قد يكون التحريض العميق للدماغ أكثر فائدة من غيره من العلاجات لمرضى باركنسون في مراحله المتقدمة، إلا أنها أكثر خطورة، حسب دراسة حديثة نشرت في The Journal of the American Medical Association. ويتطلب تحريض الدماغ العميق، زرعاً جراحياً لأقطاب كهربائية، مع أداة خاصة في الدماغ، تعمل على تحريض مناطق معينة فيه. وقد أظهرت الدراسة حدوث تحسن واضح في مدى الإعاقة ونوعية الحياة مع هذه التحريضات مقارنة مع الأنواع الأخرى من العلاجات لمرضى الدرجات المتقدمة من مرض الباركنسون. ولكن من المؤسف أنه تم تسجيل أعراض جانبية لهذا التحريض، حسب ماورد في تعليق الباحثين، وعلى رأسهم الدكتور فرانسيس ويفر، من مركز تدبير الأمراض المزمنة المركبة، في مستشفى “في اي بهاين”، الذي أكد على أنه:” على الأطباء الاستمرار في موازنة احتمالات حدوث المخاطر قصيرة أوطويلة الأمد، مع فوائد التحريض الدماغي، لدى كل مريض على حدة.” وتضمنت الدراسة، التي أجريت في الولاياتالمتحدة بمشاركة 255 مريضا بالغا يعانون من درجات متقدمة من مرض الباركنسون، من بينهم حوالي 75% تجاوزوا سن السبعين. في البداية طلب من المرضى جميعا تسجيل أعراض مرضهم حسبما يشعرون بها بشكل يومي، حيث قام أطباء الجملة العصبية بتقييم مدى شدة هذه الأعراض عندما لا يكون المريض معالجاً بأي نوع من الأدوية. ثم تم تقسيم المرضى إلى مجموعتين، الأولى جرى تطبيق التحريض الدماغي عليها، والثانية أعطيت العلاج الدوائي المعتاد لهذا المرض فقط. وبعد مرور ستة أشهر، لوحظ أن مرضى المجموعة الأولى زادت الفترة الهادئة التي لا يتعرض فيها المرضى لمشاكل في الحركة حوالي أربع ساعات، إضافة إلى تحسن المستوى العام للمعيشة لديهم، وهذا ما لم يلاحظ لدى المجموعة الثانية. من جانب آخر، ظهرت آثار جانبية لهذا العلاج، منها وفاة أحد المرضى نتيجة مضاعفات أثناء عملية زرع الأداة في الدماغ، وآخر تم قبوله في المستشفى لخمسة شهور، بعدما أبدى تباطأ في نشاطاته اليومية، مع الشعور بهلوسات يومية غير مفسرة، إلا أن التأثير الجانبي الأكثر حدوثا كان الالتهاب الناجم عن الجراحة.