«أكسب في اليوم الواحد ما بين 80-120 ريالاً تقريبًا، وذلك لمدة ساعة يوميًّا فقط»! «يبلغ صافي دخلي في الشهر الواحد ما لا يقل عن خمسة آلاف ريال، وذلك في عملي الفترة المسائية فقط في بيع ...»! «أعمل فقط ما بين المغرب والعشاء يوميًّا وأحصل على صافي خمسين ريالاً كحد أدنى». « أبيع في رمضان يوميًّا بعد صلاة التراويح إلى الثانية فجرًا ما لا يقل عن ألف ومائتي ريال، وليس علي إيجار أو أي مصاريف أخرى». وغيرها الكثير من التجارب والقصص الذي حدثني بها أصحابها مباشرة، وهم فتية في مقتبل العمر، وذلك أثناء لقائهم بي في أحد اللقاءات التدريبية من أجل تطوير أعمالهم، أو أخذ بعض الاستشارات. فكم هو جميل أن تكون لدينا همة هؤلاء الفتية، والذين استطاعوا أن يتغلبوا على شبح البطالة وأن يقهروه بالجد والمثابرة. وهي والله مشروعات وأعمال بسيطة من بيع للجوالات والعطورات وغيرها، ممّا لا تكلف رأسمال يذكر، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده». قابلت أحدهم وهو سجين في أحد البرامج التدريبية في أحد السجون، فحدثني أن له ثماني سنوات في السجن بسبب خطئه اقترفه، لكن الجميل أنه استطاع أن يفتح له بقالة صغيرة داخل السجن، وهي تدر عليه شهريًّا ما لا يقل عن 3000 ريال بعد تصفية المصاريف! يالها من همّة وعزيمة. يحدثني كذلك أحد الزملاء أنه كان يشتري حبوبًا وبقوليات بالجملة، ثم يقوم بتنظيفها وتوزيعها في أكياس نظيفة، وبيعها بسعر أعلى. فالقضية يا سادة ليست في عدم وجود أعمال أو فرص، بل قضيتنا في عدم وجود همّة عالية، وسواعد قوية لها رغبة في العمل والاكتساب، بل أصبح همّنا الوظيفة المريحة والسهر مع الأصدقاء في الاستراحات. فلا عذر لنا بعد اليوم فأبواب الرزق مفتوحة لكن أين مَن يقول لها أنا! فلا نامت أعين الكسالى. إضاءة: النجاح في عالم الأعمال ليس نتاج الشهادات العليا، إنه نتاج التجربة والتعلم من الأخطاء وعدم اليأس.