شهدت المطاعم الشعبية مثل الفول والتميس، والمعجنات في جدة أمس حالة من النشاط غير العادي لمدة يوم واحد ، مستعيدة حركة تجارية لا تحدث عادة إلا في نهار رمضان، وقبل ساعات من الافطار. ورفع صيام الكثيرين من اهالي جدة مواطنين ومقيمين خلال يوم وقفة عرفة امس الاقبال على تلك المحال التي تبيع اغذية تتسيد المائدة خلال الصيام، والتي تشبه إلى حد كبير المائدة الرمضانية التي استعادت مكانتها في يوم واحد فقط هو يوم عرفة حيث يصوم جل المسلمين من هم خارج مناسك الحج هذا اليوم طمعا في الاجر والثواب من رب العباد، ففضل صوم يوم عرفه، وهو اليوم التاسع من ذي الحجة”امس”، أجمع العلماء على أن صوم يوم عرفة أفضل الصيام في الأيام ، فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :» صيام يوم عرفه أحتسب على الله أنه يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده «رواه مسلم “ . فصومه رفعة في الدرجات ، وتكثير للحسنات ، وتكفير للسيئات، وعموما لا ينبغي صيام يوم عرفة للحاج أما غير الحاج فيستحب له صيامه لما فيه من الأجر العظيم وهو تكفير سنة قبله وسنة بعده. وتحتوي مائدة الافطار في يوم عرفة ما تحتويه المائدة الرمضانية خلال شهر الصوم ، إذ يتسيد التمر، والماء او اللبن، القائمة، ثم الشوربة، وطبق الفول والتميس، بالاضافة إلى انواع السمبوسة المحشية باللحم المفروم او الجبن. ويقول خالد . ع”موظف”: جرت العادة ان يقبل الصائمون على شراء الفول والتميس قبل الافطار بالاضافة إلى السبموسة المحشوة باللحم والجبن. ويضيف: صيام يوم عرفة يعيد للاذهان ايام شهر رمضان، طمعا في الاجر والثواب إذ ان صيام هذا اليوم يكفر السنة التي قبله والتي بعده، مشيرا إلى ان مائدة هذا اليوم لا تختلف كثيرا عن المائدة الرمضانية التقليدية. من ناحيته يرى عبد الله الغامدي” موظف” أن اجواء يوم عرفة لمن هم خارج مناسك الحج تشبه إلى حد كبير اجواء ايام رمضان، فالصائم يستعيد ذكرى هذا الشهر الفضيل، لافتا أن شراء الفول والتميس، وتواجد السمبوسة، والشوربة من الاطباق المحببة لدى الصيام عند الافطار. وبالرغم من ان الرجال لهم اهتمامهم قبل الافطار، فإن النساء وربات البيوت يكون لهن اهتمامات اخرى داخل المطبخ، وتوكد منى “ ربة منزل”: ان صيام يوم عرفة، واعداد وجباته يشبه إلى حد كبير يوما من ايام شهر رمضان المبارك، إذ تستعد الكثير من ربات البيوت لعمل المعجنات، واطباق الحلوى التي يقبل عليها الصائمون بعد الافطار. وتضيف: بالاضافة إلى تلك الاطعمة فإن لانواع الشوربة نصيب من تلك القائمة، إذ يحرص افراد المنزل على تناول الشوربة بعد أذان المغرب. من ناحيته يقول محمد “بائع فول” : صيام يوم عرفة وقبل ساعتين من موعد الافطار وتحديدا من بعد صلاة العصر يبدأ الصائمون في التوافد على المحل لشراء طبق الفول المميز والذي يحجز له مكانا على المائدة، مضيفا ان التميس هو الآخر من انواع الخبز التي يفضلها الصائمون. ويؤكد يوفر المحل مكانا لخبز التميس ، فالصائم يشتري الفول والتميس من مكانا واحد. ولا تختلف استعدادات المحال الشعبية لعمل السمبوسة والمعجنات عن استعدادات محلات الفول والتميس الذي يزداد الاقبال عليها خلال هذا اليوم، ويقول شادي” معلم معجنات”: بعد نهاية شهر رمضان يتراجع الاقبال على تناول السمبوسة، وهو ما يجعلنا نقلل انتاج العجين الخاص بها، اما يوم عرفة ، فإننا نعيد انتاج السمبوسة، نظرا لاقبال الصائمين عليها استعدادا للافطار. ويضيف: نقدم انواعا مختلفة من السمبوسة، منها المحشو باللحم المفروم، والدجاج، وانواع من الجبن، مشيرا إلى ان الاقبال يزداد على شراء السمبوسة الجاهزة من بعد العصر. واضاف: على الرغم من وجود السمبوسة الجاهزة، فإن هناك البعض يفضل شراء العجين لاعداد السمبوسة في المنزل.