افتتح معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري يوم أمس أحدث مختبر لضبط وتأكيد جودة الخرسانة في العالم العربي الذي أنشأه قسم الهندسة المدنية بكلية الهندسة والعمارة الإسلامية بجامعة أم القرى بمقر الكلية بالمدينة الجامعية بالعابدية على مساحة 600 متر مربع وبتكلفة تجهيزية تبلغ أكثر من 10 ملايين ريال بحضور معالي مدير الجامعة الدكتور بكري بن معتوق عساس ووكلاء الجامعة ومنسوبي كلية الهندسة والعمارة الإسلامية. وقد قص معاليه الشريط إيذانا بافتتاح المختبر الذي سيكون بمشيئة الله تعالى المرجع العلمي والعملي كمختبر محايد لتأكيد وضبط جودة الخرسانة الإسمنتية المستخدمة في جميع المشاريع والمواد الأولية الداخلة في إنتاجها مثل الركام والإسمنت والماء والمواد الإضافية الأخرى من خلال إجراء كافة الاختبارات المعملية والحقلية للخرسانة الطرية والمتصلدة وتجول معاليه على أجزائه واستمع إلى شرح مفصل من قبل عميد كلية الهندسة والعمارة الإسلامية الدكتور حمزة بن أحمد غلمان عن محتويات المختبر من الأجهزة المتمثلة في جهازي قياس ضغط الخرسانة ومعامل اللدونة الذي تبلغ طاقتهما القصوى 5 آلاف كيلو نيوتن و3 آلاف كيلو نيوتن وكذا جهاز الضغط العزم للعينات المكعبة الذي تبلغ طاقته القصوى 250 كيلو نيوتن وجهازي اختبار نفاذة الخرسانة للماء وأيونات الكلوريد وجهاز اختبار معدل الحرارة في التفاعل الإسمنتي وجهاز اختبار قياس الفترة الزمنية للعجينة الإسمنتية والخلطة الخرسانية إلى جانب جهاز أخذ عينات أسطوانية خرسانية وجهاز تحميل حراري للخرسانة وكذلك جهاز ويندسور لتعيين قوة الخرسانة في الحقل دون إتلافها وجهاز قياس قوام الخرسانة بالإضافة إلى جهاز قياس الفراغات الهوائية وجهاز الشد للخرسانة في الحقل مؤكدا أن المختبر سيصبح النواة الأساسية والمختبر المحايد في تأكيد جودة الخرسانة لمشاريع القطاعات الخاصة والجهات الحكومية الأخرى وسوف يكون المرجع العلمي للعديد من القطاعات الوطنية في إبداء الرأي والاستشارات الفنية وتطبيقات أحدث التقنيات في مجال الخرسانة على أرض الواقع بالإضافة إلى ذلك يعتبر البوابة الرئيسة لدعم البحث العلمي والتطوير في مجال الخرسانة وذلك من خلال المشاريع البحثية الممولة من قبل القطاعات الخاصة أو الجهات الحكومية الأخرى ومن خلال برامج الدراسات العليا المقدمة من خلال جامعةأم القرى أو من خلال التعاون المحلي أو الدولي مع الجامعات الأخرى. عقب ذلك شاهد معاليه فيما وثائقيا عن مهام المهندسين داخل المختبر وما ينفذونه من من أعمال هندسية عالية المستوى باستخدام الأجهزة الحديثة والمتطورة الموجودة داخل المختبر. الى ذلك رعى معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري يوم أمس حفل افتتاح الملتقى الأول لرؤساء أقسام اللغة العربية في الجامعات الإفريقية الذي ينظمه معهد اللغة العربية للناطقين بغيرها بجامعة أم القرى بالتعاون مع الندوة العالمية للشباب الإسلامي خلال الفترة من العاشر حتى التاسع عشر من شهر الحالي وذلك بقاعة الملك عبدالعزيز التاريخية بالمدينة الجامعية بالعابدية بحضور وكلاء الجامعة وعمداء الكليات ورؤساء الأقسام وعدد من المسئولين بمكة المكرمة. وقد بدئ الحفل الخطابي المقام بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم. ثم ألقى عميد معهد تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها بجامعة أم القرى الدكتور عادل باناعمة كلمة أشار فيها إلى أنه قبل نحو ثلاثين عاماً انعقد في داكار ولأول مرة الملتقى الإفريقي العربيّ للعلاقة بين اللغة العربية واللغات الإفريقية واليوم وبعد ثلاثين عاماً تحظى جامعة أمِّ القرى ممثلةً في معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها بعقدِ هذا الملتقى التاريخيّ الذي يهتمُّ بالعربيّةِ في القارةِ السمراء بمشاركة عشرون دولةً إفريقية عبر قياداتِ تعليم العربية فيها وتتعاضدُ على إنجاحِه مؤسسةٌ أكاديميةٌ عريقةٌ هي جامعة أم القرى ومنظّمة إسلاميّةٌ دوليةٌ عريقةٌ هي الندوة العالمية للشباب الإسلاميّ. وبين أن اللغة العربية دخلت إلى إفريقيا كما ذكر ابن خلدون قبل خمسة آلاف سنة وأن جميع اللغات الإفريقية ذات التراث المكتوب تبلغ ثلاثين لغةً كانت تكتب بالحرف العربيّ إلى ما قبل مرحلة الاستعمار وأن اللغة العربية تمثِّلُ القاسم المشترك في عدد من البلدان الإفريقية التي تتنازعها اللهجاتُ المحلية وبذلك تعتبر اللغة الأولى في إفريقيا. وأوضح أنه بهذا الواقع العربيُّ في إفريقيا يُحمِّل العربَ بل المسلمين عموماً مسؤولية كبرى تُجاه لغةِ القرآن في تلك القارة الغنية ولاسيما مع الإلحاح الاستعماريِّ المتواصل على فرض اللغاتِ الانجليزية والفرنسية والإيطالية على إخواننا الأفارقة وتتجلى القيمةُ الكبيرةُ لهذا الملتقى الأولِ من نوعِه والذي يحملُ هوية ثلاثية مركبة تتمثل في الهوية العلمية والهوية التدريبية والهوية الثقافية وأبان أن ثلث الملتقى علميٌّ يتمثل في أوراق العمل والندواتِ، وثلثُه تدريبيٌّ يتمثل في الدوراتِ، وثلثُهُ ثقافيٌّ يتمثل في الزيارات واللقاءاتِ مؤكدا أن معهد تعليم اللغة العربيةِ بجامعة أم القرى يعتز ويفخرُ بتنظيم هذا الملتقى أسهم فيه كافة منسوبي المعهدِ بما فيهم عمداؤه السابقون الذين أسسوا ومهدوا وبذروا البذور التي يجنى ثمارها اليوم معربا عن شكره العميق لمعالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري على رعايته للحفل ومثمنا متابعة ودعم معالي مدير الجامعة الدكتور بكري عساس مشيدا في ذات الوقت بتعاون الندوة العالمية للشباب الإسلامي مع المعهد في تنظيم هذا الملتقى كما شكر مؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية على رعايتها للملتقى. عقب ذلك شاهد معاليه والحضور عرضا مرئيا عن معهد تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها بجامعة أم القرى تضمن نشأته ومهامه ورسالته وأهدافه وبرامجه وأنشطته الثقافية والعلمية والتعليمية وغيرها. إثر ذلك ألقيت كلمة المشاركين من الجامعات الإفريقية ألقاها نيابة عنهم رئيس قسم تعليم اللغة العربية بجامعة أديس بابا باثيوبيا الدكتور محمد سعيد عبدالله عبر فيها عن شكرهم وتقديرهم لحكومة خادم الحرمين الشريفين على الجهود التي تبذله في خدمة اللغة العربية ونشرها في كافة أقطار العالم العربي والقارة الأفريقية على وجه الخصوص مؤكدا أن قارة إفريقيا تعد من أهم القارات التي تستهدفها الجهات المهتمة بتعليم اللغات الأجنبية مبيننا أن هذا التسابق الحضاري يستدعي منا كمسلمين بذل كل العناية والرعاية لبرامج تعليم لغة القران الكريم(اللغة العربية) والتعرف على أبعادها الحضارية والثقافية ومحتواها الفكري والمعرفي وأفاد أن هذا الملتقى الذي يقام لأول مره بالتواصل بين أقسام تعليم اللغة العربية في الدول الأفريقية مع جامعة أم القرى ممثلة في معهد اللغة العربية للناطقين بغيرها يعد من أهم المتلقيات لتعزيز هذا التواصل وبحث أوجه التعاون المشترك بما يخدم اللغة العربية ونشر علومها في الدول الناطقين بغيرها. عقبها ألقيت كلمة مركز الملك عبدالله الدولي لخدمة اللغة العربية ألقاها الدكتور صالح بن سعيد الزهراني أكد فيها أن ترسيخ مقومات الهوية وتمتين ثقافة الانتماء في زمن التدفّق المعلوماتي الرهيب الذي يحيط بنا من كل مكان ويكاد يقتلعنا من جذورنا أصبح واجبا دينيا وأولوية لبناء تنمية شاملة لافتا النظر إلى أنه إدراكا من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله لهذا التحول الحضاري الذي تمرّ به الأمة جعل العلم مفتاح العصر ومدخل الشهود الحضاري للأمة فمشروع ابتعاث الشباب السعودي لأرقى الجامعات العالمية وافتتاح الجامعات ومنظومة المراكز الدولية والمدن الاقتصادية والصناعية تشكلّ مجتمعة ما أصبح يسمّى لدى كثير من المفكرين العرب اليوم بالزمن السعودي القادم. وبين أن مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية الذي يشرف عليه معالي وزير التعليم العالي ويضم رئيسا وثمانية أعضاء من ذوي الاختصاص والمهارات العلمية والتميّز والخبرة في مجال اللغة العربية من داخل المملكة وخارجها يعتبر واحدا من منظومة كبيرة من المراكز العملاقة التي تسعى لتشكيل كتلة معرفية حرجة تؤسس لإقلاع حضاري جديد وقريب بعون الله ويهدف إلى المحافظة على سلامة اللغة العربية وإيجاد البيئة الملائمة لتطوير وترسيخ اللغة العربية ونشرها والإسهام في دعم اللغة العربية وتعلمها وكذلك العناية بتحقيق ونشر الدراسات والأبحاث والمراجع اللغوية وتكريم العلماء والباحثين والمختصين في اللغة العربية بالإضافة إلى تقديم الخدمات ذات العلاقة باللغة العربية للأفراد والمؤسسات والهيئات الحكوميّة مشيرا إلى أن مجلس أمناء المركز عقد عددا من الجلسات العلمية المطوّلة وضع فيها تصوّرا لمستقبل اللغة العربية وسيعقد خلال شهر جمادى الآخر القادم بعون الله تعالى حلقة نقاشية كبرى تضم نخبة من علماء اللغة والمهتمين بها لاستكمال خطة المركز الإستراتيجية وأفاد أن لدى المركز عدد هائل من المشروعات العلمية المقترح تنفيذها تتمثّل في إعداد دراسة مسحيّة لإنجازات المجامع اللغوية والمؤسسات اللغوية في العالمين العربي والإسلامي لمنع ازدواجية العمل وإنجاز تقرير سنوي عن واقع اللغة العربية ومستقبلها وكذا تأسيس مجلة مرجعية للغة العربية واللسانيات المقارنة وموسوعة لسانية عربية ومدرسة لسانية عربية متنقلة وطرح فكرة عقد شراكة مع وزارة التربية والتعليم لإنشاء مدارس العربية المعاصرة هي اللغة المستعملة في جميع مراحلها والعربية المهنية للعمالة الوافدة من غير الناطقين بالعربية مؤكدا أن هذه الجهود سترسم بمشيئة الله تعالى رؤية مستقبلية للعربية التي يؤكد العلماء اليوم أنها لغة المستقبل بما تنطوي عليه من ثراء معجمي ونبذ للتحيّز ودقة رياضية في جميع أنظمتها تجعل منها اللغة الوحيدة الصالحة للجيل الثالث من أجهزة الحواسيب الذكية. وقال : لقد أدرك خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله قيمة المعرفة في هذا العصر فقدم رعاه الله مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمحتوى العربي الذي تبنتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والمتمثلة في إثراء المحتوى العربي على شبكة الإنترنت مشيرا إلى أن العرب الذين يشكلون 7% من سكان العالم لا يقدمون للعالم ما يتناسب مع إرثهم العلمي والأدبي فبادرت المدينة بإنشاء المدونة العربية وتحويل الثقافة العربية إلى ثقافة رقمية وسيتم تحديد وظيفة المفردات وتراكيبها ودلالاتها وتبويب محتواها واستخدامها في بناء معاجم متخصصة ومشروع إثراء موسوعة ويكيبديا العربية والمعجم الحاسوبي التفاعلي وترجمة كتب التقنيات المتقدمة والإستراتيجية وقواعد بيانات النصوص المشكلة والخط العربي وبيانات الصوتيات العربية والكلام العربي الفصيح وبناء الأنظمة الحاسوبية مثل المحلل الصرفي العربي ومحرك البحث العربي نبع والمقوم الآلي عبر ومحرك الترجمة الآلية والمحلل النحوي العربي وتتواصل المدينة مع مركز الملك عبدالله لإنجاح هذه المبادرة التي ستكون بعون الله نقلة نوعية للثقافة العربية لا تخطر على بال أحد وكان من ثمرة هذه المبادرة أن تطور المحتوى العربي على الإنترنت سبعة أضعاف بحسب تقديرات شركة Google. ومضى يقول : إن مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية منكم وإليكم وقريبا سيتيح المركز على موقعه بعون الله قواعد بيانات للمتخصصين والمهتمين باللغة العربية من أفراد ومؤسسات ويسعد بالتواصل مع الجميع وسيقدم كل ما يستطيعه من جهود لخدمة هذه اللغة العظيمة التي أصبحت بفضل الله أكثر اللغات العالمية انتشار على الإنترنت بنمو سنوي يزيد عن 2800%. بعد ذلك ألقيت كلمة الندوة العالمية للشباب الإسلامي ألقاها الأمين العام للندوة الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي تحدق فيها عن الجهود التي بذلت من اجل إقامة هذا الملتقى العلمي الأول لخدمة اللغة العربية وعلومها المختلفة مؤكدا أن القائمين على الندوة العالمية للشباب الإسلامي استشعروا شرف الغاية في سبيل نشر اللغة العربية إذ تعد القناة الرئيسة لفهم ومعرفة الثقافة الإسلامية والتي تعتبر من أقوى الروابط المستدامة بين المسلمين كافة مستعرضا الدور الذي قامت به الندوة العالمية للشباب الإسلامي في تنفيذ العديد من البرامج الهادفة إلى توطين تعليم اللغة العربية ونشرها متضمنة مشروع الندوة لدعم أقسام اللغة العربية في الجامعات العالمية خاصة في إفريقيا من أجل تدريس هذه اللغة في تلك الجامعات جنبا إلى جنب مع اللغات العالمية الأخرى مشيرا إلى أن الندوة ستعمل على دعم بعض أقسام اللغة العربية في الجامعات الصينية إضافة إلى ما تقدمه من منح دراسية تخصص سنويا مقاعدها لطلاب اللغة العربية لمراحل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه من مختلف الجنسيات من غير الناطقين بالعربية علاوة على قيام الندوة بتنفيذ برنامج اللغة العربية للدبلوماسيين بمقر الندوة بالرياض. ثم ألقى معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس كلمة أعرب فيها عن شكره وتقديره لمعالي وزير التعليم العالي على رعايته لهذه المناسبة كما رحب بقادةِ تعليم العربيّةِ في أفريقيا الخضراء والحضور. عقب ذلك كرم معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري عمداء معهد اللغة العربية بجامعة أم القرى السابقين والجهات الداعمة والمساهمة في الملتقى.