منتهى ما يتمناه المسلم هو دخول الجنة ، والاستمتاع بما أعده الله لعباده المؤمنين ، والحصول على راحة البدن والروح، والتلذذ بحياة جميلة ومريحة، ولقد كان من حكمة الله تعالى أن جعل الدنيا درجة إلى الآخرة، وعتبة موصلة إليها، فنعيم الجنة يفوق ما في الدنيا أضعاف مضاعفة ،وليس بينهما سوى تماثل الأسماء، "ففيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر"، وعندما يدخل أهل الجنة ويعيشون نعيمها تتقارب تلك النعم في أشكالها وصورها ولكن حقيقتها مختلفة فيقولون: "هذا الذي رزقنا من قبل"، والواقع أنه تشابه عليه "وأتوا به متشابها"، ولما كانت الدنيا مقربة للآخرة ومصولة إليها فإن الله جعل فيها من المتعة ما يجعل المرء يشتاق إلى الجنة وتتوق نفسه إليها؛ فقد أوجد سبحانه في الدنيا نعيماً يقرب إلى الذهن نعيم الآخرة، ومن ذلك راحة البدن وطمأنينة النفس، واستقرار الروح وابتهاجها، ومن أراد أن يشعر بسعادة الروح، ويتذوق نعيم رياض الجنة فسيجده في مواطن ذكر الله تعالى :"إذا مررتهم برياض الجنة فارتعوا، قالوا: وما رياض الجنة؟ قال حلق الذكر"، فارتعوا في رياض الجنة، وتمتعوا بنعيمها في الدنيا قبل الآخرة.