تستمر المعارك محتدمة في محيط مدينة كوباني (عين العرب) السورية الحدودية مع تركيا التي يدافع عنها مقاتلون سوريون اكراد لمنع تنظيم «داعش» من اقتحامها، فيما وعدت تركيا ببذل «ما بوسعها» لمنع سقوط ثالث اكبر المدن الكردية في سوريا. بينما، اتهمت وزارة الخارجية السورية تركيا بارتكاب عمل من أعمال العدوان وحذرتها من العواقب الوخيمة بعد ان فوض البرلمان التركي حكومة أنقرة الأمر بالقيام بتوغلات عبر الحدود لمكافحة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية. و اعلن الجنرال الاميركي جون آلن الذي ينسق تحرك التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية الجمعة، ان التخطيط لمعركة استعادة الموصل، ثاني المدن العراقية، قد يستغرق عاما. وصرح آلن الذي وصل الخميس الى العراق للصحافيين ان «العملية (لاستعادة) الموصل يمكن ان تستغرق حتى عام العملية ستبدأ في موعد اقصاه عام. وبث تنظيم "داعش" أمس شريط فيديو يظهر فيه أحد عناصره وهو يقطع رأس الرهينة البريطاني ألن هينغ. من جهته، تقدم رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر امس بمذكرة امام البرلمان تلحظ ارسال مقاتلات الى العراق ستشارك طوال ستة اشهر في الضربات الجوية التي تستهدف مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية. وسيصادق البرلمان رسميا الاثنين على هذه المذكرة في تصويت شكلي كون حزب هاربر يتمتع بغالبية كبيرة في مجلس العموم. فيما، شنت المملكة والولايات المتحدة والامارات، 6 غارات جوية في سوريا على جهاديي الدولة الاسلامية الخميس والجمعة، كما اعلن الجمعة مركز القيادة الاميركية لوسطى للشرق الاوسط وآسيا الوسطى (سنتكوم). إلى ذلك، قال رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو في مقابلة بثتها شبكة هابر-ايه تي في «لا نريد سقوط كوباني سنبذل كل ما في وسعنا حتى لا تسقط»، وذلك بعد أن اعطى البرلمان التركي الضوء الاخضر للجيش بتنفيذ عمليات عسكرية ضد مقاتلي تنظيم «الدولة الاسلامية» في سورياوالعراق. وردا على الموقف التركي، سارعت دمشق امس الى اعتبار «النهج المعلن للحكومة التركية انتهاكا لميثاق الاممالمتحدة الذي ينص على احترام السيادة الوطنية للدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية»، و»عدوانا موصوفا على دولة هي عضو مؤسس في منظمة الاممالمتحدة». وتبدو تركيا قلقة من تطورات الوضع في كوباني الواقعة على حدودها والتي تسببت المعارك في محيطها بنزوح 186 الف شخص على الاقل عبر الحدود التركية، بحسب السلطات. وشهدت المدينة الجمعة «القصف الاعنف» منذ بدء الهجوم في اتجاهها في 16 سبتمبر، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وارتفع إلى أكثر من ثمانين عدد القذائف التي أطلقها تنظيم «الدولة الاسلامية» على المدينة منذ الصباح. فيما افاد المرصد عن استمرار المعارك العنيفة على الجبهات الشرقية والغربية والجنوبية للمدينة. وشاهدت صحافية في وكالة فرانس برس في منطقة تركية حدودية صباحا دخانا اسود كثيفا فوق المدينة التي يحاصرها مقاتلو تنظيم «الدولة الاسلامية». وقال المرصد السوري إن «وحدات حماية الشعب دمرت صباح الجمعة آليتين تابعتين لتنظيم الدولة الاسلامية على بعد اقل من كيلومترين جنوب شرق كوباني». ورغم تقدم المسلحين المتطرفين خلال الساعات الماضية، لم ينفذ التحالف الدولي بقيادة واشنطن اي غارات على مواقع تنظيم «الدولة الاسلامية» في محيط كوباني. بل افاد بيان للقيادة العسكرية الاميركية عن تنفيذ ست غارات الخميس والجمعة استهدفت مواقع للمسلحين المتطرفين في جنوب محافظة الحسكة (شمال شرق) وجنوب شرق دير الزور (شرق سوريا) وشمال الرقة (شمال) حيث اصيب معسكر تدريب ومصفاتا نفط يشكلان مصدر تمويل للتنظيم، بالاضافة الى هدف في محافظة حلب (شمال). وتقع كوباني في محافظة حلب، لكن الغارات لم تشمل مناطق المعارك في محيطها. ومنذ يوم امس الأول، بات المسلحون المتطرفون على بعد كيلومترين او ثلاثة من الجهة الغربية للمدينة، وعلى بعد مئات الامتار من جهاتها الشرقية. وطالب مسؤول كردي محلي ادريس نحسان بمساعدة دولية «في هذه المعركة ضد الارهاب» وباسلحة وذخائر. وقال «نحن ندافع عن كوباني. نحن (نقاتل) وحدنا». وقال برهان اتماكا الذي شهد المعارك قبل وصوله الى المركز الحدودي التركي مرشد بينار «انها مجزرة ترتكب امام اعين العالم باسره». واضاف ان «العالم يبقى صامتا في وقت يتعرض الاكراد الى مجزرة». وتتيح السيطرة على مدينة عين العرب لتنظيم «الدولة الاسلامية» التحكم بشريط حدودي طويل وواسع محاذ لتركيا. ومنذ بدء الهجوم استولى تنظيم الدولة على نحو سبعين قرية في محيط مدينة عين العرب. وسيطر التنظيم منذ يونيو الماضي، بفضل عشرات آلاف المقاتلين الذين جندهم في المنطقة او استقدمهم من الخارج، على مناطق واسعة في شمال وشرق سوريا ومناطق واسعة في العراق المجاور. وقد تمكن الجمعة من السيطرة على مناطق عدة في قضاء هيت في محافظة الانبار بعد معارك دامت يومين مع قوات الجيش والشرطة. ويقع قضاء هيت على بعد 150 كلم غرب مدينة بغداد. ولا تزال الاجزاء المهمة في المدينة وبينها الطريق الرئيسي الذي يربط القضاء بمدينة تكريت، والطريق الاخر الذي يؤدي الى معبر القائم الحدودي، بيد الجيش. وما زالت الجهة الثانية من القضاء ايضا بيد ابناء عشائر البو نمر التي تساند القوات الامنية. وتعد هيت احدى ابرز المناطق التي يسعى التنظيم للسيطرة عليها، من اجل قطع الامداد على قضاء حديثة الاستراتيجي الذي يضم احد اكبر السدود في البلاد.