صادرت قوات الأمن في السلطة الفلسطينية السبت مبالغ كبيرة من الأموال وعددا من المساكن في الضفة الغربية من أشخاص تتهمهم بالتآمر لقتل مسؤولين حكوميين. ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أمني طلب عدم نشر اسمه أن الدليل (سيعلن فقط في تاريخ لاحق) لكنه أوضح أن الأسابيع القليلة الماضية شهدت اعتقال رجال معروفين بعلاقاتهم مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في عدد من المناطق بالضفة الغربية. وأضاف المسؤول أن (قوات الأمن صادرت ما يقرب من 8.5 مليون دولار نقدا منذ مارس الماضي حتى الآن، واعتقلت عددا من الأشخاص اشتروا مؤخرا منازل متاخمة لمنشآت حكومية وعسكرية خاصة في مدينة نابلس، وسنعلن الأدلة في الوقت المناسب). وأضاف أن المحققين اشتبهوا بأن مواقع المنازل تسمح لهؤلاء الأشخاص الموالين لحماس بمراقبة تحركات المسؤولين الحكوميين وقوات الأمن. وأوضح المسؤول أن قوات الأمن صادرت ملابس رسمية تستخدمها أجهزة الأمن الفلسطينية، مضيفا (نية حماس هي إنشاء أجهزة أمن موازية في الضفة الغربية). ولم يصدر تعليق فوري من حركة حماس. وكانت حماس وفتح تبادلتا الاتهامات باعتقال عدد من عناصرهما، بينما ذكر متحدث باسم فتح أن معتقلين من حركة حماس (اعترفوا) بتعقب تحركات الرئيس محمود عباس وهو ما نفته الحركة كليا. ففي بيان رسمي صدر عن حركة حماس السبت اتهمت الأخيرة الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية باعتقال ثمانية من أعضائها بينهم اثنان أفرجت عنهما السلطات الإسرائيلية مؤخرا، وذلك في حملة جرت الجمعة في مدن قلقيلية والخليل وسلفيت ورام الله. وفيما اعتبرته نوعا من تبادل الأدوار، قالت حماس إن قوات إسرائيلية اعتقلت ثلاثة من عناصرها بعد أيام من قيام أجهزة الأمن الفلسطينية بالإفراج عنهم. بالمقابل، اتهمت كتائب شهداء الأقصى -الذراع العسكري لحركة فتح- في بيان لها أجهزة الأمن التابعة للحكومة المقالة في غزة باعتقال المتحدث باسمها محمد أبو عرمانة. ونقل عن النائب في المجلس التشريعي عن حركة فتح أشرف جمعة قوله إن أجهزة الأمن طلبت من أبو عرمانة مراجعتها السبت ولم تطلق سراحه حتى الآن. وفي تصريحات صحفية صدرت السبت، قال المتحدث باسم حركة فتح في الضفة الغربية فهمي الزعارير إن معتقلين من حركة حماس (اعترفوا بمراقبة مواكب كبار المسؤولين بمن فيهم الرئيس محمود عباس) وإن (جميع الاعترافات موثقة بالصوت والصورة). ووفقا لما ذكره الزعارير، تم اعتقال المجموعة قبل نحو عشرة أيام في رام الله والخليل حيث تحظى حماس بتأييد شعبي كبير، متهما الحركة بعرقلة حوار المصالحة في القاهرة وخلق القلاقل والبلبلة في الضفة الغربية. ونفت حركة حماس على لسان المتحدث باسمها مشير المصري هذه الاتهامات، واعتبرتها (محاولة يائسة ومكشوفة) لتبرير ما وصفه المتحدث ب(المذبحة والمجزرة التي ترتكبها السلطة ضد حماس في الضفة الغربية لتمهيد الطريق لتطبيق خطة خارطة الطريق والتنسيق الأمني مع إسرائيل).