبانٍ مختلفة. فانطلاقاً من هذه المبادئ والأسس التربوية أفضل أن يصاحب ابني من هو في نفس سنه ومرحلته أو قريباً من سنه شريطة أن يكون ذا خلق حسن وتربية فاضلة مع الحرص على المتابعة والتوجيه. دين وسطية واعتدال وبدوره أكد الأستاذ عبدالحكيم عبدالله قائلاً (ديننا دين الوسطية والاعتدال والاسلام أعطانا ضوابط واضحة في التعامل مع الآخرين. قال الشاعر: عن المرء لاتسل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي الأمثل للمراهق والأحسن له أن يختار من هم في نفس سنه ليكون علاقة ايجابية معهم لأنهم أقرب فكراً وتعليماً ولديهم آمال وطموحات متقاربة إن الكبير إن كان حسن الطباع والسيرة والسريرة كانت العلاقة بينهم جميلة أما إن كان سيء الطباع ودنيئاً في أخلاقه وتعامله ستكون العلاقة (طامة كبرى) وسوف تطرق ناقوس الخطر.. ففارق السن يلعب دوراً مهماً في نسبة التفكير واختلاف الرغبات والمتطلبات،، أما إن تجاوز المراهق سن 22 سنة يمكن أن يكون صداقات وعلاقات تربطه مع كبار السن لأنه أصبح ناضجاً عقلياً وفكرياً ويستطيع أن يقيم الناس ويمكنه أن يميز بين الصواب والخطأ وإن كانت علاقة الشخص مع أشخاص أصغر منه فإن هذه العلاقة سوف تقلل من وضعه ومكانته في المجتمع، وقد يجد احتقاراً وإزدراءً من الناس وأراها غير لائقة ولاتكون مناسبة. أؤكد ما ذكرته آنفاً أن العلاقة أو الصداقة بعد تجاوز ال22 يمكن أن تكون منفتحة.