النقد بطبيعته مستفز للشخص في الظروف العادية. فهو يبدو مثل عملية كشف المستور، وبيان القصور والأخطاء أمام الناس. ولكن أتعلمين أن هناك من يدفع مالا حتى يوجه له الآخرون النقد؟! من يؤلف كتابا، أو حتى يكتب مقالة، يحرص على أن يطلع قارئ ناقد على ما كتب، ليعطيه توجيهات تزيد ما كتب وضوحا، وأسلوبه ثراء، و قراءته فائدة. ولذلك فإن النقد الذي يصل إليك يمكنك الاستفادة منه بشكل كبير لو أحسنت التعامل معه، فكيف؟ النقد نوعان، نقد بناء يقصد منه توجيهك نحو الأفضل. وهذا وإن كان فيه قسوة، وأحيانا شدة في الأسلوب، إلا أنك يجب أن تهتمي به وتستفيدي منه. وهذا يكون من خلال معرفة مقصد الشخص الناقد ومدى صدقه. ومع أن النقد يكون أكثر فائدة وإيجابية إذا قدم بشكل هادئ ومناسب، إلا أنك يجب ألا يشغلك الأسلوب عن المضمون الصادق والناصح. وهناك نقد آخر، ألا وهو النقد السلبي الذي يضخم أخطاءك، ويبالغ في تضخيمها، وربما تزامن مع حرص على تشويه سمعتك أو كشف ستر الله عليك. ومن يوجه لك نقدا مثل هذا ينبغي عليك أن تستفيدي منه بشكل مختلف. أولها أن يجعلك تراجعين نفسك للتأكد من أنك لم تقعي في خطأ أو تقصير، وأن تكوني مستعدة لمن يريد النيل منك بأن تحرصي على عمل أمورك بشكل صحيح ومناسب. أما الفائدة الثانية، فهي أن تستشعري نعمة الله تعالى عليك بأن من يعمل بجد لابد أن يقابل حسادا في طريقه. وأن هذا من الابتلاء الذي يقيس مدى التزامك بطريق الصواب عند النجاح، وكيف تتعاملين مع الحساد الذين يعترضون طريقك. الخلاصة أنها أمور كلها في صالحك لو أحسنت التعامل معها، وفكرت فيها بشكل جيد قبل أن تندفعي بردة فعل غير مدروسة تجعلك تخسرين الموقف، وربما أشياء أخرى أكثر أهمية. عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود [email protected] @mshraim