قد لا تدركين في كثير من الأحيان مقدار الثروة التي تمتلكينها، قد تصل هذه الثروة إلى ما يعادل الملايين من الريالات. فهل خطر ذلك ببالك؟! هذه الثروة التي تمتلكين ليست بالضرورة بين يديك، ولكنها موجودة في ثنايا روحك وعقلك ونفسك. فهل استشعرت قيمتها يوما ما؟ لو نظرت إلى نفسك بمنظار «بانورامي» يلتف حول محيطك القريب والبعيد بزاوية مقدارها 360 درجة، لرأيت أنك تتمتعين في كثير من الأحيان بصحة وطاقة وذكاء. وهذه كلها أمور لا تظهر قيمتها إلا عند فقدها، أو حينما نرى بعين بصيرة بعض الذين حرموا منها حولنا، وكيف أن الله تعالى أنعم علينا بكمال تلك النعم. ولكي تقدري تلك الثروات غير المالية التي بيديك، تصوري كم من المال تساوي كل نعمة من النعم التي تتمتعين بها، وكم من الأموال سوف يدفعها الأثرياء مقابل كل نعمة حرموا منها، لو تيسر لهم الحصول عليها. ما يجب عليك لترفعي مستوى فائدتك من هذه الثروات غير المالية، أن تتعاملي معها بإيجابية وحماس. ومن ذلك أن تبني ما استطعت لذلك سبيلا على خبرات الآخرين وتجاربهم، حتى ترفعي مستوى استفادتك منها. استفيدي من وقت فراغك في تطوير مهاراتك وتنمية مواهبك حتى تصلين بها إلى أعلى مستوى ممكن. فسنوات عمرك والوقت المتاح لك الآن ربما لا يتكرر لك مستقبلا. لديك طاقة عالية، فأنت في مرحلة الشباب، ويمكنك تعلم مهارات جديدة في وقت قصير، مما يرفع قيمة الكنوز التي بيديك الآن، وتجعل قيمتها أيضا أعلى في المستقبل. لأن الخبرة والمهارة تتزايد قيمتها مع الزمن، عندما يحرص أصحابها على تطويرها والارتقاء بها. اعقدي العزم على استثمار كنوزك الحالية، وسترين كيف أنك في المستقبل بعون الله تعالى ستحولين هذه الكنوز إلى كنوز حقيقية، عندما تستفيدين منها في عملك أو وظيفتك، فزيدي كنوزك من الآن ولا تنتظري الغد. عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود [email protected] twitter:@mshraim