تتوجه الانظار اليوم الأربعاء الى ملعب “موزيس مابهيدا” في دوربن الذي يحتضن موقعة نارية / ثأرية بين المنتخب الألماني ونظيره الإسباني في نصف نهائي المونديال. وستكون هذه الموقعة تاريخية بكافة المعايير، فإلى جانب أنها تجمع بين المنتخبين اللذين قدّما حتى الآن أفضل مستوى في النسخة التاسعة عشرة، ستكون المباراة الثامنة والتسعين لألمانيا في النهائيات لتنفرد بالرقم القياسي الذي كان تتشاركه مع البرازيل التي ودّعت من الدور ربع النهائي على يد هولندا (1-2)، كما قد تشهد دخول مهاجم ال“مانشافت” ميروسلاف كلوزة التاريخ في حال وجد طريقه إلى الشباك ما سيجعله يعادل أو يحطم الرقم القياسي المسجل باسم البرازيلي رونالدو (15 هدفًا)، والأمر ذاته ينطبق على مهاجم “لا فوريا روخا” دافيد فيا الذي قد يعادل او يحطم الرقم القياسي (44 هدفًا) المسجل باسم راوول غونزاليز من حيث اكثر اللاعبين الاسبان تسجيلاً مع منتخب بلادهم. والاهم من الرقم القياسي هو لو نجحت ألمانيا في تخطي عقبة ابطال اوروبا ستنفرد برقم قياسي من حيث المباريات النهائية في تاريخها، والذي تتشاركه حاليا مع البرازيل (7 لكل منهما)، علمًا بأن ال“مانشافت” يخوض دور الاربعة للمرة الثانية عشرة في تاريخه، وهذا رقم قياسي لم يسبقه اليه اي منتخب. ويرفع الالمان قبل كل الاحصائيات والارقام القياسية شعار الثأر من نظرائهم الاسبان الذين كانوا تغلبوا عليهم في نهائي كأس اوروبا 2008، بهدف سجله فرناندو توريس الذي اعاد “لا فوريا روخا” الى منصة التتويج للمرة الثانية في تاريخه بعد ان احرز اللقب القاري عام 1964. وستكون المواجهة نارية تمامًا نظرًا الى المستوى الذي قدمه المنتخبان، حيث اكد المنتخب الالماني بحلته الشابة ان فوزه الكاسح على انجلترا (4-1) في الدور الثاني لم يكن وليد الصدفة؛ لانه لقّن نظيره الارجنتيني درسًا قاسيًا وبلغ نصف النهائي بالفوز عليه 4- صفر، في حين عانى الاسبان امام الاداء الدفاعي للباراغواي لكنهم نجحوا في نهاية المطاف بالخروج فائزين عبر بطلهم فيا ليبلغوا نصف النهائي للمرة الثانية في تاريخهم، وستكون الانظار موجهة الى كلوزة الذي سيكون على موعد مع التاريخ في حال وجد طريقه الى شباك الحارس الاسباني ايكر كاسياس؛ لانه سيصبح افضل هداف في تاريخ النهائيات مشاركة مع رونالدو او قد ينجح في الانفراد بهذا الانجاز اذا سجل اكثر من هدف. وكان مهاجم بايرن ميونيخ عادل أمام الارجنتين رقم مواطنه غيرد مولر في عدد الاهداف المسجلة في نهائيات كأس العالم بعد ثنائيته في مرمى الارجنتين، علمًا بانه سجل 5 اهداف في مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002، ومثلها في مونديال المانيا عندما توج هدافًا له، قبل ان يوقع 4 اهداف في النسخة الحالية. وكان رونالدو هز الشباك اربع مرات في مونديال 1998، و8 مرات في مونديال 2002، وتوج هدافًا له، و3 اهداف في ألمانيا. وفي الجهة المقابلة، يبحث فيا عن دخول تاريخ منتخب بلاده بعدما اصبح على بعد هدف واحد من معادلة الرقم القياسي من حيث عدد الاهداف مع “لا فوريا روخا” والمسجل باسم راوول غونزاليز. ومن المؤكد ان المنتخب الاسباني سيكون بحاجة ماسة لاهداف فيا عندما يواجه نظيره الالماني القوي جدًّا، خصوصًا ان مهاجم فالنسيا السابق سجل 5 من اهداف “لا فوريا روخا” الستة في النهائيات حتى الان وستكون مواجهة اليوم الرابعة في النهائيات بين إسبانياوألمانيا، ولم تفز الاولى في اي مناسبة حتى الان، اذ خرجت ألمانياالغربية فائزة 2-1 في الدور الاول من مونديال 1966، وبالنتيجة ذاتها في الدور الثاني لمونديال 1982، وتعادلا 1-1 في الدور الاول لمونديال 1994. لكن الاسبان يتفوقون في نهائيات كأس اوروبا اذ فازوا مرتين في دور المجموعات عام 1984 (1- صفر) ونهائي 2008 (1- صفر)، فيما فاز الالمان مرة واحدة في دور المجموعات عام 1988 (2- صفر). والتقى المنتخبان في 12 مباراة ودية ويتعادلان بأربعة انتصارات لكل منهما مقابل 4 تعادلات.