غيّب الموت الفنانة الجزائرية وردة إثر إصابتها بأزمة قلبية أثناء تواجدها بمنزلها بالقاهرة عن عمر يناهز 73 عامًا، وشيعت جنازتها أمس»الجمعة» من القاهرة إلى الجزائر لتدفن هناك، بعد أن أمر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بإرسال طائرة خاصة إلى القاهرة لنقل جثمان الفنانة الكبيرة وردة. وقال رياض نجل الفنانة في تصريح لوسائل الأعلام: إن والدته كانت تتمتع بصحة جيدة ولم تشتكِ من أي وعكة صحية حتى رحيلها. واستقبل الوسط الفني نبأ وفاة الفنانة وردة بالصدمة، مؤكدين أن وفاتها تمثل خسارة كبيرة للفن، وشدد الفنانون والمهتمون بالوسط الفني على أن وردة ربما تكون رحلت، لكن أعمالها الخالدة ستظل إلى الأبد تطرب مستمعيها. وقال الفنان محمد ثروت: إن وردة تعتبر من جيل الرواد واستطاعت من خلال مشوار فني طويل ومختلف ومتعدد أن ترسي أعمالا في حياة المستمعين موجودة بعد رحيلها، وأضاف أن صوت وردة تعامل مع كل العمالقة بدءًا من رياض السنباطي ومحمد عبدالوهاب وبليغ حمدي الذي أبدعا معًا في أعمال خالدة، واستطاعت أن تكوّن شخصية مستقلة في الغناء واستطاعت أن تثبت نفسها في زمن العمالقة. وعبر الملحن حلمي بكر عن حزنه الشديد لوفاة الفنانة القديرة وردة، مشيرًا إلى أنها منذ انطلاقتها الفنية في مصر في الستينات من القرن الماضي تعرضت للظلم الشديد، موضحًا أنها كانت تختزل كل هذا الظلم وتبتسم، وأضاف أن الراحلة لها الفضل على كثيرين، وقال: هي من اكتشفني وأتاحت لي فرصًا كثيرة، ولها أيادٍ بيضاء على الجميع وبالتأكيد خسرت الحركة الفنية الكثير برحيلها. وقالت الناقدة ماجدة خير الله: وردة آخر شيء جميل في حياتنا الفنية فهي ضلع أساسي في الغناء المصري، مشيرة إلى أن وجودها في زمن العمالقة زادها قوة واستطاعت أن تتنافس مع قامات كبيرة سواء عبد الحليم حافظ أو فريد الأطرش، وأضافت أن الفنانين في بداية حياتهم عندما يريدون أن يثبتوا أنفسهم يغنون بأغانيها. وقالت الدكتورة إيناس عبد الدايم رئيس دار الأوبرا المصرية: وفاة وردة خسارة فادحة فهي قيمة فنية عربية.. وأضافت: وردة لم تكن وردة الجزائرية كانت مصرية من الطراز الأول، مشيرة إلى أنها ربما تكون رحلت عن عالمنا لكنها أعمالها ستظل خالدة إلى الأبد. وكان آخر أعمال المطربة الراحلة تصوير أغنية جديدة فى شهر أبريل الماضي احتفالًا بالذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر بعنوان «مازال واقفين» وصرحت وردة عقب انتهائها من تصوير الأغنية بالجزائر أنها ستظل تغني إلى أن تلفظ أنفاسها الأخيرة، مشددة على أن انتقادات بعض الأشخاص لها لن تؤثر عليها وتجعلها تتوقف عن مسيرتها الفنية، إضافة إلى أن الغناء بالنسبة لها هو الحياة وأن الجمهور بالنسبة لها هو الهواء الذي تتنفسه وتعيش بفضله. والمطربة وردة ولدت في فرنسا 22 يوليو 1940 لأب جزائري وأم لبنانية ولها طفلان هما رياض ووداد، وغنت في بداياتها في فرنسا وكانت تقدم الأغاني للفنانين المعروفين في ذلك الوقت مثل أم كلثوم وأسمهان وعبد الحليم حافظ، ثم عادت مع والدتها إلى لبنان وهناك قدمت مجموعة من الأغاني الخاصة بها، وكان يشرف على تعليمها في فرنسا المغني الراحل التونسي الصادق ثريا، وكان ظهورها الحقيقي في القاهرة، وكانت قد أجرت قبل عامين عملية تجميل بعد موافقة الأطباء الذين أجروا لها جراحة خطيرة، قبل عشرة أعوام، حينما زرعت فص كبد، تبرع به أحد المواطنين. وكان ميلادها الفني الحقيقي في أغنية «أوقاتي بتحلو» التي أطلقتها في عام 1979 في حفل فني مباشر من ألحان سيد مكاوي، كما تعاونت مع الملحن محمد عبد الوهاب، قدمت مع الملحن صلاح الشرنوبي العمل الشهير «بتونس بيك». وشاركت المطربة وردة في العديد من الأفلام منها «ألمظ وعبده الحامولي» مع عادل مأمون، ومع رشدي أباظة «أميرة العرب» و»حكايتي مع الزمان»، وكذلك مع حسن يوسف في فيلم «صوت الحب» وكان أول أفلامها السينمائية بعد عودتها من الجزائر.