تعد عسفان مركز تقديم الخدمات لمحافظات شمال مكة، يقطنها أكثر من عشرة آلاف نسمة ويمر بها الملايين من حجاج ومعتمرين ومسافرين وعابري سبيل. ورغم ذلك جافتها التنمية وهجرتها الخدمات وما لاح في أفقها من مشاريع أوقفها التراخي وعطلها الإهمال منذ البداية، وما اكتمل منها تحول إلى آثار نظرًا لعدم الصيانة أو الاهتمام. المواطنون عبروا عن استيائهم من توقف مشروع ازدواجية الشارع الرئيس ومن عدم صيانة أعمدة الإنارة ومن إعطاء المقاول حرية العمل بما يحقق مصلحته فقط، واشتكوا من نحت المقاول لجوانب الطبقة الإسفلتية وتحويلها لحواف حادة وخطيرة، دون إيجاد وسائل سلامة تقي العابرين ضررها أو تنبههم لخطرها. وأكدوا أنه أحال الشارع إلى مصدر تلوث من الغبار المثار على امتداده وأوقع الضرر بالمحلات التجارية، وفندوا ادعاءات المقاول حين أرجع سبب نقل معداته بسبب أعمدة الكهرباء، مؤكدين أن الانتهاء من ردم وترصيص المواقع ذات الأعمدة وهجر المواقع الخالية منها، لافتين إلى أن ذلك يزيد من معاناة الناس مع الازدحام وحوادث الاصطدام، وطالبوا المسؤولين المشرفين على تنفيذ المشاريع بأمانة العاصمة المقدسة وبلدية عسفان تشديد الرقابة على المقاول وإلزامه بالعودة للموقع وتسريع تنفيذ المشروع تحقيقًا للمصلحة العامة ومراعاة الأولويات، وقالوا إن العمل داخل الأسواق والمحلات التجارية غير قابل للمماطلة والتأخير في التنفيذ. «المدينة» استمعت لآراء عدد من المواطنين حول مستوى الخدمات البلدية في عسفان، من خلال هذا الموضوع. الشارع.. مكمن خطر يقول سعيد عطية الله إن شارع عسفان الرئيس يشهد ازدحامًا بالسيارات والمارة، وتتركز على جانبيه المطاعم والمحال التجارية بأنواعها، والمقاول قام بترصيص وردم حوالى 1500م من الشارع الرئيس، ثم غاب عنه منذ شهر بعد أن نحت جانب المسار المعبد السابق وجعل له حواف حادة وزاد على ذلك عدم وضع أي وسائل سلامة أو إشارات تحذيرية تنبه السائقين لمكامن الخطر ومصدر الضرر، ونتج عن ذلك اصطدام السيارات وتفجر الإطارات وتخريب الأجزاء السفلى للسيارات وروع المارة والعابرين. فلما يسمح للمقاول بتعريض حياة الناس للخطر وممتلكاتهم للتلف وحقوقهم للهدر، فأين المسؤول عن هذا؟ غبار وتلوث وقال علي سعيد وخالد محمد إن المقاول أزال الطبقة الإسفلتية التي كان قد وضعها أصحاب المحلات للحماية من الغبار ثم ترك الموقع منذ أكثر من شهر، وأكدوا أن سوقهم اليوم وعلى امتداد شارعهم مغطى بسحابة دائمة من الغبار، مؤكدين تلويثها لمحلاتهم وكتمها لأنفاسهم وتغبيرها لبضائعهم وما يعرضون من خضروات وفواكه ولحوم، وقالوا: نحن في سوق يعج بالمتسويقين ويشهد كثافة مرورية عالية والتراخي والإهمال في تنفيذ هذا المشروع ضاعف الضرر وزاد من الخطر الذي سيطال مصالح المواطنين مع كل ساعة تأخير للمشروع ونناشد أمانة العاصمة المقدسة وبلدية عسفان بتقدير الوضع والعمل في الأهم ثم المهم. القرى السهلية وفند وليد محمد ومحمد عابد ادعاءات المقاول بوجود أعمدة كهربائية تعيقه عن العمل، وقال محمد أبو وليد إن الأماكن ذات الأعمدة انتهى المقاول من ردمها وترصيصها، أما ما تركه المقاول الآن فخالٍ تمامًا من العوائق وما نقله معداته إلى إحدى القرى التابعة لعسفان إلا لأنها منطقة مفتوحة وسهلية منبسطة تساعده على إلقاء كل الكميات والمخصصات بأقل وقت وجهد، ونناشد المسؤولين في أمانة العاصمة المقدسة وبلدية عسفان بعدم الإذعان لما يحقق مصلحة المقاول على حساب مصلحة المواطنين، ونريد منهم تكثيف العمل في الشارع الرئيس وتسريع تنفيذه فطبيعة السوق ووضعية المكان تحتم وتتطلب ذلك. حي القابل ظلام وغبار أهالي حي القابل بعسفان أبدوا معاناتهم مع شوارعهم الداخلية يقول أبو فهد عبدالله الحربي ومقبل الحربي: إن المقاول قام بردم وترصيص كل الشوارع الداخلية بالحي وعند موعد السفلتة اختفى وتركنا في معاناة مع الغبار والأتربة والظلام فأثناء الليل يتعثر المصلين في طريقهم للمساجد وقد مضى على انتظارنا أكثر من 8 أشهر نأمل من الجهة المعنية تكثيف جهودها ومتابعتها وإلزام المقاول بتسريع السفلتة وإعطاء المواطنين حقهم المشروع في الترصيف والإنارة، وأملنا كبير في المسؤولين بأمانة العاصمة المقدسة وبلدية عسفان بإنهاء مشكلة أهالي حي القابل ورفع معاناتهم.كما أبدى عدد من المواطنين منهم علي حسن وسامر الحربي وسلطان المحمدي استياءهم من حرمان أحياء عسفان البلدة والمركز من سفلتة الشوارع الداخلية وإنارتها والتوجه إلى إنارة وسفلتة القرى التابعة لعسفان دون الأخذ بمبدأ الأولويات أو الاستماع لشهادة التاريخ والجغرافيا والتعداد السكاني والاقتصادي على من الأحق. الإنارة والكهرباء وطالب فيصل محمد بالتشديد والضغط من الأمانة والبلدية على المقاول ليستمر في إنجاز المشروع وناشد عبدالعزيز محمد المسؤولين بشركة الكهرباء دعم الفرقة المتواجدة لرفع الأعمدة ومد التوصيلات بفرق وآليات جديدة لتسريع إنجاز العمل وإفساح المجال كله للعمل براحة وحرية.أبو وليد الحربي وفهد سعيد قالا إنه تمت إنارة الشارع المعبد بحي البرث بعسفان البلدة قبل عامين وظل يعمل شهرين ثم تعطلت وطالبنا بإصلاحها إلا أنه وحتى يومنا هذا لم نجد من يعيد النور لنا ويبدو أن الاهتمام ينتهي من المشروع بانتهاء المقاول من تنفيذه، أما خدمة المواطن لو كانت تهم المسؤول بالأمانة لما ترك إنارة عسفان بدون صيانة. وأكمل الحديث عبدالله أبو محمد بقوله: إن الأعمدة شامخة والإنارة غائبة والخطوط معطلة والظلام يحيط بالطرقات وقد كتبت عدة بلاغات وقدمت عدة شكاوى بموقع أمانة العاصمة المقدسة وفوجئت بالموظف يبرر تأخير الصيانة والإصلاح بعدم إدراج مشاريع عسفان ضمن مشاريع الصيانة، وأضاف بقوله: إن الانارة في عسفان قسم منها يعمل على مدار 24 ساعة والقسم الآخر متعطل على الدوام، أما مفاتيح التحكم وغرفة التوزيع فبابها ملقى على الأرض منذ عدة أشهر والأطفال يعبثون بها ولا زالت الذكرى الحزينة ل86 عامود إنارة بالشارع الرئيس ظلت أكثر من سنة ونصف والتي تعمل 7 أعمدة فقط أما البقية فعلى الدوام مطفأة، نأمل من المسؤولين اتخاذ ما يلزم لضمان الاستفادة من الخدمات التي وفرتها الدولة وأنفقت من أجلها الملايين والعمل على صيانة ومتابعة المشاريع في عسفان. متابعة غائبة فيما أبدى منصور محمد ملاحظته على كيفية ردم الشارع الرئيس ونوعية التربة المستخدمة وقال: إنّ عملية الردم لم تصاحبها عمليات ترصيص وفرد ورش كافية ومتتابعة والتربة الصفراء المستخدمة هشة لا تفي بالغرض، والمواد المستخدمة في ردم الطريق السريع وبعض الشوارع الداخلية في عسفان والتي دأب المقاولون على نحتها من جبال عسفان موجودة على مسافة أقل من كيلو متر واحد، نأمل من القائمين على متابعة تنفيذ المشاريع تكليف المقاول باستخدامها في الردم والتأكيد عليه بترصيص وردم ورش كل طبقة لإخراج عمل متقن وبجودة عاليه تجعل منه البنية التحتية الأمثل. رئيس بلدية عسفان المهندس عبدالماجد الشيخ ذكر ل»المدينة» أن شركة الكهرباء تعمل حاليًا على إيجاد وصلات أرضية وتستعد لرفع أعمدتها من مسار الشارع، مؤكدًا على أن استئناف العمل بالشارع العام والسعي نحو تسريع تنفيذ مشروع ازدواجيته هدف أول تحرص البلدية على تحقيقه بأسرع وقت ممكن.