أفاد شهود عيان بأن مقاتلي الدولة الإسلامية «داعش» شددوا حصارهم على مدينة كوباني الاستراتيجية على حدود سوريا مع تركيا أمس الجمعة وصدوا القوات الكردية وأطلقوا قذيفتين على الأقل على الأراضي التركية. في المقابل، شق مئات المتظاهرين غير المسلحين على الجانب التركي من الحدود طريقهم عبر سور من الأسلاك الشائكة تضامناً مع أكراد سوريا واندفعوا نحو كوباني في محاولة على ما يبدو للمساعدة في الدفاع عن المدينة. وبدأ «داعش» هجومه على كوباني منذ أكثر من أسبوع وحاصرها من 3 جهات ما دفع أكثر من 140 ألف كردي من المدينة والقرى المحيطة إلى عبور الحدود مع تركيا. وقال مصدر إن مقاتلي التنظيم المتشدد سيطروا فيما يبدو على تلٍّ كان مقاتلو وحدات حماية الشعب، وهي الجماعة المسلحة الكردية الرئيسة في شمال سوريا، يشنون منه هجمات على مقاتلي التنظيم خلال الأيام القليلة الماضية. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقره بريطانيا ويراقب الحرب، أن مقاتلي «داعش» سيطروا على قرية تبعد نحو 7 كيلومترات إلى الشرق من كوباني. إلى ذلك، ترددت أصوات المدفعية ونيران الأسلحة الآلية عبر الحدود السورية- التركية وسقطت قذيفتان على الأقل على الجانب التركي. وفيما لم ترد على الفور تقارير عن وقوع خسائر في الأرواح في تركيا، وصلت قوات الأمن لفحص الموقع. وقال المزارع حسين تركمان (60 عاماً) بينما كانت تتردد في الخلفية نيران الأسلحة الخفيفة في التلال السورية إلى الجنوب «نحن خائفون سنأخذ السيارة ونرحل». وكانت القوات الكردية أعلنت أمس الأول الخميس أنها صدت تقدم مقاتلي «داعش» صوب كوباني لكنهم طلبوا مساعدة الغارات التي تقودها الولاياتالمتحدة لتضرب دبابات المقاتلين وأسلحتهم الثقيلة. وأفاد نائب المسؤول عن الشؤون الخارجية في منطقة كوباني، إدريس ناسان، بأن الاشتباكات تتحرك بين شرقي وغربي وجنوبي المدينة وأن هناك نشاطاً على الجهات الثلاث. وأشار إلى أن مقاتلي «داعش» يحاولون جاهدين الوصول إلى كوباني وأن هناك مقاومة من وحدات حماية الشعب وسكان كوباني إضافةً إلى متطوعين من شمال كردستان. وتقع كوباني على طريق يربط شمال سوريا بالشمال الغربي، وحالت سيطرة الأكراد على المدينة دون تعزيز «داعش» مكاسبه. وقال ناسان متحدثاً عن مقاتلي التنظيم المتطرف «إذا دخلوا كوباني فسيجدون الكل مسلحاً، الكل مسلح ويقاوم حتى أنا نائب وزير خارجية منطقة كوباني ومع ذلك أنا رجل مسلح أيضاً ومستعد للدفاع عن كوباني». وأضاف «كل فتاة وكل شاب وكل رجل يمكنه القتال يحمل السلاح.. هم جميعاً مسلحون ومستعدون للدفاع والقتال».