نظرًا لكثرة التقلبات الحاصلة على المستوى العالمي وكذلك الإقليمي والمحلي وعدم ضمان استقرار الوضع الاقتصادي أصبح لزاما على كل أسرة أن تولي اهتماما بالغا بتوفير مبالغ مالية لمواجهة أي أزمة قد تعصف بها، وذلك بالطبع بعد التوكل على الخالق سبحانه وتعالى فهو وحده الرزاق. ويعرف هذا المبلغ في الميزانية بمسمى (بند الطوارئ) والذي أصبح يشكل بندا رئيسا ومهما في هذه الفترة، لذلك من المهم أن نتعرف أكثر على محتويات بند الطوارئ وما يجب أن يحتوي عليه: من المحتويات المهمة توفير قيمة إيجار المنزل والذي في الغالب يتطلب مبلغ ستة أشهر لأن لوجود المأوى عاملا مهما في استقرار الوضع الأسري عند الأزمات. أيضا توفير مالا يقل عن ثلاثة أشهر من المبالغ المخصصة للتموين الغذائي، ومثله كذلك ما يتعلق بالاستهلاك الكهربائي مع أهمية الترشيد. وإن كانت هناك أقساط مستحقة لفترات طويلة جدا فيراعى توفير دفعات ثلاثة أشهر كحد أدنى ؛ لأن الشركات المطالبة في الغالب لن تصبر على التأخير، وستتخذ إجراءات قانونية مما يسبب مشكلة أخرى نحن في غنى عنها. ومن المحتويات المهمة لبند الطوارئ ما يخص العلاج الطبي والمستلزمات الطبية؛ خاصة لمن يعانون من أمراض مستعصية ومزمنة عافانا الله وإياكم منها، ولا يحملون تأمينا طبيا خاصا بذلك. في الحقيقة المحتويات كثيرة وتشمل أغلب بنود الميزانية مثل راتب الخادمة والسائق، أقساط المدرسة، الاتصالات والمواصلات، مما يعني أن نقوم بتوفير ما يضاهي دخلنا الشهري لمدة ثلاثة أو ستة أشهر كحد أدنى. أما إذا استطعنا أن نقوم بتوفير ما يعادل دخل سنة كاملة فنحن نحقق أحد مبادئ الاكتفاء الذاتي وهي أولى خطوات صعود سلم الثراء. إن أهمية العناية ببند الطوارئ هو بمثابة العناية الصحية بميزانيتنا المالية، وعدم الحاجة إلى اللجوء إلى الديون والقروض بإذن الله عزوجل. لذلك وجب العناية بهذا البند بتخصيص مبلغ ثابت لها إلى أن نصل إلى تغطية مصاريفنا المعيشية للفترة التي نحددها ثم نقوم بعدها بتطوير البنود الأخرى مع أهمية تعويض بند الطوارئ كلما أخذنا منها. حمانا الله وإياكم من أي مكروه، ودمتم في ثراء. [email protected]