بات حي أبو مراغ بمخطط العمرة عرضة للغرق بعد أن غمرته المياه الجوفية ومياه الصرف الصحي من كل اتجاه مما أدى إلى تصدع منازل بعض الأهالي. وفيما خرج بعض السكان من منازلهم ترك بعضهم الأدوار السفلية، وهربوا الى الأعلى بسبب الدمار الذي حصل لها من جراء ارتفاع منسوب المياه داخل الأرض ولا تزال أمانة العاصمة المقدسة وشركة المياه الوطنية تتقاذف التهم بالتسبب في الوضع الحالي للمخطط الذي ظل لعامين وتفاقم في الستة أشهر الأخيرة. وأكد إبراهيم الشيخي المتحدث باسم السكان في الحي أن إهمال الحي ظل لأكثر من عامين وبعد عدة شكاوى لشركة المياه الوطنية وأمانة العاصمة المقدسة اكتفوا بتحليل المياه ومعرفة أسباب طفح المياه ولم يتم عمل أي شيء تجاه الحي وقال: يعاني أصحاب المنازل من هبوط أرضيات الغرف الداخلية بالدور الأول. وأضاف فيصل الأحمدي أن بعض السكان هجروا منازلهم واتجهوا للاستئجار خارج الحي بعد مطالبتهم بإيجاد حلول سريعة تمكنهم من العيش داخل المخطط مشيرًا إلى أن التجمعات المائية الموجودة أصبحت بيئة خصبة للحشرات والبعوض وحمى الضنك لاسيما حالات الاشتباه بإصابات مرض حمى الضنك التي سجلها مستشفى حراء من هذا الحي. فيما تحدث مريف البارقي عن اختلاط التيار الكهربائي داخل فناء منزله بالماء ودخول الماء إلى خزان الكهرباء والذي أصبح مخيفا وخاصة لأبنائه الصغار خوفا عليهم من حالات الالتماس الذي تحدثه الكهرباء بسبب تفاعلها مع المياه. وذكر سعود اللحياني أن المياه قامت بتشريد السكان من منازلهم كما قامت بتدمير حديقة الأطفال، وأشار إلى أن بعض السكان قاموا ببيع منازلهم فيما قام آخرون بهجر الأدوار السفلى والهروب نحو الأدوار العليا بسبب دخول المياه إلى وسط المنزل، وأضاف: قمنا بتعمير المنازل بواسطة قروض بنك التنمية العقاري والآن نحن مجبرون على السكن فيها وتسديد قيمة القروض على الرغم من أنها أصبحت لا تصلح للسكن. ولفت رائد المجنوني إمام المسجد الى أن الأماكن المحيطة بالمسجد ومواقف السيارات مليئة بالمياه مما يصعِّب وصول المصلين إلى المسجد خاصة كبار السن الذين يضطرون للمكوث في المسجد حتى انتهاء الصلوات للبعد عن المياه التي تحول بينهم وبينه. كما أشار محمد المحمادي إلى أن مجمع المدارس لم يكمل أشهرًا إلا واضطرت إدارة التعليم لتغيير جميع أرضياته بسبب دخول المياه إليه. بدوره أكد رئيس بلدية العمرة الفرعية المهندس حسن خونكار ل»المدينة» أن مشكلة مخطط أبو مراغ عبارة عن مياه جوفية مختلطة بمياه صرف صحي وقد بدأت منذ أكثر من عامين وتفاقمت في آخر ستة أشهر منذ أن قامت شركة المياه الوطنية بإيصال المياه إلى المنازل. واشار إلى أن بلدية العمرة الفرعية قامت بعدة اختبارات وتجارب وتحليل للمياه للتأكد من أن مواسير المياه التي قامت بإيصالها الشركة الوطنية ليست المسبب الرئيسي للمشكلة واتضح أنه عندما تم إيصال الماء إلى المنازل ارتفع منسوب المياه الجوفية واختلطت بمياه الصرف الصحي لا سيما أن المنطقة ليس بها تصريف للمياه. وأوضح أن بلدية العمرة تقوم بشكل متكرر بسحب كميات المياه من الشوارع وتم الخروج بتوصيات جاري العمل عليها وتوفير حلول كتوصيل خدمات الصرف الصحي وتخفيض منسوب المياه الجوفية. من جانبه أكد مصدر مسؤول بشركة المياه الوطنية بمكة أن الأمانة تتحمل مشكلات المياه داخل المدن سواء بسحبها أو إيجاد حلول لها وأن الشركة غير معنية بإيجاد حلول سريعة لحي أبو مراغ وأن أمانة العاصمة هي الجهة المسؤولة عما يحدث داخل المخطط. مشيرًا إلى أن شركة المياه وضعت ضمن خطتها حي أبو مراغ ولن يتم حل هذه المشكلة من قبل الشركة إلا بعد عامين بعد انتهاء مشروع الصرف الصحي.