الشيخ عبدالرحمن فقيه رجل أعمال معروف على مستوى المجتمع المكي والسعودي والعربي والعالمي، فهو إمبراطور مزارع وتجارة الدواجن بالمملكة، وهو أحد القلائل الذين يشار إليهم بالبنان ممن اختطوا لأنفسهم منهجا اقتصاديا فريدا، يميزهم بجدارة عن الآخرين. الشيخ عبدالرحمن فقيه معرفتي الشخصية به ليست بالقدر الكافي، ومقابلاتي معه تعد على أصابع اليد الواحدة، كان آخرها في منزل أخي وصديقي الدكتور عبدالله بن صالح في حفل عشاء ضم صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن متعب. الشيخ عبدالرحمن فقيه يعرفه الكثيرون، وكذلك أنا، أعرفه من خلال أعماله الاقتصادية الجبارة في مكةالمكرمةوجدة، ومن تلك المشاريع، مشروعه الخيري لتشجير مشعر عرفات، ثم من خلال مدارسه الحديثة المميزة، التي قال عنها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل (بأنها مدارس مميزة في مكان مميز أسسها رجل مميز). وبما أنني أتكلم عن مدارس الشيخ عبدالرحمن فقيه، هذه المدارس التي تميزت بالتقنيات العالية، والإدارة الواعية، التي يشرف عليها الصديق العزيز سعادة الأستاذ ناصر مهنا اليحيوي، والتي تلقى دعما غير محدود يقدمه سعادة الوجيه الشيخ عبدالرحمن فقيه لهذه المدارس، حتى قيل لي بأنه يغطي نفقاتها من جيبه الخاص. ومن زاوية استمرارية هذه المدارس، فإنني أقترح أن تقام أوقاف خاصة بهذه المدارس، لتكون داعمة بريعها للمدارس، يصرف منها على ميزانيتها واحتياجاتها، وطبعا سيكون لهذه الأوقاف مجلس نظارة أو مجلس أمناء يشرفون على هذه الأوقاف وعلى المدارس وعلى خططها المستقبلية. وبهذا يضمن الشيخ عبدالرحمن فقيه وأهالي مكةالمكرمة، استمرارية هذه المدارس الرائدة، إن شاء، إلى ما يشاء الله. ومن جهة أخرى، فقد كنت أجلس مع زميلي الأستاذ عبدالله المالكي، مدير مدارس القسم الابتدائي، بمدارس الفلاح بمكةالمكرمة، وبينما نحن نتجاذب أطراف الحديث، إذا تحدثنا استحداث جائزة باسم أحد وجهائها يقدمها رجال أعمال مكةالمكرمة، مثل جائزة التميز التي تقدمها إمارة منطقة مكةالمكرمة، فجاء مقترح الأستاذ المالكي، لماذا لا تقدم جائزة للتميز العلمي والتربوي باسم الشيخ عبدالرحمن فقيه، فأخبرت الأستاذ المالكي أن يوصل هذا المقترح إلى صديقنا جميعا الأستاذ ناصر مهنا، مدير عام إدارة مدارس فقيه، ليقوم بدوره بإيصال المقترح للشيخ عبدالرحمن فقيه، ولا أدري حتى اللحظة إن كان قد أوصل هذا المقترح أم لا؟. ومن خلال منبر الندوة، هذا المنبر الإعلامي المكي، أضع هذا المقترح بين يدي سعادة الشيخ عبدالرحمن فقيه، لتبني جائزة علمية يطلق عليها اسمه، تخدم مجالات مختلفة، وتدور حول عدة محاور، منها العلمي والثقافي والإبداعي والفني التشكيلي وغير ذلك، كما تمنح الجائزة لأوائل خريجي المدارس بمكةالمكرمة... هذه خطوط عريضة يمكن أن تدرس وتتطور من خلال لجنة أو عدة لجان تقوم بوضع دراسة مستفيضة، مبنية على أسس مقننة لتخرج لنا دراسة تجسد لنا الجائزة على أرض الواقع... ويمكن أن تكون هذه الجائزة خاصة بمدارس وطلاب العاصمة المقدسة فقط، أو يمكن أن تشمل مستقبلا منطقة مكةالمكرمة والمملكة... كما أقترح أن يحدد موعد لإقامة حفل سنوي تقدم فيه جائزة الشيخ عبدالرحمن فقيه، للفائزين بها. ولاستمرار هذه الجائزة أيضا أقترح بأن يكون لها وقف خاص بها، كما اقترحت أعلاه أن يكون للمدارس أوقافا. هذا إذا رأى الشيخ عبدالرحمن فقيه أهمية هذه الجائزة ونجاحها وأثرها الذي سيعود نفعه على المجتمع التربوي والتعليمي بمكةالمكرمة. وأعتقد بأن هذه الجائزة سيكون لها أثر كبير على دفع عجلة التنافس العلمي والأدبي والثقافي والفني بمكةالمكرمة، كما سيكون لها أثر فاعل على تشجيع وتنمية قدرات طلاب ومدارس أم القرى، في المجالات المختلفة التي ستحدد بواسطة لجان خاصة بالجائزة. وأقترح أن يكرم في حفل الجائزة النخبة المتفوقة والأعلام البارزين من الذين خدموا ويخدمون العلم بمكةالمكرمة، وكذلك من يقدمون جهودا مشكورة في مجال التربية والتعليم بأم القرى. فأرجو أن يتبنى سعادة الشيخ عبدالرحمن فقيه هذه الجائزة، وهو قادر إن شاء الله على ذلك، و(مكة وأهلها يستاهلون). وسيذكر التاريخ للشيخ عبدالرحمن فقيه هذه اللفتة وهذا التميز في هذا المجال، وحقيقة تفتقد مكةالمكرمة مثل هذه الجوائز الشخصية أو جوائز المؤسسات التي تعنى بتشجيع البحث العلمي وتشجيع طلبة العلم ودور العلم في جميع المجالات المختلفة. والله من وراء القصد....ويا أمان الخائفين....