تشهد مدينة جدة خلال الأسبوع الثاني من مهرجانها السنوي (جدة غير) اكبر مسابقتين في الفنون التشكيلية المتمثلة في (فن الجداريات) و(فن الكولاج)، حيث تنظم الشركة العربية للفعاليات والمشاريع، بالتعاون مع (نايل آرت) ، وتحت عنوان (جدة عروس البحر الأحمر) بموقع (رد سي مول) هاتين المسابقتين اللتين تعتبران من اكبر المسابقات حضوراً ومشاركة من قبل هواة هذين النوعين من الفنون التشكيلية. وتبدأ مسابقة (فن الجداريات) التي تستمر لمدة ثلاثة أيام من يوم غد الإثنين وحتى 2 شعبان القادم في حين تبدأ مسابقة (فن الكولاج) من 7 – 9 شعبان الموافق 19-21 يوليو ولمدة ثلاثة ايام ايضاً، تشهد المسابقتين حضور ومشاركة عدد كبير من ممارسي هذه الفنون المعاصرة سيما من فئة الشباب، حيث يشارك قرابة ستين مشارك ومشاركة بكل مسابقة.. وقد اعتبر الفنان التشكيلي نايل ملا، المسئول عن التنظيم والإشراف بأن هذا العدد الكبير من المشاركين في المسابقات الزمنية المباشرة، يعد ظاهرة لافتة مقارنة مع ما تقدم من مسابقات مماثلة، وهو ما يؤكد بأن الإقبال على هذين النوعين من الفنون سيما فن (الجداريات) بات يستهوي أكبر الفئات الشبابية. ولأول مرة سيكون هناك جداريات خاصة بالخط العربي حيث يشارك اكثر من عشرين خطاطاً بمختلف انواع الخطوط في تنفيذ عدد من جداريات الخط العربي. وقال الملا، بأن فن الجداريات أو ما يسمى بالفن (الجرافيتي) يعد من الفنون المعاصرة برغم من عودة جذوره إلى عصور ما قبل التاريخ، حين نقش وصور الإنسان البدائي أفكاره ورسوماته وحياته الإجتماعية بالشخبطة على جدران الكهوف والصخور والأحجار، ويضيف بأن فن الجداريات يتيح للفنان التواصل المباشر مع الجمهور من خلال تعاطيه للرموز والكتابات والرسوم والخربشات المبسطة والمباشرة، وبالتالي لا تحتاج إلى فك طلاسمها ولا تحتاج إلى زيارات بقاعات العرض لمشاهدتها، فإنتشارها بالميادين والشوارع والأبنية والفنادق يتيح فرصة تجميل المدينة. لكن الملفت بأن هذا الفن الذي ولد في باريس ظهر في شوارع نيويورك في حقبة الستينات على يدي شابين أحدهما يدعى خوليو 204 وتاكي 183 واخذا ينشران علاماتهما الفارقة على جدران الأبنية ومحطات القطار ومترو الأنفاق، ثم ما لبث أن إتسعت رقعة هذا الفن من خلال جماعات شبابية من المتشردين. وبرغم ان له الرافضون بإعتباره شخبطات وإنتهاك للذائقة البصرية ومخرب لبؤرة العين، إلا ان له فنانون ونقاد ومتذوقون ومنظرين. واما عن انتشار فن (الجرافيتي) في السعودية فيقول الفنان نايل، بأنه منذ سنوات عدة، ظهرت مجموعة من الشباب في مدينة جدة تدعى (إكس فايف X5) بممارسة الشخبطة على جدران الشوارع والأسوار مما شكل إزعاجاً كبيراً للمجتمع، وإساءة لنظافة البيئة، وسلطت الصحافة الضوء على هذه الظاهرة الإجتماعية السلبية، مما حدا اخيراً بأفراد هذه المجموعة من تسليم أنفسهم إلى الجهة المعنية، ثم قامت بلدية بريمان بتبني مجموعة كبيرة منهم ونفذت لهم العديد من الجدران لممارسة هواياتهم. والآن اصبح هناك تقنين لمشاركاتهم والتنفيس عن فنونهم من خلال تنفيذ العديد من البرامج والأنشطة والمسابقات، والتي تعد هذه المسابقة إحدى تلك المقومات الجيدة لتقنين هذا النوع من الفنون التي يميل إليها الفنان ملا، حيث يلاحظ الحس الجرافيتي في معظم اعماله، بل ويشجع على المضي فيها من قبل الجيل القادم من المبدعين. اما عن فن (الكولاج ) والحديث للفنان نايل ملا، فيعتبر احد الفنون الحديثة والتي تعتمد على القص واللصق من خلال إستخدامات الأوراق وتجميع قصاصات النفايات المتنوعة سواءً المستخدمة منها او المعاد تدويرها ومن ثم إضافتها على اللوحة وتصميمها بأشكال متناسقة ذات ابعاد مختلفة لخلق أشكال جمالية معينة، ويرجع فن الكولاج إلى كل من بيكاسو وبراك، وهو فن لا يعتمد على أسس أو قواعد معينة أو قوانين يتبعها ممارسوه. وأخيراً إعتبر الملا، بأن ما قامت، وتقوم به بعض الجهات والشركات، حيال تنفيذ بعض المشاريع والمسابقات لهذا النوع من الفنون يعد تجاوباً رائعاً تشكر عليه لدعم هذه الفئة من الشباب التي تمتلك هذه الهواية ومن ثم صقلها بهذه البرامج التي حتماً سيتخرج منها اعداداً كبيرة من الفنانين الذين سيشار لهم بالبنان يوماً ما. وقال بأن على الراغبين في رؤية بعض تلك المجموعات، أو النماذج المبدعة، والتي إشتهرت بفن الجرافيتي (الشخبطة) عليهم الحضور لمشاهدتهم وهم يمارسون شخبطاتهم. من جهتها عبرت الأستاذة دعاء ثابت، مديرة التسويق بالشركة العربية للفعاليات والمشاريع عن تفاؤلها بنجاح هاتين التظاهرتين اللتين يشهدهما مهرجان جدة غير بالرد سي مول، للحضور الكبير والمشاركة المتوقعة من هواة هذين الفنين، وقالت بأن الفئة الشبابية من كلا الجنسين بما فيهم الصغار هم المستهدفين من قبلنا كجهة تنظيمية لإستكشاف المواهب منها والعمل على صقلها من خلال دعمنا لمثل هذه المشاريع التثقيفية. فالمهرجان ليس مجرد ترفيه بل هو وسيلة تثقيف وصقل.الفنانة التشكيلية فاطمة باعظيم، تؤدي دوراً متميزاً ومجهوداً كبيراً حيال التنسيق، وتسجيل المشاركين، كما تساهم في الإشراف على الجانب النسائي بالمسابقتين، وهي صاحبة تجربة في خوض مثل هذه البرامج كمشروع (تأثر ويؤثر) التشكيلي، الذي يحظى بمشاركات كبيرة من فئة الشباب والشابات. الفنانة التشكيلية إعتدال عطيوي، والفنانون التشكيليون سليمان باجبع ومحمد سيام ، وإبراهيم بوقس، ومحمد توفيق. يساهمون ايضاً بدور كبير في الإشراف على المسابقتين، في حين سيتم إختيار اعضاء لجنة التحكيم للمسابقتين من بعض الفنانين المتميزين، حيث سيتم توزيع جوائز قيمة من قبل إدارة ( رد سي مول) وذلك مع نهاية المهرجان. التسجيل بهاتين التظاهرتين التشكيليتين، فاق التوقع حيث هناك إقبال وحماس لدى الفئة الشبابية للمشاركة بهاتين المسابقتين، ومن اهم المشاركين والمشاركات بالمسابقتين: ابراهيم ريس، سعد الغامدي، ضياء رامبو، مازن الشمراني، باسم جودة، ياسر مدني، عبدالله حامد والملقب ب X5، عبدالله الحربي، فارس المدني، عبدالحكيم سالم، أيهاب المداح، ، ندى وشذى عبدالمجيد، سلوى سمرقندي، فارس جياش، راكان بلوش، سماح كمال، فاطمة النقيب، فاطمة ابوشال، مودة محجوب، إعتدال الجدعاني، بندر باعظيم، عهود قبوري، باسم بنجر، عبدالرحمن جسومة، نوف منشي، رهام فلمبان، عزام الأهدل، وآخرون.. ومن اهم الخطاطين المشاركين بجداريات الخط ، ابراهيم العرافي، سعود خان، ناصر السالم براء كشاري، فهد الزهراني، زبير الماظ، سليمان السالم، بلال سطان، احمد جداوي، عبدالرحمن الشاهد، عبدالله الزهراني، فيصل باموسى وآخرون.