أوصى فضيلة أمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ صالح بن محمد آل طالب المسلمين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن والعمل على طاعته وأتباع أوامره واجتناب نواهيه داعيا فضيلته إلى وكل ما يقرب إلى الجنة من العمل الصالح والزهد بالدنيا وما فيها . وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها امس " إن بشارة الله للعابدين دار السلام ووعده لهم دار الجنان لقوله تعالى " ولمن خاف مقام ربه جنتان " مشيرا فضيلته إلى أن الحديث عن الجنة ترياق وسلوان وتشويق وأيمان وعند العمل الصالح تهفو القلوب إلى موعودها وترتجى الجنات من ربها ومعبودها فالجنة موعودرب العالمين وجائزته للمتقين العاملين وهي منازل الأنبياء وسكن الأصفياء والسعداء ومستقر الأولياء . وأوضح فضيلته أن الحديث عن الجنة هو حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح والمقصود منه شحذ الهمم وترقيق القلوب وتذكير النفوس وبشارة أهل الأيمان والسنة بما أعد الله لهم في الجنة لأنهم المستحقون لما اعد الله لهم في الدنيا والآخره مؤكدا فضيلته أن في الجنة يلقى عن المؤمن العناء ويستريح من الوعثاء ويحمد الله على هذا المستقر فالجنة منزهة عن كل المنغصات وهي نور يتلالا وقصر مشيد ونهر مضطرد وفاكهة كثيرة وزوجة حسناء جميله وحلل كثيرة في مقام أبدي وفي جنة عدن غرفاتها من أصناف الجواهر وخيامها من اللؤلؤ الصافي على شواطئ أنهارها البهيجة عرش الرحمن سقفها والمسك والزعفران تربتها واللؤلؤ والمرجان حصبائها والذهب والفضة لبناتها وغرف من فوقها مبنية تجري من تحتها الأنهار . وأوضح أمام وخطيب المسجد الحرام أن الإشارة إلى الأزواج في الجنة بالحور العين خيرات حسان جمعن جمال الظاهر والباطن لو اطلعت إحداهن على الدنيا لملأت ما بين السماء والأرض ريحا وعطرا ولطمس نورها وبهائها ضياء الشمس وأن الله سبحانه وتعالى يجزي المؤمنات بإنشائهن على أفضل خلقة فيجمع الله شملهم ويواسهم باهليهم وسرور دائم وبقاء ابدي . وقال فضيلته " ويوم ينادي المنادي ياأهل الجنة إن ربكم تبارك وتعالى يستزيركم فحيا على زيارته فيقولون سمعا وطاعة وينهضون إلى الزيارة مبادرين وإذا بالنجائب قد أعدت لهم فيستوون على ظهورها مسرعين حتى إذا إلى الوادي الأفيح الذي جعل لهم وعدا وجمعوا هناك فلم يغادر الداعي منهم أحدا أمر الرب جل وعلا بكرسيه فنصب هناك ثم نصبت لهم منابر من نور ومنابر من لؤلؤ ومنابر من زبرجد ومنابر من ذهب وفضه وجلس أدناهم على كثبان المسك وليس فيهم دني ولا يرون فيهم أصحاب الكراسي فوقهم في العطايا حتى إذا استقرت بهم مجالسهم واطمأنت بهم أماكنهم نادى المنادي يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه فيقولون ما هو الم يبيض وجوهنا ويثقل موازيننا ويدخلنا الجنة ويزحزحنا عن النار وبينما هم كذلك يسطع لهم نور أشرقت له الجنة فرفعوا رؤوسهم فإذا الجبار جل وعلا قد أشرف عليهم وقال يا أهل الجنة سلام عليكم فلا ترد هذه التحية بأحسن من قولهم اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ياذا الجلال والإكرام فيتجلى لهم الرب تبارك وتعالى يضحك اليهم ويقول يا أهل الجنة فيكون أول ما يسمعون منه أين عبادي الذين أطاعوني بالغيب ولم يرون فهذا يوم المزيد فيجتمعون على كلمة واحدة أن قد رضينا فارض عنا فيقول يا أهل الجنة أني لم ارض عنكم لم أسكنكم جنتي هذا يوم المزيد فاسألوني فيجتمعون على كلمة واحدة أرنا وجهك ننظر أليه فيكشف الرب تبارك وتعالى الحجب فيتجلى لهم فيغشاهم من نوره وينسون كل نعيم عاينوه ولولا أن الله قضى أن لايحترقوا لاحترقوا ولا يبقى في ذلك المجلس احدً إلا وحاضره ربه سبحانه وتعالى محاضرة حتى إنه ليقول يافلان أتذكر يوم فعلت كذا يذكره ببعض عذراته في الدنيا فيقول ياربي الم تغفر لي فيقول سبحانه وتعالى بلى بمغفرتي لك بلغت منزلتك هذه . واختتم فضيلته خطبته قائلا " إن هذه العبارات ليست إلا إشارات وإلا فإن الحقائق أعظم والله تعالى أكرم فهل من مشمر إلى الجنة فهي والله الحياة وبئس من أثر الحياة الدنيا على الآخرة وباع جنة الخلد بعيش زائل . وفي المدينةالمنورة قال فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم إن الله امتن على عباده وشرع لهم أنواعاً من العبادات لتتنوع اللذات في جنات النعيم ، والله سبحانه بفضله جعل لكل عمل من الأعمال المحبوبة له والمسخوطة أثراً وجزاءً ولذة وألماً يخصه لا يُشبه أثر الآخر وجزاءه ، ولهذا تنوعت لذات أهل الجنة وآلام أهل النار وتنوع ما فيها من الطيبات والعقوبات فلبر الوالدين جزاء ولصلة الرحم ثواب ومن حافظ على الصيام دخل من باب الريان ومن كان من أهل الصدقة دخل من باب الصدقة ، وكل باب لأهله من الجزاء ما ليس لغيرهم ، قال ابن القيم رحمه الله من تنوعت أعماله المرضية المحبوبة له في هذه الدار تنوعت الأقسام التي يتلذذ بها في تلك الدار وتكثرت له بحسب تكثر أعماله هنا وكان مزيده بتنوعها والابتهاج بها هنا على حسب مزيده من الأعمال وتنوعه فيها في هذه الدار . وأوضح فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها امس أن رمضان تضاعف فيه الأعمال وتُكفر فيه الخطايا والأوزار ، قال عليه الصلاة والسلام " الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهما إذا اجتنبت الكبائر ".وهو شفيع لأصحابه ، قال أهل العلم ما استعان أحد على تقوى الله وحفظ حدوده واجتناب محارمه بمثل الصوم . وفي تلاوة القرآن أجر عظيم كل حرف بحسنة والحسنة بعشر أمثالها والعبد منزلته في الآخرة عند آخر أية كان يُرتلها في الدنيا ، وفي القبر والحشر يشفع القرآن لصاحبه عند الله وهو نور وهدى وشفاء ، قال عثمان رضي الله عنه " لو طهرت قلوبكم ما شبعت من كلام ربكم " . وأضاف فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي أن أفضل صلاة بعد الفريضة صلاة الليل وهي من صفات أهل الجنة قال سبحانه " إن المتقين في جنات وعيون ، آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين ، كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون ، وبالأسحار هم يستغفرون ".وصلاة الليل من أسباب دخول الجنة قال عليه الصلاة والسلام " يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام " . وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول من الليل حتى تتفطر أي تتشقق قدماه من القيام ، وكان الصحابة رضي الله عنهم يقومون معه ويحرصون على إحياء الليل بالصلاة ، قال عز وجل " إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك ".ومن صلى مع الإمام حتى ينصرف كُتب له قيام ليلة . وأشار إمام وخطيب المسجد النبوي إلى أن المرء في ظل صدقته يوم القيامة وموعود بالمغفرة والغنى ، قال سبحانه " الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا ".والمنفق المؤمن آمن في الدنيا والآخرة ، قال جل وعلا " الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ".والمتصدق تُيسر له أعماله ، قال سبحانه " فأما من أعطى واتقى ، وصدق بالحسنى ، فسنيسره لليسرى ، وأما من بخل واستغنى ، وكذب بالحسنى ، فسنيسره للعسرى ".وكان النبي صلى الله عليه وسلم أعظم الناس صدقة ولا يستكثر شيئاً أعطاه ولا يرد سائلاً وكان العطاء والصدقة أحب شيء إليه وكان سروره بما ي ُعطيه أعظم من سرور الآخذ بما يأخذه . واختتم فضيلة الشيخ عبدالمحسن القاسم خطبته بالقول إن الزكاة من أركان هذا الدين لا يقوم الإسلام إلا بها تطهر المال وتُنميه وتُزكيه فطب بها نفساً وابذل بها كفاً وواسِ بها محروماً أو يتيماً أو من فقد عائلاً وأخلص بها قلباً وأحذر التسويف في إخراجها فلا تعلم ما يعرض لك ، والمرأة مأمورة بما يؤمر به الرجال من التلاوة والتعبد والصدقة وقيام الليل وصلاتها في دارها خير لها من صلاتها في مسجدها ، قال النبي صلى الله عليه وسلم " وبيوتهن خير لهن ".أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم ترحمون ".