تسببت طفوحات المياه الجوفية بحي الأجاويد جنوبيجدة في تدمير الطرق والشوارع الأمر الذى حال بين السكان وبين الوصول إلى منازلهم كما أوجد بيئة خصبة لتناقل الأمراض الخطرة ك»حمى الضنك»، وكانت المدينة قد التقت عددًا من الملاك لمنازل في حي الأجاويد واستمعت لمعاناتهم التى استمرت 3 أعوام حيث أكد الأهالى أن المياه غطت الأدوار السفلية لمنازلهم وأعاقت الوصول إليها بالسيارات لافتين إلى تضرر بعض الملاك بعد خروج المستأجرين من منازلهم للصعوبات التي لاقوها في الحي واستمرار المعاناة دون تدخل رسمي طيلة العامين الماضيين، وتقتصر الجهود على مبادرات شخصية من الأهالي بجلب صهاريج لشفط المياه من البحيرات التي تكونت بفعل التسرب. معاناة الأمرّين حسن النهاري يقول: «إنهم أصبحوا يعانون الأمرّين من ارتفاع المياه الجوفية التي تهدد حياتهم وحياة أبنائهم في الحي فاٌقل الأخطار انتشار البعوض بشكل كبير وأيضا الأضرار التي لحقت بالمنازل فالعديد من السكان هجروا الأدوار الأرضية من منازلهم ولم تعد صالحة للسكن بسبب مداهمة المياه لهم من تحت الأرضيات»، وأضاف النهاري: «إن خزانات المياه مملوءة بشكل دائم وأن السبب مداهمة المياه الجوفية لخزانات الشرب واختلاطه بالمياه المحلاة وكذلك اختلاط مياه الصرف الصحي مع المياه الجوفية، مما أجبرنا على إحضار وايتات الصرف الصحي بشكل يومي»، وأضاف قائلًا: «إن وايتات الصرف ترفض سحب مياه الصرف الصحي بحجة أن نسبة الملوحة في المياه لدينا عالية». مداهمة المياه يحيى المالكي يقول: «إنه سكن في الحي قبل شهرين وللأسف لو كنت أعرف مشكلة المياه الجوفية في هذا الحي لما دفعت ريالاً واحدًا للإيجار في هذا الحي، فقد كنت اعتقد أن الحي نموذجي ومرتفع وبعيد عن السيول والمياه الجوفية غير أن الوضع كان مختلفًا حتى إن المياه كانت تداهمهم في منزلهم ومن تحت الأرضيات». وقال: «إن جهود الأهالي جعلتهم يقومون بتركيب مضخة لسحب المياه الجوفية من أمام منازلهم ونقلها لمحل آخر وتخفيض المنسوب حتى لا تدهم المياه المنازل». وذكر المالكي: «إنه بدأ يفكر في الخروج من الحي والبحث عن منزل آخر بعدما اكتشف حال الحي وما يعانيه السكان»، وقال: «بما أنني مستأجر فسأبحث عن حي أفضل من هذا الحي». تغيير الأرضيات ويبدي عبدالهادي الزهراني أسفه على وضع الحي ويقول: «إن المباني حديثة في الحي ولكن للأسف في كل عام يجب على مالك العمارة تغيير كامل الأرضيات بسبب مداهمة المياه للمبنى ودخول المياه الى المنزل». مصدر مطلع في الشركة أشار الى قرب الانتهاء من وضع تصاميم المشروع الخاص والهادف الى تجفيف المياه الجوفية في 18 موقعًا حرجًا جرى تحديدها في مدينة جدة ومن ضمنها حي الأجاويد بعد أن أوكلت المهمة للشركة من قبل إمارة منطقة مكةالمكرمة قبل شهر مؤكدا أن التغير سيبدو واضحا في الأحياء المتضررة من تسربات المياه الجوفية خلال 3 أشهر، مشيرًا إلى أن شركة المياه الوطنية ستقوم ضمن المشروع بإنشاء شبكة خاصة لتجميع المياه الجوفية وتصريفها بطريقة آمنة. فى طريقها للحل من جانبه أوضح المشرف العام في الشركة الوطنية للمياه المهندس عبدالله العساف: «إن مشكلة حي الأجاويد جنوب المحافظة في طريقها للحل»، لافتا الى أنه تم تسليم المشروع لإحدى الشركات الوطنية المتخصصة في معالجة طفوحات المياه الجوفية، مشيرًا الى أن مدة العقد 6 - 8 أشهر وبقيمة 21 مليون ريال، ومؤكدًا في ذات الوقت الى أن شكاوى وملاحظات المواطنين الساكنين في الحي محل العناية والاهتمام وتأخذ من جميع المسؤولين في الشركة بأهمية قصوى، حيث إن الهدف هو خدمة المواطن في أي موقع من المحافظة.