انتعشت مساء أمس حركة البيع والشراء في محلات الوجبات السريعة والمطاعم, حيث تتحول أجواء جدة ومعظم مدن المملكة عمومًا, في يوم عرفة من كل عام, إلى أجواء رمضانية، من حيث الإقبال الذي تشهده محلات بيع الأكلات الشعبية كالسوبيا والسمبوسة والفول, إضافة إلى الروحانية والسكينة التي تطغى في ذلك اليوم. المتجول في أرجاء جدة مساء أمس, يلحظ بوضوح استعادة المشاهد الرمضانية في كل مشهد من مشاهد الحياة اليومية, سواء داخل المنازل أو خارجها من حيث تحضير مائدة الإفطار, والحركة المرورية الكثيفة داخل الأحياء وعلى امتداد الطرق الرئيسة. وقبل غروب شمس يوم عرفة يلفت نظر المار في شوارع جدة مشاهدة جموع الصائمين وهم يحرصون على شراء المستلزمات والأكلات الشعبية التي تتميز بها العروس مثل المنتو والفرموزا إلى غيرها من الأكلات, مسترجعين بذلك حالة الأجواء الرمضانية التي تشهدها العروس كل يوم رمضاني عبر عدة مشاهد تمثلت في الطوابير الطويلة أمام جرات الفول ومحال التميس إضافة إلى محلات المعجنات والسمبوسة والأكلات الشعبية بوجه عام. ويحرص أحمد الخالدي, في التاسع من ذي الحجة من كل عام على صيام هذا اليوم الفضيل وتناول طعام الإفطار في بيت أهله في أجواء عائلية رمضانية, ويضيف: أحرص على اصطحاب عائلتي وتناول إفطار يوم عرفة في ببيت أهلي فيما تحرص زوجتي على إعداد المعجنات واصطحابها معنا على مائدة الوالدة حيث نحرص على صيام هذا اليوم طمعا في الأجر حيث «يكفر السنة الماضية والسنة القابلة» كما أخبر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم. فيما تحرص أم عبدالله اليحيى (57 عاما) كل عام على «تجهيز طعام الإفطار بعد صلاة الظهر, وذلك استعدادًا لقدوم أبنائها مع عائلتهم لتناول إفطار يوم عرفة وقضاء ليلة العيد عندهم, كنوع من «الاستئناس بالاجتماع العائلي» بحسب وصفها. أما عندنا محمد (28 عاما) فقد قال «للمدينة» إنه اعتاد على اصطحاب عائلته كل عام وتناول إفطار عرفة بجوار البحر بعيدا عن غلاء المطاعم المجاورة لهم». فيما يحرص العاملون في المطاعم والوجبات السريعة على الاستعداد المبكر ليوم عرفة, كما هو شأن علي قاسم, وهو أحد أولئك, حيث يقول: «بعد انتهاء شهر رمضان يتراجع إقبال الناس على محلات الفول والمعجنات وهو ما يقلل من حركة البيع والشراء, أما يوم عرفة فهو أحد المواسم المهمة لنا حيث يذكرنا بموسم رمضان ونعد أنواعا مختلفة من السمبوسة إضافة إلى الفول والتميس بأشكاله المختلفة».