نعم أنت غالية، بل غالية جدًّا، لكن هل تشعرين بقيمتك؟ وهل تشعرين أنك تستحقين مكانة عالية تتناسب مع «غلاك»؟! ثقي أنك لابد أن تشعري بأنك غالية، قبل أن تتوقعي من الآخرين أن يشعروا بغلاك! فإذا شعرت بغلاك فعلاً، فحينها لابد أن تعكسي هذا الشعور الداخلي في سلوكك الظاهري أمام الناس. فالمعروف أن الغالية لا ترخص نفسها، بل تحفظها من كل ما يقلل من قيمتها، وتحرص على كل ما يرفعها. وكما هو معلوم، فلا شيء يرفع قيمة الفتاة أكثر من سمعتها الطيبة، وبالمثل فلا شيء يقلل قيمتها أكثر من السمعة السيئة. والسمعة ترتبط بجانبين، سمعتك المرتبطة بأخلاقك وشرفك، وسمعتك المرتبطة بصفاتك ومزاياك. فالحفاظ على أخلاقك وشرفك أمر لا يمكن التنازل عنه ولو قليلاً، فإن أي كلمة عابرة قد تضرك وتسيء إلى سمعة عائلتك بأكملها. فلا تهتمي لمن يزين لك صورًا من الانحراف باسم الجرأة أو الحرية، أو بتعبير بعضهم حتى تصبحي «كووول». لذلك فإنه من الضروري جدًّا أن تحرصي على سلوكياتك ومظهرك العام، حتى يعكس بالفعل الصورة الطيبة التي تمثلك، فلا تنقلب لتعطي صورة خاطئة عنك أو عن أسرتك. أمّا سمعتك المرتبطة بصفاتك ومزاياك، فإنها مرآة لطريقة تعاملك مع الآخرين. فالناس من حولك يحبون من يتباسط معهم، ويتعامل معهم بإحسان ظن، ويتغافل عن أخطائهم وزلاتهم. كما أن صورتك تعكس صفاتك التي تمتازين بها عن غيرك، وتسرهم حينما يرونك. لذلك كوني مثل من ينتقي من التمر أحسنه، بأن تنتقي من أخلاق التعامل مع الآخرين أطيبها، وأكثرها أثرًا في نفوس متلقيها. ولعل من أبسط أمثلتها الحرص على مناداة مَن يكبرنك في السن بمقدار جيل «أو عشرين سنة» بلقب «خالة»، ومن يكبرنك بمقدار نصف جيل بكنيتها «أم فلان»، ممّا يعكس في نفوسهن شعورًا بأنك تحترمين وتقدرين مَن هن أكبر منك عمرًا؛ لأنك مؤدبة ونشأت في بيت أحسن تربيتك. عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود [email protected] @mshraim