في أول نجاح تحققه الجهود القانونية للرد على الرسوم المسيئة للرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، التي نشرتها الصحف الدانمركية، أعلنت صحيفة بوليتيكن (واحدة من أكبر الصحف الدانمركية التي شاركت من قبل في نشر هذه الرسوم) اعتذارها للمسلمين عما بدر منها من إساءة في حق الإسلام والمسلمين ونبيهم الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. وقد نشرت صحيفة بوليتيكن في يوم الجمعة 26 فبراير 2010، الموافق 12/03/1431ه، اعتذارها ونص التسوية التي تمت بينها وبين مكتب أحمد زكي يماني (محامون ومستشارون قانونيون)، الوكيل عن (هيئة إيلاف آل البيت العالمية) والتي تتواجد في ثماني دول وهي المملكة العربية السعودية، مصر، الأردن، ليبيا، لبنان، قطر، استراليا، وفلسطين، وتضم أكثر من (95.000) خمسة وتسعين ألف عضو ممن يصل نسبهم إلى مقام الرسول صلى الله عليه وسلم. وقال فيصل أحمد زكي يماني، الشريك التنفيذي لدى مكتب أحمد زكي يماني (محامون ومستشارون قانونيون)، ورئيس فريق قضية نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم: “نحمد الله على نجاحنا في التوصل إلى هذه التسوية مع هذه الصحيفة الدانمركية التي اعترفت بخطئها وقدمت اعتذارها وعدم رغبتها تكرار ما أقدمت عليه من إساءة للمسلمين ونبيهم الكريم صلى الله عليه وسلم. وقد كنا نتمنى أن تقبل الصحف جميعها التي نشرت الرسوم المسيئة بالتسوية التي قبلت بها صحيفة بوليتيكن التي نشرت الاعتذار تجنباً لمقاضاتها في الدعاوى التي سنقوم برفعها للمطالبة بتقديم اعتذار وتعويض مادي لأصحاب المصلحة الذين فوضوا مكتبنا القانوني بالإضافة إلى فريق من أعرق المحامين الدوليين برفع دعوى نيابة عنهم ضد الصحف الدانمركية. وأشار يماني إلى أنه بناءً على تفويض “هيئة إيلاف آل البيت العالمية” لمكتب أحمد زكي يماني (محامون ومستشارون قانونيون)، قام بمخاطبة الصحف الدانمركية السبع عشرة أكثر من مرة طالباً منها تقديم الاعتذار تجنباً للملاحقة القضائية والغرامة المالية. وقد قبلت صحيفة بوليتيكن التسوية الودية واستجابت لطلبنا بتقديم الاعتذار ورفع الرسوم المسيئة من على مواقعها الالكترونية. وقال يماني: نجحنا في التوصل إلى تسوية مع هذه الصحيفة، أما باقي الصحف فسوف نمضي قدماً في رفع دعوى قضائية ضدها نيابة عن هيئة إيلاف آل البيت العالمية بصفتهم الطبيعية كونهم من نسل الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، وتضرروا مثل جميع المسلمين في العالم من جراء نشر الرسوم المسيئة. وأضاف: طلبنا من الصحف الدانمركية ثلاثة مطالب، وهي: أولاً: تقديم الاعتذار عما بدر منها بنشر الرسوم المسيئة، ونشره على صفحاتها. ثانياً: إزالة الرسوم المسيئة من على جميع المواقع الالكترونية الخاصة بهذه الصحف أو التابعة لها. ثالثاً: التعهد بعدم إعادة نشر مثل هذه الرسوم مرةً أخرى. وقد استجابت صحيفة بوليتيكن طبقاً لما قامت بنشره. وأكد فيصل أحمد زكي يماني قائلاً: من وجهة نظرنا، جميع الرموز الدينية لكافة الأديان، مثل السيدة مريم العذراء، والسيد المسيح عيسى ابن مريم، والنبي موسى عليه السلام وغيرهم، إضافةً إلى شخصيات ساهمت في تطور الإنسانية (بالطبع لا أقارنها بالرسل والأنبياء) مثل غاندي، ونيلسون مانديلا، ومارتن لوثر كنج، وداليلاما، ومن العلماء أيضاً الذين أثروا في تاريخ البشرية وتركوا بصمة لا تنساها الإنسانية مثل ابن سينا، وابن الهيثم، وألبرت أينشتاين، وغيرهم، جميعهم يستحقون الاحترام والحماية من التشهير والسخرية. لماذا؟ لأنهم يعطون معنى ويؤدون دوراً هاماً وقيماً في حياة الناس الذين يؤمنون بهم. وكانت صحيفة يولاندس بوستن الدانمركية أول من أعربت عن استهزائها بالرسول، صلى الله عليه وسلم، وذلك في 30 سبتمبر من عام 2005م، حين نشرت مقالة في الصفحة الثالثة بعنوان (وجه محمد) ونشرت معها اثني عشر رسماً فيها استهزاء وسخرية من مقام الرسول، صلى الله عليه وسلم، ومن بينها رسم للرسام الكاريكاتوري ويسترجارد. وفي اليوم التالي قامت ست عشرة صحيفة دانمركية أخرى بإعادة نشر ما نشرته يولاندس بوستن من هذه الرسوم. وقد أثارت هذه الرسوم المسيئة غضب الكثير من الشعوب الإسلامية، فخرجت في مظاهرات صاخبة، وقامت بمقاطعة المنتجات الدانمركية. مما دفع بهيئة إيلاف آل البيت العالمية، بصفتهم أصحاب الصفة الاعتبارية لارتباط نسبهم بمقام الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، إلى تفويض مكتب أحمد زكي يماني (محامون ومستشارون قانونيون) لمخاطبة الصحف الدانمركية للتوصل إلى تسوية ودية أو مقاضاتهم. وأشار يماني أن هذا ما قمنا به بالفعل وكانت هذه أول قطفة من ثمار ما زرعناه بتوفيق من الله وبحمده. وختم يماني قوله في خطابه الذي ألقاه في فندق فينيسيا انتركونتننتال بيروت:” اسمحوا لي أن أكون واضحاً، إنني سوف أواصل ما كلفت به من قبل موكلي لمتابعة هذه القضية من الناحية القانونية، إذا لزم الأمر، ومع ذلك أنا وزملائي من الفريق القانوني نيابة عن موكلي سوف نواصل جهودنا لتسوية هذه المسألة ودياً لنتجنب النزاع لدى جهات قضائية متعددة ولنتجنب المطالبة بالتعويضات المادية عن الأضرار لصالح موكلي. وبكل أمل أتقدم بطلبي للمرة الثانية إلى رؤساء تحرير الصحف الدنماركية وأدعوهم إلى محاولة فهم وجهة نظرنا، والتوقف عن التصرف بطريقة عدوانية وذلك لتحسين صورة الدانمارك والحفاظ على العلاقات التجارية. لقد لاحظت شجاعة رد فعل المواطنين الدانمركيين أثناء الحرب العالمية الثانية والذين خاطروا بحياتهم لإنقاذ المواطنين اليهود من فظائع المحرقة. أنتم أمة قيادية في مجال الطب وإنتاج الألبان والنقل البحري وصناعة الطاقة، وإنه لمن المؤسف أن تؤثر فئة قليلة بشكل سلبي على صورة المجتمع الدنماركي بأكمله.