إن كان من حق الشركة السعودية للكهرباء مطالبة مشتركيها بسداد قيمة الاستهلاك وخدمة العداد وغيرها من مبالغ ماليه لقاء إيصال الشبكة الكهربائية فان من حق المشتركين مطالبة الشركة بتوفير الخدمة وبشكل جيد لا أن يتحول المشترك في حال الإبلاغ عن عطل إلى كرة مضرب يقذفها موظف من هنا إلى آخر هناك عبر قسم البلاغات خاصة خلال فترة الصيف التي تتحول فيها الخدمات الكهربائية إلى مايشبه المسلسلات التلفزيونية الموسمية فنرى رداءة الخدمة وكثرة الانقطاع دون أن نجد صيانة مسبقة سواء للمولدات أو حتى المحطات . وان التزم المشترك الصمت ورضخ للأمر الواقع فان هذا يعني استمرارية الانقطاع صيفا وقد يستمر شتاء وان أجرى اتصالا هاتفيا للبلاغ عن عطل فيكون قد ارتكب خطأ لايغتفر إذ لابد له من الانتظار ساعات حتى يتفضل مأمور البلاغات بالرد عليه وتسجيل بلاغه . أما إن تجرأ وسعى لتقديم شكوى اعتقادا منه بأنها ستخفف من معاناته ولو بشكل جزئي فانه يكون على خطأ لأن الشكوى من وجهة نظر مسئولي الشركة لا تنقل معاناة مواطن أو تضرره لكنها تمثل روتينا يومياً مثلها في ذلك مثل ورقة التقويم التي يتم نزعها صباح كل يوم . وقبل أن ينبري قلم إدارة العلاقات العامة مبرئا الشركة من أخطائها ومحملا المشتركين أخطاء الانقطاعات ومتحدثا عن مشاريع مستقبلية برفع الطاقة الانتاجية فإنني أسال أيعقل أن ينقطع التيار الكهربائي على مدى أكثر من خمس ساعات في مدينة كمكة المكرمة وليس هناك مجيب على اتصال؟ . إن كانت هناك فرق صيانة تجوب المحطات وأخرى ميدانية لمتابعة البلاغات على مدار الساعة فأين هي من الأعطال التي يتعرض لها المشتركون ؟ إن مايؤسف إليه أن مسئولي الشركة السعودية للكهرباء قد راق لهم تكييف المكاتب وروعة التصاميم والإضاءة والخطوط الهاتفية والأجهزة اللاسلكية ففضلوا البقاء داخلها لرسم الخطط الحالية والمستقبلية والابتعاد عن معاناة المواطنين وشكاواهم . لقد تكبدت المراكز التموينية خسائر مادية فادحة نتيجة لتلف المواد الغذائية داخل الثلاجات ونامت الأسر على شمعات مضاءة وأخرى لم يحالفها الحظ في العثور على شمعة فنامت في الظلام كل هذا يحدث وأكثر ومسؤولو الكهرباء يبررون ماحدث بكلمة مستهلكة مضمونها يقول (نتيجة لارتفاع كمية الاستهلاك صيفا) فهل سنظل سائرين على هذا الرتم كل عام؟. ولماذا يعاقب المواطن بفصل التيار عنه في حال عدم السداد ولاتعاقب الشركة السعودية للكهرباء بكثرة أعطالها ؟. هناك أكثر من سؤال لكن الإجابة على واحد منها أصبح غير ممكن في ظل احتجاب مسئولي شركة الكهرباء عن المواطنين ووضع أرقام هاتفية لاتجيب كرمز من رموز التواصل في عصر تكنولوجيا الاتصالات . فهل سنرى أياً من مسئولي شركة الكهرباء يتحدث بصراحة عما يحدث داخل أروقة الشركة من إهمال لحقوق المشتركين وضياع لمطالبهم سواء تمثلت في انقطاع التيار أو تأخر إيصال التيار للمشتركين الجدد .