افتتح وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري أمس الملتقى الأول لرؤساء أقسام اللغة العربية في الجامعات الإفريقية، الذي ينظمه معهد اللغة العربية للناطقين بغيرها بجامعة أم القرى، بالتعاون مع الندوة العالمية للشباب الإسلامي، ويستمر خلال الفترة من العاشر حتى التاسع عشر من شهر الحالي، وذلك بقاعة الملك عبدالعزيز التاريخية بالمدينة الجامعية بالعابدية بحضور وكلاء الجامعة وعمداء الكليات ورؤساء الأقسام وعدد من المسؤولين بمكةالمكرمة. وألقى عميد معهد تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها بجامعة أم القرى الدكتور عادل باناعمة كلمة بهذه المناسبة. ثم ألقيت كلمة مركز الملك عبدالله الدولي لخدمة اللغة العربية ألقاها الدكتور صالح بن سعيد الزهراني أوضح فيها أن مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية الذي يشرف عليه وزير التعليم العالي ويضم رئيسا وثمانية أعضاء من ذوي الاختصاص والمهارات العلمية والتميّز والخبرة في مجال اللغة العربية من داخل المملكة وخارجها، يعتبر واحدًا من منظومة كبيرة من المراكز العملاقة التي تسعى لتشكيل كتلة معرفية تؤسس لإقلاع حضاري جديد وقريب بعون الله ويهدف إلى المحافظة على سلامة اللغة العربية وإيجاد البيئة الملائمة لتطوير وترسيخ اللغة العربية ونشرها والإسهام في دعم اللغة العربية وتعلمها وكذلك العناية بتحقيق ونشر الدراسات والأبحاث والمراجع اللغوية وتكريم العلماء والباحثين والمختصين في اللغة العربية بالإضافة إلى تقديم الخدمات ذات العلاقة باللغة العربية للأفراد والمؤسسات والهيئات الحكوميّة، مشيرا إلى أن مجلس أمناء المركز عقد عددا من الجلسات العلمية المطوّلة وضع فيها تصوّرا لمستقبل اللغة العربية. وأوضح أنه سيعقد خلال شهر جمادى الآخرة المقبل بعون الله تعالى حلقة نقاشية كبرى تضم نخبة من علماء اللغة والمهتمين بها لاستكمال خطة المركز الاستراتيجية. وأفاد أن لدى المركز عددا هائلا من المشروعات العلمية المقترح تنفيذها تتمثّل في إعداد دراسة مسحيّة لإنجازات المجامع اللغوية والمؤسسات اللغوية في العالمين العربي والإسلامي لمنع ازدواجية العمل وإنجاز تقرير سنوي عن واقع اللغة العربية ومستقبلها وكذا تأسيس مجلة مرجعية للغة العربية واللسانيات المقارنة وموسوعة لسانية عربية ومدرسة لسانية عربية متنقلة وطرح فكرة عقد شراكة مع وزارة التربية والتعليم لإنشاء مدارس العربية المعاصرة هي اللغة المستعملة في جميع مراحلها والعربية المهنية للعمالة الوافدة من غير الناطقين بالعربية، مؤكدا أن هذه الجهود سترسم بمشيئة الله تعالى رؤية مستقبلية للعربية التي يؤكد العلماء اليوم أنها لغة المستقبل بما تنطوي عليه من ثراء معجمي ونبذ للتحيّز ودقة رياضية فجميع أنظمتها تجعل منها اللغة الوحيدة الصالحة للجيل الثالث من أجهزة الحواسيب الذكية. وقال: لقد أدرك خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله قيمة المعرفة في هذا العصر فقدم رعاه الله مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمحتوى العربي الذي تبنتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والمتمثلة في إثراء المحتوى العربي على شبكة الإنترنت مشيرا إلى أن العرب الذين يشكلون 7% من سكان العالم لا يقدمون للعالم ما يتناسب مع إرثهم العلمي والأدبي فبادرت المدينة بإنشاء المدونة العربية وتحويل الثقافة العربية إلى ثقافة رقمية. ورحب مدير الجامعة الدكتور بكري عساس في كلمته بقادةِ تعليم العربيّةِ في أفريقيا الخضراء والحضور. وقال: نحنُ في جامعةِ أمِّ القرى نَبْذُلُ جُهْدَنا لتستعيدَ مكةُ ريادتَها اللغويةَ العالميةَ، ولتكونَ هي مَهْوى أفئدةِ طالبي العربية، كما هي مهوى أفئدةِ العابدين والطَّائفين والركَّعِ السُّجُودِ ولعلَّ من سُبُلِ ذلك هذا المشروعَ الضَّخْمَ الذي يُطلقُهُ معهدُ تعليمِ اللغةِ العربيّةِ لغيرِ الناطقينَ بها بجامعة أم القرى، وهو مشروعُ الملتقياتِ التدريبيَّةِ لرؤساءِ أقسامِ اللغةِ العربيَّةِ. وأوضح أن المشروع يهدِفُ لاستقطابِ قياداتِ تعليمِ العربيةِ في المؤسّساتِ المعتبرةِ على امتدادِ العالمِ بغرضِ تَبَادُلِ الخبراتِ، وتَنَاقُلِ التجارِبِ، وكذلك بغرضِ التدريبِ وتنمية المهاراتِ ولِيَتحقَّقَ لهذا المشروعِ أثرُهُ الفاعلُ تمَّتْ (أَقْلَمَتُهُ) عَبْرَ القارّاتِ، بحيثُ يَلتقي في كلِّ دورةٍ أساتذةُ العربيةِ في قارّةٍ من القاراتِ، فيكونُ بَينَهم من تقاربِ الديارِ والثقافاتِ والأحوالِ ما يجعلُ لقاءَهم أكثر ثراءً وغِنىً وخِصْبًا.. عقب ذلك كرم وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري عمداء معهد اللغة العربية بجامعة أم القرى السابقين والجهات الداعمة والمساهمة في الملتقى.