معظم دول العالم منعوا التدخين في الفنادق، وفي المطاعم، وفي أماكن كثيرة. ومنذ عقود كان العائدون من سنغافورة يتحدّثون عن تخصيص أماكن معزولة للمدخنين في مطاعمها، وفي صالات السينما، والمسرح. وفي فنادق أوروبا جعلوا أدوارًا خاصّة للمدخنين. أمّا في أمريكا التي تعتبر أكبر منتج للسجاير في العالم، فحظر التدخين امتد إلى مدن بحالها. وفي الوقت الذي يتناقص فيه عدد المدخنين في الغرب، تزداد نسبته عندنا بشكل غريب، بعد أن غزا "المعسّل" منازلنا، وشمل كبارنا وصغارنا. * وحين لفت أحدهم نظر مواطن، وهو يشعل السيجارة إلى إشارة منع التدخين في مطار جدة، صرخ فيه وهو يردد العبارة: "هو مطار أبوك؟"، وكادا أن يتماسكا بالأيدي. قلة أدب، كان ذلك أمام مَن بيدهم الأمر والنهي في المطار. معظم القوانين، واللوائح، والقرارات تتجاهل عنصر الإلزام فيها. * وحين احتجّت سيدة على سائق تاكسي بوقف إشعال سيجارته؛ لأنها مريضة لا تحتمل دخانها. أوقف سيارته في وسط الطريق طالبًا منها النزول. وترك أحدهم نصف رأسه محلوقًا، وغادر صالون الحلاقة عندما أصرّ بعض زبائن المحل على التدخين، دون مبالاة باعتراض الآخرين. وهناك واقعة لن يصدّقها عقل، حدثت قريبًا، حين اكتشفت إدارة مستشفى في جدة أن مريضًا كان يصطحب معه شيشة جراك. وعندما خيّر المستشفى المريض بين الشيشة أو المغادرة، آثر -شفاه الله- الشيشة على المستشفى. نسأل الله أن يتوب علينا جميعًا.