يتهافت الكثير من شبابنا على تدخين المعسل بدلا من تدخين السجائر، واعتبروا ذلك أخف ضررا وأقل أثرا في سلامة ووظائف أجسامهم، ويعتقد الكثيرون منهم بأن مياه (الشيشة)، تمتص معظم الضرر الناتج عن محتويات التبغ أو الجراك أو المعسل المستهلك، وهو اعتقاد خاطئ وغير صحيح. وقد أثبتت الأبحاث الطبية أن تدخين شيشة واحدة يعادل تدخين 20 سيجارة دفعة واحدة، كما أن مجرد استنشاق دخان التبغ المحترق والمنطلق من أفواه المدخنين كفيل بإحداث أضرار بالغة بالمجاورين للمدخن، إضافة إلى كمية الغازات الضارة التي ذابت في مياه الشيشة مثل غاز أكسيد الكربون السام وهو أعلى تركيزا بتسع مرات في دخان المعسل أو الشيشة عن السجائر، ونسبة حدوث الداء أو الانتفاخ الرئوي والانسداد المزمن أو التهاب القصبات الهوائية هو أكثر عند متعاطي الشيشة أو المعسل بتسع مرات عن متعاطي السجائر، وعادة ما تكون نسبة تأثر وظائف الكلى (99%) عند مدخني الشيشة مقارنة ب (80%) عند مدخني السجائر . وقد أشارت منظمة الصحة العالمية إلى غياب الوعي بالنسبة لأضرار التدخين بكل أشكاله، وأضافت المنظمة بأن اتجاه الحكومات في مختلف دول العالم في وضع إجراءات أشد صرامة للحد من استخدام السجائر لأن شركات التبغ اتجهت بقوة إلى تسويق منتجات أخرى من التبغ ونشره بين الشباب من الجنسين . وذكر تقرير المنظمة بأن الأشخاص الذين يدخنون التبغ المزود بالنكهات (المعسل) السائد في الشرق الأوسط بدأ ينتشر الآن في مقاهي أوروبا وأمريكا وهو الأمر الذي له اثر بالغ الخطورة على صحة الشباب المستخدمين له والذين يستنشقون كميات خطرة من أحادي أكسيد الكربون والنيكوتين والقطران . ويقول علماء معهد (سكر بيس) في (لاغولا) إن تأثير النيكوتين المتسرب إلى الجسم ليس له علاقة بفلتر السيجارة أو ماء الشيشة أو المعسل، التي تؤدي إلى تغيرات بروتينية مهمة تقود إلى نشوء تغيرات في الشرايين وداء السكري، وكذلك تكوّن الخلايا السرطانية. وقد أثبتت الدراسات أن تعاقب استخدام الأشخاص لمبسم الشيشة الواحدة يمكن أن يؤدي إلى انتشار بعض الأمراض المعدية كالسل، والالتهاب الكبدي الوبائي، وأخماج الفيروسات التنفسية، وفيروس نقص المناعة البشري.. وقد أظهرت بعض الدراسات الميدانية أن أكثر الأنواع الجرثومية التي تعشش في أنابيب الشيش والمعسلات تنتقل عن طريق الاستعمال التشاركي وهي الجراثيم النزلية المستديمة، وهي جراثيم تسبب مجموعة من الأمراض الخطيرة كالتهاب القصبات الحاد والمزمن، وأيضا جراثيم المكورات العقدية الرئوية التي قد تسبب الوفاة إذا لم يتم معالجة المريض بشكل مناسب. فليتقِ الله تجار التبغ ومستوردوه (بكل أشكاله) فيما يجلبون رأفة ورحمة بأجساد عباد الله وصحة أبدانهم. حمانا الله وإياكم من كل داء وبلاء.