تزايدت تشعبات المؤامرة المحيطة باستقالة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي آي ايه) ديفيد بترايوس أمس وسط تقارير تفيد ان السيدة التي يعتقد انها كانت على علاقة معه خارج إطار الزواج وجهت رسائل الكترونية الى امرأة ثانية كانت تعتبرها تهديدا لعلاقتها معه. وظهرت هذه القضية بعدما بدأ مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي) يحقق في ما اذا تم الاطلاع على المعلومات الموجودة على الكمبيوتر الذي يستخدمه بترايوس المتزوج والاب لولدين، كما افادت صحيفة «نيويورك تايمز» ووسائل اعلام اخرى نقلا عن مسؤولين حكوميين. وذكرت شبكة التلفزيون «ان بي سي» ان مكتب التحقيقات الفدرالي يجري تحقيقات بشأن باولا برودويل التي يشتبه بأنها حاولت الاطلاع على الرسائل الالكترونية لبترايوس التي تحوي معلومات سرية عندما كان على رأس التحالف الدولي في افغانستان. وقال مسؤولون: إن صديقة بترايوس هي برودويل الضابط السابق بالجيش التي امضت فترات طويلة تجري مقابلات مع بترايوس قبل نشر كتابها. وبرودويل متزوجة ايضا ولها ولدان لم تدل بأي تعليق حول هذه القضية. من جهتها، ذكرت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» أمس أن استقالة مدير بترايوس والتي تسببت بإحداث هزة لواشنطن بسبب علاقته الخارجة عن إطار الزواج مع برودويل ، حملت العديد من الأسئلة دون إجابة: لماذا وكيف توصل مكتب التحقيق الفيدرالي إلى التحقيق في الشبهات حول بترايوس، وكيف تسنّى لها اختراق بريده الالكتروني، وهل اعترض أحد على أساليب ال «إف بي آي» في القيام بهذا الإجراء حيال أكبر مسؤول في جهاز التجسس الأكبر في البلاد؟ وهل كانت المرأة المعنية تعرف كلمة المرور الخاصة بحساب بترايوس الالكتروني، وإلى أي مدى يمكن أن يعرض هكذا اختراق الأسرار الأمريكية الخاصة بالأمن الوطني للخطر، وماذا سيحدث للوكالة الآن، وهل سيستدعى بترايوس للشهادة أمام الكونجرس الأسبوع الجاري بشأن الهجوم على القنصلية الأمريكية العامة في بنغازي والذي أودى بحياة السفير كريستوفر ستيفنس وثلاثة أمريكيين آخرين من مشاة البحرية الأمريكية ؟ واستطردت الصحيفة: أن تداعيات الفضيحة ستكون وخيمة، أقلها تدمير عائلتي بترايوس وبرودويل، فباولا التي تصغر الجنرال بعشرين عامًا هي أم لطفلين صغيرين، وهي رياضية وباحثة في مركز أبحاث هارفارد للقيادة العامة وتعد لأطروحة الدكتوراة في قسم دراسات الحرب في كينجز كوليدج في لندن، وكذا الأمر مع بترايوس الذي يرتبط بزوجته منذ 37 عامًا.