وعد معالي أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار أهالي عسفان بتكوين لجان تشخيص بهدف الوقوف على مستوى الخدمات البلدية المقدمة للأهالي، وتذليل العقبات التي تعترض طريق تنمية المنطقة وحل المشكلات التي تواجه أهلها، وذلك بعقد ورش عمل مع المثقفين والمهتمين من الأهالي لتشخيص واقع عسفان وتحديد احتياجاته وحصر مطالب الأهالي، تمهيدًا لتطويرها وتنميتها. جاء ذلك مساء أمس الأول خلال جولة تفقدية لمركز عسفان والقرى التابعة له. وطمأن الأهالي، مؤكداً لهم أن الأمانة حريصة على تحقيق أعلى مستوى من الخدمات في جميع المحافظات ومراكزها وقراها بهدف تنمية الإنسان وتطوير المكان، وعسفان كغيرها ستنال نصيبها وحق أهلها في التنمية والتطوير، تمشيًا مع توجيهات خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله. رافقه في الجولة عدد من المسؤولين في الأمانة وبحث خلالها بالمواطنين وناقش معهم أبرز العقبات التي حدت من تنمية وتطوير عسفان وقراها ومنعتها من مواكبة التطور الذي تشهده البلدات المجاورة لها. وكان من أبرز ما طرح على طاولة الحوار قضية هجرة شباب عسفان وفيدة والمقيطع والشامية نتيجة عدم توفير مخططات سكنية لإيوائهم رغم وجود مساحات موائمة في السهول وأعالي الحرات المستوية المتاخمة للأحياء السكنية بعسفان وإمكانية تحويلها إلى مخططات سكنية ومرافق تعليمية وترفيهية. ورحّب أمين العاصمة بهذه الفكرة مشيرًا إلى مناسبة الحرات وسطحها للاستقرار السكاني والنشاط العمراني ووجه بالعمل على اتخاذ اللازم حيالها سعيًا لحل أزمة السكن وإيقاف نزيف الهجرة وفتح آفاق سكنية قادرة على استيعاب النمو السكاني واستجاب معاليه لمطلب الأهالي بمعاينة مصنع البلاط الذي اشتكوا من سمومه وغباره وضجيجه واستخدامه للشارع العام موقفًا لشاحناته وإلحاقه الضرر بهم. وتم مناقشة مشكلة التلوث الناتجة عن مزارع الدواجن في المقيطع والشامية وأكدوا لمعالي الأمين نشأة وتكون الأحياء السكنية قبل المصنع ومزارع الدواجن بعشرات السنين، وطالبوا بتخليصهم من الملوثات ومساعدتهم على الحياة في ظل بيئة صحية وتدعيم مواقفهم من أجل تنفيذ القرارات القاضية بإزالة المصنع والمزارع والتي لم تنفذ حتى يومنا هذا. ووجه د.البار فريق عمل الأمانة بتولي متابعة شكوى الأهالي بهذا الخصوص واتخاذ التدابير اللازمة بشأنها. ومن جانب آخر تفاعل الأمين مع شكوى المواطنين من الأضرار المادية التي طالت سوقهم التجاري بسبب منع منح التراخيص لمزاولة الأنشطة التجارية حين أكدوا أن مستقبل عسفان التجاري مهدد بالضياع وأهلها بفقدان دخلهم. ووعد بدراسة وضعية منشآت عسفان التجارية ومحلاتها والسعي لإيجاد ما يضمن عودة الانتعاش الاقتصادي والتوهج التجاري لها. وطرح الأهالي قضية عدم تحديد نطاق عمراني لعسفان الأمر الذي حرمهم من الحصول على صكوك استحكام لأملاكهم وفوّت عليهم فرصة استثمارها والاستفادة منها، ووعد معاليه بتلبية مطلبهم وإيجاد حل لمشكلتهم لاسيما وأن هناك ما يسمى بالتكتل العمراني يمكن تطبيقه على عسفان وبالتالي يفسح الطريق للأهالي لكي يحصلوا على الصكوك وبالتالي التمكن من استثمار ممتلكاتهم. ولبيان وضع عسفان المتردي خدميًا عقد الأهالي مقارنة بين ما صنعته بلدية خليص لأهالي غران حين جعلت أحياءهم كما لو كانت أجزاء من مدينة حديثة وبين عسفان التي طالها الإهمال والحرمان والتخلف رغم أن الفاصل بين البلدتين 600 متر فقط. وفي ما يتعلق بالشارع الرئيسي فقد امتلكت الأمين الدهشة حين شاهد كثافة السيارات والمحال التجارية واتساع عرض الطريق 40 مترًا ، إلا أن الشارع لم يزدوج ولم يرصف. ومن جانب آخر زار الأمين مقر مبنى بلدية عسفان والتقى العاملين هناك وعلى رأسهم رئيس بلدية عسفان المهندس عبدالماجد الشيخ وناقش معهم إنجازات البلدية والمشاريع التي تم تنفيذها حاليًا وما سيتم عمله مستقبلًا علاوة على موقف البلدية من مشاريع الدواجن ومصنع البلاط وإيجاد المخططات كما ناقش الشكاوى الخاصة المقدمة من المواطنين ورد على بعضهم في حينها. الأهالي عبدالله إبراهيم ومحمد عاقل وأحمد عاقل وعطية مرحوم وعابد أبو باسل وعارف بن رميح نيابة عن الأهالي ثمنوا زيارة الأمين ولقاءه ووصفوها بالتاريخية وكشفوا عن أملهم بأن تكون هي بداية النهاية لمعاناتهم مع التلوث و التهميش وتردي الخدمات،